bah نعيمة عبد الجواد لـ بيروت تايمز: أبحاثي جميعًا تتطرَّق للأدب المقارن والقضايا النسوية وتعالج أزمة الهوية والحياة الرقمية - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

نعيمة عبد الجواد لـ بيروت تايمز: أبحاثي جميعًا تتطرَّق للأدب المقارن والقضايا النسوية وتعالج أزمة الهوية والحياة الرقمية

03/02/2025 - 17:13 PM

Prestige Jewelry

 

 

حوار خاص لصحيفة بيروت تايمز

اجرت الحوار الاعلامية منى منصور

 

الدكتورة نعيمة عبد الجواد تعمل كأستاذ مساعد - أستاذ الادب والترجمة - قسم اللغة الانجليزية في كلية العلوم والآداب في جامعة القصيم - المملكة العربية السعودية، وهي كاتبة، وقاصة، وشاعرة، وروائية، وباحثة وتقوم بتدريس مواد الأدب والترجمة في الجامعة. تعمل كمحكم دولي للأبحاث الأكاديمية في عدة دوريات أجنبية، وكذلك مترجمة فورية وتحريرية محترفة. لديها العديد من الأعمال المنشورة في مجالات الأدب والترجمة، سواء باللغة العربية أو الإنجليزية.

تسعى الدكتورة نعيمة من خلال أبحاثها المتعددة في مجالي الأدب والترجمة إلى سبر أغوار الثقافات المتعددة، وتولي اهتماماً خاصاً للآداب الإثنية والدراسات النقدية. كما أنها تهتم بالدراسات النسوية والاتجاهات الحديثة التي تؤثر على تناول تلك الدراسات.

لديها العديد من المقالات المنشورة في الصحف العربية والأجنبية، وتم استضافتها في برامج إذاعية وتلفزيونية عدة مرات. وهنا نص الحوار الشيق:

د. نعيمة عبد الجواد, موقع الكتابة الثقافي
الدكتورة نعيمة عبد الجواد 

 

■ ما هي أهم الإنجازات التي حققتيها في مسيرتك الأكاديمية؟

مسيرتي الأكاديمية كلها إنجازات من أوَّل لحظة اعتليت فيها منصَّة الشرح. الطريف في الموضوع أني كنت صغيرة السن، وبالفعل ملامحي وتكويني الجسماني يجعلاني أبدو وكأنني في نفس المرحلة العمرية لطلابي، وفي بعض الأحيان كنت أصغر منهم بالفعل. لكن المدهش أني كنت من أوَّل لحظة أكسب ثقتهم، ويستمعون لي، ويعتبرون أني النموذج الذي يجب الاحتذاء به. وعلى الجانب الإنساني، لقد استطعت أن أغيِّر مسيرة العديد من الطلاب وكذلك مصائرهم؛ فالجانب التعليمي لا يمكن أن ينفصم عن الجانب النفسي التربوي أبدًا.

أمَّا بالنسبة للإنجازات الأكاديمية البحثية، فأبحاثي جميعًا تدور في أطر تمزج تخصصات مختلفة، وكذلك تتطرَّق للأدب المقارن والقضايا النسوية وتعالج أزمة الهوية والحياة الرقمية، بالإضافة إلى أبحاثي في مجال الترجمة والرياضة، وكل واحد فيهم قريب إلى قلبي؛ فأنا لا أكتب ولا أبحث إلَّا في المجال الذي أشعر برغبتي في خوضه أو حتى تحديه، ولهذاا تكون دومًا النتيجة بحثًا أنا راضية عنه.

 

■ ما هي نظرتك لمستقبل الطلاب الذين تقومي بتدريسهم في ظل التطورات التكنولوجية السريعة؟

الطلاب في العصر الحالي في حاجة إلى من يأخذ بيدهم؛ فالتطوُّر التكنولوجي المذهل سلاح ذو حدِّين، ولهذا يجب وجود مُرشد مخلص يأخذ بيدهم ويجعل باستطاعتهم الاستفادة قدر الإمكان من ذاك التطوُّر الذي لا يمكن تجاهله أو إغفاله.

 

■ ما الذي ألهمك لدخول مجال الأدب والترجمة؟

لن تصدِّقي إذا أخبرتك أن ذاك هو الحلم الذي كنت أتوق إليه منذ أن أصبح لي وعيًا وإدراكًا بالحياة؛ أي في مرحلة الطفولة المبكِّرة. فوالداي كان لهم قدرة على قص الحواديث والحكايات علينا صغارًا بطريقة شديدة التشويق. ولهذا، عندما أصبح لدي القدرة على القراءة كنت أشتري قصص الأطفال، وفي كل مرحلة عمرية كان يتغيِّر نوع الكتب التي أقرأها، وبالتأكيد، الروايات والحكايات كان لهم نصيبًا. ومن ثمَّ، كنت أتوق لدراسة الأدب بشكل موسَّع. وبالنسبة للترجمة، فبما أني كنت أقرأ العديد من الكتب المترجمة منذ الطفولة، أردت خوض هذا المجال، بل أيضًا إتقان العديد من اللغات حتى لا يستعصي على قراءة أي محتوى بأي لغة.

 

■ هل يمكنك مشاركتنا قصة شخصية أثرت عليك في مسيرتك الأكاديمية؟

لا توجد قصة أو موقف محدد أثَّر بي، فكل يوم مغامرة، وكل جانب راقي لأيٍّ ممن قاموا على تعليمي أو حتى صادفتهم في الحياة، بمثابة درس جديد وحكاية مؤثِّرة. وحتى المواقف الأليمة لا أشعر أبدًا بألمها، بل اعتبرها دروسًا يجب الاستفادة منها. وعلى هذا يمكن قول إنه يوجد المئات من الحكايات أو بالأحرى الملامح التي أثَّرت وأثرت حياتي الأكاديمية والعملية والشخصية.

 

■ ما هي التحديات الأكبر التي تواجهيها كأستاذة وكاتبة في نفس الوقت؟

لا توجد تحديات، فأنا أعشق المجالين، لكن عدوي اللدود هو الوقت؛ فاليوم لا يكفي لإنجاز كل المهام، وأتوق حقًا لتوظيف سكرتيرة للقيام بالأشغال البسيطة التي تستهلك الوقت، لكن المشكلة أن ما أضلع به لا يعي سبل إنجازه إلَّا أنا، وهذا هو أكبر تحدِّي.

 

■ كيف ترين دور الأدب في تشكيل الوعي الثقافي والاجتماعي؟

الأدب هو وسيلة التواصل الأساسية التي ساعدت على غرس العديد من المفاهيم وتغيير مسار أمم، وهذا بالتأكيد قبل أن يحل الإنتاج المرئي محلُّه؛ فللأسف لا تهتم الأجيال الحالية – وخاصة في وطننا العربي - بالكلمة المكتوبة. ولهذا، أتمنى أن تقوم الأفلام على أعمال أدبية جادة، والتي من خلالها يمكن العودة لقراءة الأدب مرَّة أخرى، أو حتى القراءة بوجه عام من خلال البحث والاطلاع. وأظن أن خير مثال على هذا مسلسل "الحشاشين" في السنة الماضية الذي شحذ عزيمة المشاهدين للقراءة والبحث في التاريخ ومقارنة الأحداث التاريخية بما جاء في سياق العمل الدرامي. 

 

■ هل هناك تحقيق أدبي أو موضوع تشعرين بالفخر لإنجازه؟

كلهم أفخر بهم. لكنني أعشق رواياتي التاريخية وأيضًا تلك التي تدور في فلك الخيال العلمي. أمَّا بالنسبة للمقالات، فكل واحدة فيها أضع فيها من فكري وروحي، وقبل كتابة أي موضوع أختار الفكرة الأقرب للواقع وتمسّه بشكل مباشر، وإن تناولها الموضوع بصورة غير مباشرة. ولهذا، يعتقد البعض أن ما أعمل على إبداعه هو تجارب شخصية، وهي بالتأكيد ليست كذلك؛ فصدق الموضوع يجعل أي فكرة نابضة وواقعية لحد بعيد. وأمَّا بالنسبة لاختياري دمج الفلسفة بالأدب بوقائع الحياة فهو السبيل إلى الواقعية؛ فالفلسفة هي عصب الحياة، وما يدور في العالم هو بصيص الفلسفة على الواقع.

 

■ كيف تقومين بالبحث والتحقق من المعلومات في عالم الأدب؟

لسوف أقص عليك حكاية طريفة وواقعية، عندما ذهبت للولايات المتحدة كمبعوث فولبرايت، كان همّي الأكبر ليس السفر أو اسم المنحة ومكانتها، بل أن يتوافر لدي صورة واقعية ومعلومات حقيقية عن أدب وفكر أقوم بالبحث فيه. وبالفعل، كان ما علمته عن تلك الثقافة كان أعمق بكثير مما يمكن تناوله في المراجع أو تصويره في الدراما. وعلى هذا الأساس، فالتحقق يستلزم القراءة المستفيضة ومحاولة ملامسة الواقع بكل الاتجاهات وبكل الوسائل الممكنة.

 

■ ما هي نصائحك للكتاب الشباب الذين يسعون لدخول المجال الأدبي؟

المجال الأدبي مفتوح ومتاح للجميع. لن أزعم أبدًا أن البقاء للأصلح، فهناك أصوات أكثر من رائعة لم تجد من يساندها أو يأخذ بيدها، بل النقيض قد يكون العكس أو الحظ قد يصير اللاعب الأوحد في تقرير المصير الأدبي لأي شخص. ولهذا أهم نصيحة يمكن منحها لأي أديب ناشئ هو أن يكتب قبل أي شيء لنفسه ولا يعتبر أي مؤثِّرات خارجية، فاسترضاء النفس هو الأساس، والبعد عن الشعور بالإحباط أو وهن العزم هو أيضًا الأساس في مواصلة الحياة بصلابة وقوة.

لكن هذا لا يعني الاستمرار على وتيرة ونمط واحد لطالما كان الفرد موقنًا أنه لن يوجد من يقرأ له، بل يجب محاولة تحسين الذات ومستوى الإبداع بكل الوسائل، والعيش بمبدأ "لعله يومًا يحدث المستحيل"، وربما قد يكون ذلك مع اليقين أن المستحيل لن يحدث أبدًا. لكن ذاك الاعتقاد أو بالأحرى الأمل من أجل الحفاظ على الصحة النفسية والبعد عن ضغوطات الحياة المزرية. وقبل أي شيء يجب التيقّن أن الكتابة ما هي إلَّا عملية تفريغ نفسي، وتشابه إلى حد بعيد اليوجا، فكلاهما يعملان من أجل الحفاظ على الصحة النفسية والبدنية في أفضل حالاتهما.

 

■ كيف تتعاملين مع الضغوط النفسية والعملية في مهنتك؟

على ما اعتقد أني قد جاوبت على هذا التساؤل إلى حد بعيد في السؤال السابق؛ فالعمل في حد ذاته وسيلة للبعد عن الضغوط، وخاصة العمل الإبداعي أو ممارسة العمل الذي يعشقه المرء، وبالنسبة لي هذا العمل هو التدريس الجامعي الذي يمنحني حيوات جديدة ويمدني بأفكار كثيرة؛ فكل طالب حكاية وكل قاعة تدريس حكاية، والإبداع والعمل المهني يكملان الصورة لتظهر في أبهى أشكالها.

 

■ ما هي نظرتك لمستقبل الأدب في ظل التطورات التكنولوجية السريعة؟

لا يزال الأدب الحقيقي هو إبداع بشري. فبحكم فضولي الكبير وشغفي بالتكنولوجيا، ومعرفتي بأن لديها المقدرة على تغيير الواقع وأنها صارت أمرًا محتومًا لا يمكن الفرار منه، جربت قدرة الذكاء الاصطناعي في التأليف وقص الحكايات، ووجدته لا يزال قاصرًا ويقدِّم مادة قد تبدو رائعة، لكنها حقًا بلا روح؛ فالفارق بينها وبين الإبداع البشري يماثل الفارق بين قطع الأنتيكة أو اللوحات الأصلية وغيرها التقليد؛ فالأصلي دائمًا من لحم ودم حتى وإن شابه الغبار.

 

■ هل هناك مشاريع أو مواضيع جديدة تعملين عليها حاليًا وتودين مشاركتها مع قراء موقع صحيفة بيروت تايمز اليومي؟

لقد انتهيت من كتابة رواية للأطفال من فئة 9-15 عامًا، وأنا حقًا سعيدة بها، واعتزم في الفترة القادمة أن أنهي بعض الروايات التي كتبت بعضًا منها ولم يسعفني الوقت لإكمالها، وأيضًا أن أنشر العديد من أعمالي حبيسة الأدراج؛ فأنا لا أجد الوقت لنشرها، وأتعشم أن يكون لي وكيلًا يتولى مسألة النشر بالنسبة لي؛ فهذا أمرًا مرهقًا للغاية وبالنسبة لي أصعب بكثير من التأليف.

وأخيرًا، أشكرك عزيزتي منى على هذا الحوار الشيق، وكما ذكرت آنفا،  وأتعشم أن يكون ذو نفع أو مصدر إلهام للآخرين.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment