bah مروة كريدية : الحديث عن حقوق "المرأة" عفا عليه الزمان - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

مروة كريدية : الحديث عن حقوق "المرأة" عفا عليه الزمان

03/12/2024 - 18:59 PM

Bt adv

 

 

 

بيروت تايمز – فلوريدا

 

فِي إطار فَعَاليات شهر تاريخ المرأة في الولايات المتحدة، وهو الاحتفال السنوي المعتمد في شهر مارس من كل عام والذي يسلط الضوء على مساهمات النساء عبر التاريخ والمجتمع المعاصر. استضاف مركز شؤون التعددية الثقافية في المكتبة العامة بولاية فلوريدا الاميركية، الكاتبة مروة كريدية في لقاء فكري قدَّمت خلاله رؤية عن تحولات العصر والمفاهيم الحقوقية المتعلقة بالسيدات، حيث طرحت بداية العديد من التساؤلات الجوهرية قائلة: " إن تسارع وتيرة التغيرات الاجتماعية والثقافية  تجعلنا نتساءل حقًا هل لا زال الحديث "المرأة" مجديًا أم اننا فِعليًّا أمام واقع انساني منفلت تماماً بحيث يبدو الحديث "الجندر" عَفَا عليه الزمان وأنه من الأجدى طرح الموضوع في سياقه الإنساني العام ؟ ".

وَ أضافت :" أن معالجة الامر يجب أن تكون في اطار معالجة الأوضاع الغيرعادلة برمتها وليس حصرها في ما يطال "المرأة" وحسب، ولا ينبغي ان لا يكون مجتزءًا ومختزلا مما لا يزيد الواقع إلا سوءًا" حيث استعرضت بالأرقام و الاحصائيات الفروقات الغير عادلة التي تطال السيدات مقارنة بالشرائح الأخرى في المجتمع .

وقد انتقدت الدكتورة مروة كريدية ايضًا الطريقة التسويقية التي يتم بها الترويج لأحداث كثيرة دون ان يصاحب ذلك تغيير فعلي على أرض الواقع ، ودون ان يرافق ذلك قوانين فعليّة تحدّ من العنصرية، ومن اي سلوك يرسخ الانقسام بين فئات المجتمع ككل، مشيرة الى ان الأنماط التربوية المُتَّبعة حاليا لا زالت عاجزة والانماط الاعلامية بالغة السوء ".


 الكاتبة مروة كريدية

وفي اطار حديثها عن الحضارة الانسانية ككل اشارت الكاتبة مروة كريدية بالقول :" ان منطق العنف لا زال هو المسيطر وهو الذي يتحكَّم في اللاشعورالجمعي للمجتمعات البشرية، ويُحرِّك دواليب الفعل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والاعلامي وغيره على حدٍّ سواء، و إنه جزء لا يتجزأ من المخزون الثقافي والإيديولوجي وعصارة إرث تاريخي ضخم حافل بشتى أنواع الاضطهاد."

واضافت  كريدية :" إن التعقيدات الإجتماعية والانفتاح الكوكبي الذي نشهده ، يضعنا أمام تحدّي يُملي علينا أن نفكرّ بشكل مغاير للمعهود، إن فكرة وجود مجتمعٍ عادل قائم على أيديولوجيا العولمة قد انهار تحت وطأة التعقيدات ولم يقدِّم لنا أكثر من نظرية نهاية التاريخ والأحداث تجري اليوم بتسارع دموي، وكأن المستقبل معدوم، كما أنه لم يَعد ثمة حاضر، والصراعات بين الفرد والفرد، والفرد والمجتمع، تتعمق بإيقاع مخيف، الأمر الذي يلقي على عاتقنا مسؤولية كبيرة ".

وردًّا على سؤال حول أهمية المشاركة في الجمعيات النسائية قالت : " لا اجد نفسي في جمعية "نسائية" بل اعتقد بأن نظرتي أوسع واشمل من ان تحصر في محورمعين ، كما ان معظم ما وقعت عيني عليه حتى الآن ،  يتخذ من شعاراته أداةً لتمرير مشاريع لا تخدم المرأة أصلاً، ولا حتى الإنسان، وهذا ليس من باب النقد، أو التقليل من شأن ما تحاول المرأة جاهدة أن تقدمّه وتحققه لنفسها، بل لأن هناك خطأ بنيويًّا فادحًا في الفلسفة التي تقوم عليها الممارسات المُدافعة عن المرأة لا سيما في (الدول العربية )، فالمفاهيم المطروحة تنقل المرأة من واقع يختزلها، لواقع آخر ربما يكون أشد اختزالا لإنسانيتها، فتصبح عملية "التحرر" المزعومة عملية رد فعل متبادل لأدوار الاضطهاد . لذلك في كثير من الاحيان نجد ان تلك الجمعيات العربية تتحول الى "صالونات" غير فاعلة . " 

الجدير ذكره أن الاعلامية مروة كريدية هي كاتبَة وأديبة  لبنانيّة مقيمَة في الولايات المتّحدة الأميركية، حازت على عديد من شهادات التقدير لجهودها، كان آخرها إدراج إسمها على نُصب التسامح في ولاية ألاباما الأمريكية، الذي يكرم المدافعين عن القيم الإنسانية والسلام ويشرف عليه مركز الحقوق المدافع عن الحريات ومكافحة العنصرية وخطابات الكراهية. لها العديد من الإصدارات الفكرية منها: على دروب الصفاء، حوارات وآفاق، رهانات السلام ، استراتيجيات الأمل في عصر العنف، عواصف النسيان،  لوامع من بقايا الذاكرة .

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment