bah الصحفية هبة القدسي، الصوت العربي الرائد في مشهد القرار العالمي في واشنطن – لقاء خاص مع بيروت تايمز - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

الصحفية هبة القدسي، الصوت العربي الرائد في مشهد القرار العالمي في واشنطن – لقاء خاص مع بيروت تايمز

03/14/2025 - 00:37 AM

absolute collision

 

 

 

واشنطن – بيروت تايمز – اجرت الحوار منى منصور

 

يسعدنا اليوم أن نرحب بالسيدة هبة القدسي، الصحفية البارزة ومديرة مكتب جريدة الشرق الأوسط في العاصمة الاميركية واشنطن. السيدة هبة تتمتع بخبرة طويلة ومتميزة في مجال الإعلام، خاصة في تغطية الأحداث السياسية والعلاقات الدولية. هي ليست فقط صوتاً مؤثراً في الإعلام العربي، بل أيضاً مصدر إلهام للعديد من الصحفيين الشباب بفضل مهاراتها وتحليلها العميق للقضايا الراهنة. ومن أبرز إنجازاتها:

تغطية الأحداث السياسية والدولية الكبرى، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية الأمريكية والسياسات الخارجية.

تقديم تحليلات معمقة حول العلاقات الأمريكية - العربية، مما جعلها مصدرًا موثوقًا للعديد من القراء.

مشاركتها في برامج ومنتديات إعلامية دولية، حيث تُسهم بخبرتها في مناقشة قضايا الإعلام والسياسة.

اللقائات الرسمية والمؤتمرات الصحفية في البيت الابيض.

اجراء مقايلات صحفية مع سخصيات مهمة لها تأثير على القرارات العربية والدولية

 

واليكم اللقاء الخاص والشيق والملئء بالمعلومات المهمة والمفيدة

وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان و الصحفية هبة القدسي

 

■ معلومات عامة عن حضرتك - بداياتك الصحفية وانتقالك الى اميركا وعملك في جريدة الشرق الاوسط

• انا صحفية مصرية، تعلمت في كلية الاعلام في القاهرة وعملت بمعظم الصحف المصرية مثل الاهرام واخبار اليوم والجمهورية والمصري اليوم، وكنت اغطي المؤتمرات الدولية، وحصلت على جائزة من الأمم المتحدة لأفضل تغطية صحفية لمؤتمر بكين للمرأة عام 1998.

كانت بداية عملي في جريدة الشرق الأوسط في عام 2001 في مكتبها بالقاهرة، وعملت في قسم الاقتصاد والتحقيقات وحصلت على عدة جوائز صحفية عن عدة موضوعات صحفية نشرت بالجريدة وحوارات كان لها صدى جيد في ذلك الوقت، وأدت لانتقالي للعمل في المقر الرئيسي للجريدة في بريطانيا في عام 2006.

وفي عام 2007 حصلت على درجة الماجستير من جامعة نورث كارولينا – كلية الصحافة بمدينة تشابل هيل، ثم جاءت لي عدة عروض للعمل في دولة الامارات العربية والكويت، ثم حصلت على فرصة للعمل في معهد وودرو ولسون كباحثة سياسية في أغسطس عام 2009 وانتقلت الى الولايات المتحدة واصدرت دراسة بحثية بعنوان Democratization as a source of tension between Egypt and US during President Bush era (2001- 2008 ) ومع عملي بالمعهد بدأت اتواصل مرة اخرى مع جريدة الشرق الأوسط وبدأت العمل في مكتبها بواشنطن، وكانت الزميلة مينا العربيي هي مديرة المكتب في ذلك الوقت.

منذ ذلك الوقت قمت بالعديد من التغطيات الصحفية للبيت الأبيض والخارجية الأميركية وسافرت مع البنتاغون الى معتقل غوانتانامو، ونشرت سلسلة تحقيقات حول السجناء والمحاكمات الأولية كما قمت بعدة حوارات مع مسؤولي الإدارة الأمريكية منذ عهد الرئيس باراك أوباما والى الان، كان أبرزها الحوار مع نائب الرئيس حينها ديك تشيني، وكثير من الحوارات مع المشرعين، وأيضًا المسؤولين في المؤسسات المالية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

توليت في عام 2017 منصب مدير مكتب جريدة الشرق الأوسط، وقمت بتحديث المكتب وتنفيذ برنامج كبير لتعزيز التغطيات والاستعانة بأفضل المحررين والصحفيين تحت أشراف سمو الأمير بدر بن فرحان، ورئيس التحرير غسان شربل، وانتقلت خطة التطوير الي مستوى الديجيتال والمنصات المتعددة مع خطط التحديث التي أشرفت عليها جومانا الراشد المدير التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والاعلام لمواكبة تطورات العمل الصحفي في العالم.


 الصحفية هبة القدسي والكاتب الصحفي الكبير عبد الرحمن الراشد وسمو الأمير بدر بن فرحان وزير الثقافة السعودي  

 

■  ما هي التحديات الرئيسية التي تواجهيها كصحفية مصرية تعمل في واشنطن؟

•  العمل كصحفية مصرية في واشنطن يتطلب ان تبقي بوصلة الصحفي مرتكزة على العلاقة بين الولايات المتحدة ودول المنطقة العربية، وان يعمل على نقل صورة النقاشات التي تدور في أروقة السياسة الأميركية حول منطقة الشرق الأوسط. ونقل صورة المجتمع الأميركي والنقاشات الداخلية بموضوعية ودقة للقاري. والتحدي هنا هو البقاء مطلعا على كل السياسات الداخلية الأميركية دون الانغماس الزائد، وان يكون الهدف هو تقديم الاحداث الأميركية للقاري العربي من منظور اهتمامات هذا القاري.

التحديات التي واجهتني كصحفية ضمن بقية الزملاء من الصحفيين العرب والأميركيين في واشنطن، هي القدرة على الوصول الي المعلومة الخاصة وبناء علاقات ثقة مع المسؤولين إضافة الي ضغوط السرعة والمنافسة مع الجرائد الأخرى.

 

■ علاقات وقرارات الرئيس الاميركي دونالد ترامب لوقف الحرب الاسرائيلية على لبنان وغزة ودور مصر والاردن وفطر من قراراته؟

• اختلفت أسلوب التغطية منذ بدأت عملي في واشنطن - في بدايات عهد الرئيس باراك أوباما ثم الرئيس دونالد ترمب ثم الرئيس جو بايدن والان الولاية الثانية للرئيس ترمب - اختلافًا كبيرٍا في الشكل والمضمون. ففي الشكل كان عامل الحصول على معلومة بشكل حصري اهم من عامل الوقت، ولم تكن التكنولوجيا الحديثة بمثل هذه السرعة، وكان استخدام منصات التواصل الاجتماعي في بدايتها وانتعشت وأصبحت مصدرا للمعلومات في ولاية ترمب الاولي حيث كان ينشر من خلال منصة تويتر آنذاك قراراته بتعيين او فصل الوزراء واراءه السياسة في مختلف القضايا.


 سمو الأميرة ريما بن بندر آل سعود سفيرة خادم الحرمين لدى الولايات المتحدة والصحفية هبة القدسي

 

■ كيف ترين دور الصحافة في تعزيز التفاهم بين الثقافات المختلفة؟

• اصبح الامر الان يتطلب السرعة أولا بالتزامن مع تقدم التحليل، ولم تعد التغطية تتعلق بالإجابة عن الاسئلة الخمسة التقليدية (من، اين، متي، كيف، لماذا) وانما تتخطي ذلك الي إعطاء الخلفيات والتداعيات والتأثيرات المتوقعة والانتقال الي ما يسمي VIEWS وليس NEWS وتنوعت وسائل نقل المعلومة من نشر الموضوع الصحفي على موقع الجريدة فحسب بل نقل المعلومة مباشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

 

■ ما هي القضايا الأكثر أهمية التي تعملين عليها حاليًا؟

• هناك دائما العديد من القضايا التي اعمل عليها بشكل يومي وترتبط في اغلب الوقت بالإحداث التي تطرأ على الساحة وتستحوذ على الاهتمام مثل الحرب في غزة والحرب بين روسيا وأوكرانيا والوضع في سوريا، إضافة الي الموضوعات المهمة في أروقة السياسة الأميركية مثل الخلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس وكل ما يتعلق بالبيت الأبيض وتوجهات الإدارة الأميركية على كل الأصعدة سواء حول الصين او كندا او المكسيك وتحركاتها في قضايا الهجرة وترحيل المهاجرين غير الشرعيين.


الامير بدر بن فرحان والدكتور غسان الشبل وغسان شريل وفيصل عباس وياسر العسلان وهبة القدسي

 

■ كيف تتعاملي مع ضغوط العمل والمواعيد النهائية؟

• ابدأ يومي عادة في الساعة الرابعة او الخامسة صباحًا لمتابعة ما ينشر في الصحف العربية والقنوات التليفزيونية العربية من احداث ثم الاطلاع على الصحف الأميركية والجدول الخاص بالرئيس الأميركي ووزير الخارجية والدفاع والمتوقع من نقاشات في الكونغرس، ثم ابدأ في تحديد خطة التغطيات مع زملائي ونعقد اجتماعًا يوميًا يتم فيه توزيع المهام والموضوعات التي سنتابعها خلال اليوم، ثم التواصل مع المصادر والمسؤولين للحصول على تصريحات خاصة ومعلومات اكثر، وحضور الافادات الصحفية اليومية وأيضًا لقاءات الرئيس مع الزعماء الأجانب وهي تحدي آخر لان تحليل لغة الجسد والايماءات والجو العام في اللقاء اذا كان وديا او عدائيا يعطي صورة افضل في كتابة الموضوع (مثل لقاء الرئيس الاميركي دونالد ترمب مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر او لقاءه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمثال الأبرز هو لقاء الرئيس ترمب مع رئيس اوكرانيا فولوديمير زيلينسكي وما حدث بينهما من مشادة كلامية) اما التحدي اليومي هو تقديم مادة صحفية متميزة مشمولة بالمعلومات والتحليلات بشكل سريع.


الصحفية هبة القدسي مع النائب الجمهوري السابق مايك روجرز والمرشح حاليا علي مقعد بمجلس الشيوخ

 

■ ما هي النصائح التي تقدمها للصحفيين الشباب الذين يرغبون في العمل في الخارج؟

• استمتع جدًا بالتواصل مع الأجيال الجديدة من الصحفيين واشارك في القاء محاضرات بالجامعات الاميركية لطلبة الصحافة واشارك أيضًا في تقديم الدورات التدريبة. كان لنا تجرية مثمرة في مكتب جريدة الشرق الأوسط بالتعاون مع جامعة ميريلاند في برنامج مشترك ترسل لنا فيه الجامعة طلبة يدرسون الصحافة او يدرسون اللغة العربية او يدرسون سياسة خارجية ويتدربون في المكتب (بدون مقابل مادي) لمدة تتراوح بين شهر وثلاثة اشهر يراقبون فيها مراحل صنع الموضوع الصحفي ويشاركون في القيام بالبحث وتحضير الاسئلة وحضور الحوارات الصحفية والتغطيات التي نقوم بها في البيت الأبيض والخارجية فيما يسمي Shadowing ويكتسبون خبرة ويحصلون على شهادة من المكتب بالحصول على هذا التدريب الذي يحصلون بموجب هذه الشهادة على credit من الجامعة. وبالطبع هذا يوفر فرصة للتقارب الثقافي والاطلاع بشكل مباشر على أساليب العمل الصحفي والحصول على المعلومات والتواصل مع المصادر. وتدرب معنا عدد كبير ظلوا على تواصل معنا.

انا دائما اتبع في هذا المجال شعار Tell me I will forget, teach me I will remember, involve me I will learn ونصيحتي للصحفيين هو القراءة والبحث قبل القيام باي موضوع (as Sir Francis Bacon said reading makes a full man) والدقة في نقل ما يقوله المصدر"Quotes – وما يحاول الصحفي تفسيره للقاري، ثم التأكد مرة واثنين من المعلومة ومن عدة مصادر للتأكد من مصداقيتها لأنه أحيانا يرغب المصدر او المسؤول في إعطاء معلومة تميل لصالحه او توجه الصحفي لأخذ منحي يخدمه في قضية ما، واحترام التصريحات التي تكو " on record" ويتم فيها نقل اسم المصدر والتصريحات" off record” " التي لا يتم فيها نشر اسم المصدر. وأقول دائما الصحفي الماهر يأتي بألف حل لاي مشكلة، والصحفي الكسلان يأتي بألف مشكلة تعرقل اي حل.

الاهم من وجهة نظري هو الالتزام بالمعايير الأخلاقية الإنسانية والصحفية لان الصحافة مهارة يمكن اكتسابها بينما الاخلاق هي أساس لا يمكن تعلمه. وهناك دائما Code of ethics بصفة عامة في العمل الصحفي، وخاصة بكل جريدة.


  الصحفية هبة القدسي في احدى تغطياتها الصحفية في البيت الابيض

 

■ ما هي رؤيتك لمستقبل الصحافة العربية في اميركا ودورها في الوصول الى كل ابناء الجالية العربية؟

• الوصول بالمعلومة الي الجالية العربية وكل قاري يقرأ اللغة العربية أصبح سهلا ومتاحا عبر الانترنت وقراءه ما ينشر من موضوعات في كل العالم والتحدي امام الصحف العربية في الولايات المتحدة هي التنافس مع قدرات الصحافة الأميركية التي أصبحت متاحة لاي شخص في العالم يملك قدرة على النفاذ الي الانترنت ولم تعد اللغة المختلفة تشكل حاجزًا. وهذا التحدي يتطلب التفكير في نوع من الشراكات بين الصحف العربية والأجنبية يتم فيها تبادل المنافع والمعرفة والموضوعات الصحفية.

في تقديري ان الصحيفة المطبوعة "الورقية" ستواجه تحدي الاختفاء رويدًا، خاصة مع تغير اتجاهات القارئية والمقروئية بشكل سريع، أي من الذي يقرا الصحفية الورقية من الأجيال المختلفة ديمغرافيًا (من كبار السن والشباب ومن الرجال الي النساء والمستوي التعليمي) وما هي الموضوعات التي تجتذب القاري، إضافة الي منافسة المنصات الاجتماعية والتليفزيونية وتكلفة عمليات الطباعة والتوزيع وغيرها من الأمور الادارية. وبدأت بالفعل الصحف الورقية تقلل من طبعاتها الورقية كما نعهدها وتتحول الي ملف pdf يمكن قراءته على التليفون المحمول. والتحدي الأكبر سيكون الذكاء الاصطناعي الذي يمكن ان يهدد مهنة الصحفي في سرعة جمع المعلومات وتحليلها.

في نهاية الامر ستبقي المعلومة والمادة الصحفية الموضوعية والدقيقة والثرية سلعة مطلوبة ولن تنتهي، وان اختلفت اشكال تقديمها وستبقي مهنة الصحفي مطلوبة لان إعطاء المنظور الإنساني والخبرة الخاصة ستتفوق دائما على قدرة الآلات والذكاء الاصطناعي. والتحدي مرة اخري هو تطويع هذه التكنولوجيات في خدمة الصحفي والمؤسسة الصحفية وليس العكس.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment