لوس انجلوس - خاص بيروت تايمز
أقامت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم حفلًا كبيراً في مدينة لوس انجلوس لتكريم البروفيسور فيليب سالم لعطاءاته وإنجازاته ومنحته "درع الشجاعة" نظرًا لتضحياته وشجاعته الموصوفة في عالم السياسة والطبّ ومعالجته الأمراض السرطانية"، بحضور النواب نديم الجميّل وأديب عبد المسيح وراجي السعد، وقنصل عام لبنان في لوس انجلوس بشير سركيس، وعضو مجلس النواب الاميركي مارك تكانو، والقاضي جيمس كعدو والاب ميشال نجم ومدير مكتب طيران الشرق الاوسط في نيويورك اديب القسيس، وقيادات الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة البروفسور نبيه الشرتوني والرئيس العالمي السابق للجامعة اللبنانية الثقافية الشاعر والاديب الياس كساب والرئيس العالمي الاسبق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم انيس كرابيت، ونائب الرئيس إدوار عبد الكريم وجمعية 100% Liban ممثلةً بمنسقتها العامة باميلا ابراهيم القصيفي، ووفد من حزب الكتائب اللبنانية ضمّ عضو المكتب السياسي ابراهيم مرجي ورئيس الهيئة الاغترابية ميشال الهراوي ورئيس إقليم الولايات المتحدة طوني فارس ورئيسة قسم لوس انجلوس أنطوانيت عبود ورئيس قسم أورانج كاونتي ميشال الفغالي وممثل عن الحزب التقدمي الاشتراكي سامي القاضي والشاعر ميلاد ساسين وحشد كبير من اعضاء ومناصري الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ومن أبناء الجالية اللبنانية الكرام.
غيلدا اسمر
رئيسة قسم لوس انجلوس في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم السيدة غيلدا اسمر شكرت جميع الحضور على المشاركة في حفل التكريم ودعتهم الى مواصلة العمل من اجل لبنان، وقدم الحفل دنيس زين عضو مجلس بلدية لوس انجلوس الاسبق.
البروفيسور فيليب سالم
رحّب في كلمته بالحضور والقائمين بتنظيم الاحتفال وشكرهم على التكريم وقال:
اسمحوا لي أولًا أن أتوجه بالشكر إلى اللجنة المنظمة لهذا الحدث وأود أن أشكر بشكل خاص السيد فارس وهبي، كما أود أن أنوه بحضور صديقي العزيز السيد نبيه الشرتوني، رئيس الجامعة الثقافية اللبنانية في العالم.
عندما نتحدث عن الشجاعة، لا يسع المرء إلا أن يفكر في أولئك الذين جسّدوها. ومن أبرز هؤلاء ستيفن هوكينج. كان هوكينج عالمًا إنجليزيًا في الفيزياء النظرية وعالمًا في الكونيات ومؤلفًا وكان مديرًا للأبحاث في مركز علم الكونيات النظري بجامعة كامبريدج وقت وفاته. وقد اعتبره الكثيرون في مجاله آينشتاين هذا القرن. وقد عانى هوكينج من مرض عصبي منهك طوال حياته، وكان مقعدًا على كرسي متحرك وغير قادر على المشي أو التحدث أو الأكل أو الشرب دون الحصول على مساعدة كبيرة. لقد عانى من إعاقة جسدية شديدة، لكنه واجه الحياة بشجاعة وبعقله تجرأ على تغيير العالم.
وشخص آخر كان نيلسون مانديلا. فبعد حياة قضاها خلف القضبان، دُعيَ مانديلا ليصبح رئيسًا لجنوب إفريقيا. وعندما قبل العرض، لم يخطط للانتقام ممن زجّوا به في السجن، ولم يخطط لسحق خصومه السياسيين، بل دعاهم جميعًا للمشاركة في حكومته. لقد أراد فقط أن يفعل ما هو جيد لبلده. لقد حكم برؤية واضحة، وبالتوافق، وبالعدل، وقبل كل شيء بالتسامح. لقد كان من هؤلاء السياسيين النادرين الذين استطاعوا أن يضعوا طموحاتهم الشخصية جانباً لصالح طموحات شعبهم. كان تركيزه الوحيد ينصبّ على بلاده، وليس على مصالحه الخاصة. وعندما تُفكر في لبنان، لا يسعك إلا أن تتمنى أن يكون لدينا في يوم من الأيام رئيسًا مثل نيلسون مانديلا.
خلال 55 عامًا من العمل قضيتها في مجال طب وأبحاث السرطان، كانت أعظم الدروس التي تعلمتها في حياتي من مرضاي. فعلى عكس الاعتقاد الخاطئ السائد بأنه في العلاقة بين الطبيب والمريض، يستفيد المريض من الطبيب وليس العكس. إلا أنني أعتقد أن هذه العلاقة تسير في الاتجاهين. فنحن نمنح الحياة لمرضانا، لكنهم في المقابل يعطوننا معنى لحياتنا. وإليكم ما تعلمته في ممارسة الطب وما هو مفيد أيضًا في ممارسة الحياة:
1. التحلي بالشجاعة للتغلب على اليأس.
ربما يكون اليأس أحد أكبر التحديات التي يواجهها الإنسان. فالاستسلام لليأس يشبه الاستسلام للموت. وقد تعلمت من الطب أنه لا يوجد شيء اسمه المستحيل وأن هناك دائمًا أمل في نهاية النفق. فالأمل عنصر ضروري للحياة. وفي حياتي اليومية، أبثُّ الأمل في نفوس مرضاي. وهو بالمناسبة أمل حقيقي وليس كاذبًا. فقد تعلمت أنه بالمثابرة يمكنك تحقيق الكثير، يمكنك تحقيق الحياة. المثابرة والأمل ضروريان في الطب، فبدونهما لا يمكنك تحقيق إلا النذر اليسير. وهذا يجعلني أفكر في بلدنا الحبيب لبنان.
فشعبنا في حالة يأس. لقد أصبحوا مقتنعين أنه لا يمكن فعل الكثير أو بالأحرى لا يمكن فعل أي شيء على الإطلاق. وأعتقد أن أسوأ ما يمكن أن يحدث لنا هو أن نقبل الوضع الراهن ونُحجم عن تغييره. فالخيار الوحيد المتاح أمامنا هو ثورة بلا عنف. فكثير من الناس يعتقدون أن الثورة قد ماتت، لكني أعتقد اعتقادًا راسخًا أن جذور الثورة رابضة في قلوب الشعب.
فالشعب يريد التغيير ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف؟ ويجب أن أذكّر شعبنا اللبناني بأن حروب نصف القرن الماضي وانهيار الدولة لم تكن مسؤولية الآخرين. لقد كانت مسؤوليتنا نحن. والآن أقول إن مسؤولية بناء لبنان الجديد تقع أيضًا على عاتقنا نحن، وليس على عاتق غيرنا. إننا بالتأكيد بحاجة إلى دعم الدول الأخرى، لكن هذه الدول لن تدعمنا إذا لم تشعر بأننا، أي الشعب اللبناني، ملتزمون بإعادة بناء بلدنا. لقد قلت دائما إن هدف الثورة ليس فقط تغيير السياسيين الفاسدين، بل تغيير العقل السياسي اللبناني أيضًا. وإذا لم نغير هذه العقلية، فسوف نستمر في إنتاج السياسيين الفاسدين. ولا يجب أن يكون اليأس خيارنا، بل الثورة هي التي يجب أن تكون خيارنا.
2. التحلي بالشجاعة لتجاوز الفشل.
لقد تعلمت أنه لا يمكن تحقيق النجاح دون ذوق طعم مرارة الفشل. فإذا كنت خائفًا من الفشل، فلن تستطيع تحقيق النجاح. الفشل ليس سوى جزء من الرحلة المؤدية إلى قمة الجبل. ولا أعرف أحدًا وصل إلى قمة الجبل دون أن يمر بالفشل. يجب أن يكون الفشل أفضل معلِّم لك ويجب أن تتعلم منه. لكن يجب ألا تدعه يهزمك أبدًا، ولا تسمح له أبدًا بدفعك إلى الوراء. إذا اخترت التراجع، فلن تحقق هدفك أبدًا. وفي لبنان، علينا أن ندرك أن ثورة 17 تشرين قد فشلت، لكن يجب ألا نسمح أبداً لهذا الفشل أن يقودنا إلى الهزيمة، ويجب ألا نسمح أبدًا لهذا الفشل أن يمنعنا من المحاولة مرة أخرى. لكن هذه المرة، كما قلت دائما، نحتاج إلى ثورة يتزعمها قائد، نحن بحاجة إلى ثورة بلا عنف.
3. التحلي بالشجاعة للتشكيك في العقيدة
نحن نعيش في عالم تبدو فيه الأشياء حقيقية ولكنها قد لا تكون كذلك، وإذا لم تشكك في عقيدتك، فلن تجد الحقيقة أبدًا. لآلاف السنين، كان يُعتقد أن قرحة المعدة هي مرض ناجم عن الإجهاد. لكننا علمنا مؤخرًا أنها عدوى تسببها بكتيريا وإذا عالجت البكتيريا فإنك تقضي على القرحة.
ولآلاف السنين، كان سرطان الدم يعتبر داءً غير قابل للشفاء حتى شكك فراي وفرايريتش في العقيدة وقاموا بشفاء المرض.
في لبنان، يؤمن الناس بعقيدة ما. ويعتقدون أن هؤلاء الزعماء القبليين ضروريون للحفاظ على الاستقرار والسلام، لكن الحقيقة كشفت أن هؤلاء الزعماء كانوا سببًا في الحرب وعدم الاستقرار. والآن تسود عقيدة مفادها أنه لا يمكن القيام بأي شيء لإحداث تغيير. لكن يجب علينا أن نثبت أن هذا غير صحيح.
4. التحلي بالشجاعة لاستكشاف المجهول
لا تزال معرفتنا محدودة للغاية، سواء على مستوى الكون أو على مستوى الخلية الواحدة. وللحصول على المعرفة، يجب على المرء أن يكون لديه الشجاعة لاستكشاف المجهول. كانت ماريا أنجيلا امرأة في منتصف العمر من باليرمو، صقلية. وكانت مصابة بسرطان الرئة مع نقائل واسعة النطاق في جميع أعضاء جسدها، بما في ذلك دماغها. وبكل المقاييس، سيعيش أي إنسان مصاب بهذا الداء أقل من 3 أشهر. لكننا جربنا علاجًا جديدًا تم تطويره في مركز السرطان التابع لنا وهو عبارة عن مزيج من العلاج المناعي بالإضافة إلى العلاج الكيميائي بالإضافة إلى العلاج الموجَّه. وبعد 6 سنوات، لا زالت ماريا أنجيلا على قيد الحياة، وشفيت من السرطان وتعيش حياة طبيعية، وقد نصحت مراكز السرطان الكبرى في إيطاليا والولايات المتحدة هذه المريضة بالعودة إلى منزلها والموت بسلام. ولكننا فعلنا العكس تمامًا، حاولنا ونجحنا. فإذا لم تتجاوز ما هو مقبول ويعتبر معيارًا، فلن تحرز أي تقدم أبدًا. واعلم بأن تحقيق التقدم يكون على يد الأشخاص الذين يجرؤون على استكشاف المجهول.
وأخيرًا، يجب أن نتحلى بالشجاعة لإنقاذ لبنان. فلبنان ليست مجرد دولة. إنها حالة فريدة من نوعها وينبغي أن تكون نموذجا ليس فقط لدول الشرق الأوسط بل للعالم أجمع. هذا هو المكان الذي تعانق فيه المسيحية الإسلام، وتعيش هنا 18 طائفة دينية مختلفة في سلام - إذا تركهم السياسيون يفعلون ذلك. وهذا البلد ليس نموذجًا للتسامح الديني فحسب، بل هو نموذج للتسامح الثقافي أيضًا؛ هنا تلتقي ثقافة وحضارة الغرب مع ثقافة وحضارة العالم العربي. هنا تزدهر جميع ثقافات العالم دون صراع. ولهذا قال البابا: “لبنان أكثر من أمة، إنها رسالة”، وعلينا أن نبقي هذه الرسالة حية. وعلينا أيضًا أن نكون فخورين جدًا بكوننا لبنانيين. ففي لبنان فقط، وبعد 50 عاماً من الحروب والصراعات، لا يوجد متسول واحد من أصل لبناني في شوارع باريس ولندن ونيويورك ولوس أنجلوس. نحن أمة ذات عِزةٍ كرامة. وعلى الرغم من أن لبنان يستضيف أكثر من نصف سكانه كلاجئين وأن جميع اللاجئين في لبنان يحصلون على دعم من الأمم المتحدة، إلا أنه لا يوجد لاجئ واحد من أصل لبناني في أي مكان في العالم. ولا يوجد لبناني واحد يحظى بدعم من الأمم المتحدة. وعندما يغادر اللبناني بلده، فهو لا يذهب ليعيش في خيمة. بل يذهب إلى العمل.
وفي كتابي "فلسفة التمرد والثورة" ابتهلت بالدعاء التالي:
"أنا لبناني وطنيّ ولكني إنساني. أبي لبنان وأمي أرضه. إخوتي هم كل اللبنانيون بلا استثناء. أمَا ديني: فأنا أؤمن بلبنان بعد الله. منطقتي الجغرافية هي كل ذرة من ذرات تراب الوطن. أحب كل إخوتي، إلا من ليس لديه وفاء لأبي وأمي. أنا لبناني، ولكني أعتبر الإنسانية جمعاء عائلتي".
النائب نديم الجميّل
ألقى كلمة حيّا فيها انجازات البروفيسور فيليب سالم على الصعد الطبية والثقافية والإنسانية والوطنية، وقال: "نجتمع اليوم لنحتفل معًا بالمسيرة الاستثنائية للبروفسور فيليب سالم وحياته الملئية بالمعرفة والعلم منطلقًا من الكورة في لبنان مانحًا لنفسه فرصًا كبيرة ولا حدود لها انتظرته في الولايات المتحدة، مثابرًا على التألق في المجال الطبي الذي اختاره".
أضاف:"نكرم البروفيسور سالم ليس فقط للإنجازات التي حققها في حياته، ولكن من أجل قيمه وثقافته والتزامه وطموحه ليحقق كل ما هو جميل لوطنه. فهو يمزج قوة التربية اللبنانية والفرص الأميركية التي لا تنتهي. قصة البرفيسور سالم الناجحة يجب أن تكون شهادة حية لكل لبناني يحلم ويعمل ويتجرأ ليحقق طموحاته".
ختم شاكرًا سالم "لأنك ألهمتنا وألهمت كثرًا بمسيرتك الفريدة والإستثنائية والإرث الكبير الذي ستتركه للأجيال والذي سيبقى ساطعًا كالشمس".
تحدّث النواب اللبنانيون الثلاثة نديم الجميّل وأديب عبد المسيح وراجي السعد، عن فيليب سالم السياسي والطبيب والإنسان وأشادوا بمزاياه وبالقيم التي يتمتّع بها. كما تحدّث رئيس الجامعة اللّبنانيّة الثقافية في العالم نبيه الشرتوني عن دور سالم في عالم الإغتراب ودعمه الدائم للبنان وعن الصلة القوية التي تجمعه بلبنانيي الإغتراب وبكل الإدارات الأميركية ودعمه الدائم لوطنه الذي يعيش في قلبه وضميره.
النائب راجي السعد
قدم التهاني الى البروفيسور فيليب سالم وشكر الجالية اللبنانية على حسن استقباله. وطلب من المغتربين دعم لبنان أكان على الصعيد الاقتصادي أو حتى السياسي.
النائب أديب عبد المسيح
كرم البروفيسور فيليب سالم في لوس أنجلوس وفاجئه بقرائة رسالة كان قد كتبها وقرأها له والده الراحل جورج عبد المسيح في عام ١٩٦٥، أي قبل ٥٧ عاما بمناسبة تخرج سالم طبياً.
وبعد ذلك قدّم له النواب نديم الجميل واديب عبد المسيح وراجي السعد. ادرع تقدير، وتخلّل الحفل ايضاً تقديم شهادات تقديرية الى البروفيسور سالم وكذلك قدّمت الجامعة الثقافية منحًا للطلاب المتفوّقين لمتابعة مسيرتهم العلمية والثقافية.
الدكتور غسان بطرس
قدم الدكتور غسان بطرس شهادة تقديرية الى البروفيسور فيليب سالم نيابة عن عمدة مدينة باسادينا فيكتور غوردو تقديرا واستحقاقاً لنجاحاته وانجازاته المشهودة على المستويين الإداري والطبي والأكاديمي.
جمعية عبد الكريم
كذلك قدمت جمعية عبد الكريم درعا تقديريا الى البروفيسور فيليب سالم لانجازاته الطبية والانسانسة.
البروفيسور فيليب سالم يتسلم شهادة تقديرية من عضو الكونغريس مارك تكانو
رئيسة فرع الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم السيدة غيلدا اسمر والبروفيسور نبيه الشرتوني
يقدمان درع الشجاعة الى البروفيسور فيليب سالم
ناجي غرابيت وايرلندا راشد
البروفيسور فيليب و وداد سالم و صولي وغيلدا اسمر
ريان عبد الكريم وكميل ابو شديد وجان كليب والياس وزينة عساف
وسميرة كليب وريتا ابو شديد
فادي وميليا غرابيت
ايلي ونورا طويل
د. انطوان و د. كارمن غرابيت و واالدته مارغريت
البروفيسور فيليب سالم وانيس ابي زيد
د. جوان نصار خوري و د. جوني خوري
ديران ونيلي دكماجيان
د. غسان وكريستينا بطرس
جيزيل شاغوري و وداد سالم
سوزي و لوران مقصود ومارينا متري
غيلدا اسمر تسلم المنحة الدراسية الى الياس كريم
غيلدا اسمر تسلم نايلة الدر المنحة الدراسية المقدمة الى جون باتريك
شباب الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم
حملة الاعلام - شباب الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم
بيروت تايمز - تصوير شارلي مارون
Comments