بيروت - كتب محمد وهبة في "الأخبار":
انتهى مرفأ بيروت. مُسح عن بكرة أبيه. ليس التعبير انتقامياً، بل يعكس واقع اليأس بعد هذه الكارثة. هو المرفأ الذي كان يستقطب التجاذبات حول آليات تطويره. كان السؤال يدور حول تطويره ليكون محطة حاويات، أو محطّة للبضائع الآتية بلا حاويات مثل الحديد والقمح وسواهما. اليوم صار السؤال يدور حول البديل. قبلها يجب أن نعلم لماذا حصل ذلك؟ من يتحمّل المسؤوليات؟ من دون هذه الإجابات سيكون البحث عن بديل أمراً خارج المنطق.
مرفأ بيروت، كما يرد على الموقع الالكتروني لإدارة مرفأ بيروت، كان يتعامل يومياً مع 300 مرفأ عالمي ويستقبل نحو 3100 سفينة سنوياً، ومن خلاله تتم غالبية عمليات الاستيراد والتصدير. تمثّل البضائع التي تدخل إلى مرفأ بيروت 70% من حجم البضائع التي تدخل لبنان. فيه إهراءات القمح والمنطقة الحرة بمساحة تبلغ 81000 متر مربع.
هذا الأمر يجعل من الصعب الاستغناء عن مرفأ بيروت. هناك مكمن الكارثة. فالبنية التحتية للمرفأ مُعدّة لتكون مركزاً أساسياً وحيوياً للنسبة الأكبر من حركة التبادل الخارجية للبنان. شبكة النقل المحلية قائمة على أساس الولوج إلى مرفأ بيروت ونقل البضائع إلى بيروت وجبل لبنان بشكل أساسي ومنهما إلى باقي المناطق. هو محور لا يمكن الاستغناء عنه. أما اليوم فبات البحث عن البديل أمراً يتعلق بالبقاء. تخيّلوا أن لبنان كان مصمّماً في السنوات الماضية ليستورد النسبة الأكبر من السلع التي يستهلكها.
Comments