bah إحتِفَاءً بالأدب العربي الأمريكي - مروة كريدية تَروِي مَعَارِج الحُبّ فِي "رَسَائل بنت النّور" - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

إحتِفَاءً بالأدب العربي الأمريكي - مروة كريدية تَروِي مَعَارِج الحُبّ فِي "رَسَائل بنت النّور"

04/23/2025 - 18:27 PM

absolute collision

 

 

 

فلوريدا – بيروت تايمز

 

ضمن فعاليات الاحتفاء بالتراث العربي، وَتزامنًا مع الشَّهر الوطني للِشِّعر في الولايات المتحدة، أطلقت الأديبة مروة كريدية كِتَابهَا المعنون "رَسَائل بنت النُّور" في أمسية ثقافية، تَحدَّثت فيها عن العِشق والتَّصوّف من خلال ِتجربتها الروحِيَّة، كما قَرأت مجموعة من النُصوص الأدبية الواردة في الكتاب، وَخَتمت بِقصيدةٍ تحت عنوان "مُسامرات النجوم"، وَذلك في المكتبة العامَّة في مدينة هيلزبورو بولاية فلوريدا الاميركية.

وقد تناولت مضمون تلك التَّجربة من عدة محاور مُشيرة إلى أنَّ: "كونية الانسان كهويَّة عابرة للمَكان والزَّمَان، وفهم الوجُود كوحدة متكاملة، والانسجام مع الحكمة الانسانية المشتركة بين كلّ شعوب الأرض وحضاراتها، والذّوَبان في جوهر المحبة الالهية؛ هي المحاور الأساسية التي تدور حولها كتاباتي جميعها، الأدبيّ منها والفكريّ على حدٍّ سواء.

وَحول كِتَاب "رسَائل بنت النّور" قَالت: "إنَّهَا عُصَارة تجربة حَيَّةٍ لمعراجٍ روحي وتجليَّات سيرورة عشقٍ إلهي لا متناهي في رِحلة اكتشافٍ مذهلَة خُطَّت بِشكلٍ رمزِيٍّ مُكثَّف بَأحرفٍ من نور"، وَأضَافت إلى أنّ: " كلّ ما يقوم به الانسان بمحبة، هو جهد دؤوب للوعي الكامن في أقاصِي البَاطن (القلب)، وكلّ ما يصدر عنه حينها يكون رسالةً جمالية فنية واعية تعكس حضورًا ايجابِيًّا في هَذَا الوجود، وَهو إذّاك جوهر التَّصَوّف وَ حقيقة العيش الرَّغِيد".

ثُمَّ عَرضَت د. مروة كريدية فُصول الكِتاب التي تمحورت حَولَ ثلاثة مدَارِج تَتَضمن كلّ منها سَبَعة معارجَ خاصة، حيث جَاء المحور الأول بِعنوان ( فَيْض الشَّرَاب فِي مِحْرَابِ الأقطَاب) وتَضَمّن سَبعة مَعارج التَقت فِيهَا الكاتبَة بأهم اقطابِ الصوفيَّة عَبر العصور؛ ثم المحور الثانِي وجاء بعنوان (رَحِيقُ الأَسْرَارِ فِي رِيَاضِ الأنْوَارِ) وتَضمنَّ سَبعَة مَعارِج في مقام النبّوّة و العشق المحمدّي، أما المحور الثالث وَجَاء بعنوان ( مَعَارِجُ الضِّيَاءِ فِي حَضرَةِ الأنْبِيَاءِ) وَتَضّمّن سَبعة مَعارج روحيَّة في السَّماواتِ السَّبعِ تُقَابلها سَبعَة بُقع مقدَّسَة على الأرض. وَتَختِم بنت النور رِحلتها السرياليَّة تِلك لَيلَة القدرِ بِتَلقيها الورد الأنفس عِند العَرش الأقدس.

وَحَول التراث العربي الأميركي قالت: "الاحتفاء بالإرث الحضَاري لَيس حَنينًا ماضَويًّا جَامِدًا، بَل فَتحٌ فِكريّ وانفتاح على الكونِ، وَهي آنة مُتَجَدِّدَة تمتزج فيهَا حِكمَةُ المشِرق بعلوم المَغرب في رحلة تطوي المُحيط الأطلسيّ في بوتقة من التَّفَاعل الحيّ الذي ينجم عنه الازدهار بأبهى حلتّه".

وَ رَدًّا عَلى سؤال حَول جديد إصداراتها أشارت كريدية إلى أنّها تعكفُ على تدوين نصوص في الأدب الصوفيّ، بعنوان "مُسَامرَات بِنت النُّور"، والتي تأتي استكمالًا للرسائل. كَما أنها ستنشر مجموعة شِعريَّة باللغة الإنكليزيَّة، تَشتملُ عَلى تأملات وجدانية وَحِكمٍ، وذلك ايمانًا منها بِضرورة المساهمة الفاعلة مع المحيط المجتمعي الناطق بالانكليزية.

من جانبٍ آخر فقد عبَّر الحضور عن سعادتهم بتلك الأمسية، وفي مداخلة للأستاذة لارا نبيل قالت: " فخورون بتراثنا الغني، وفخورون بأن نكون أميركيين، ونحن نشعر بالفرح والفخر عندما نجد أدبَاء عرب أميركيين يسهمون في إثراء الآداب والفنون ويعملون بسخاء كالمنارات المُشرقة، و يتركون بصمات نجاحهم وتألقهم أينما حلّوا".

وَحول كتاب "الرسائل" وعلاقة الأميركيون العرب بلغتهم الأمّ قالت: "إنه كِتاب بَليغ لغويًّا وثَرِيّ من ناحِيَة المضمون، وهنا تكمن الصعوبة، لأن معظم الأميركيون العرب - ولا سيمَّا الأجيال الجديدة - لا يتقنون اللغة العربية كما ينبغي لفهم العمق المطلوب، خصوصًا وانّ هناك دلالات مُحدَّدَة لمعنى كل كلمة في تلك اللغة السَّاحرة، بحيث يتعذَّر أحيانًا استبدالها بِمرادف دقيق، وبذلك فالترجَمة حينها تفرغ النصّ من زخم المعنى المراد".

أمَّا السيد سام آدمز فَقَال متحدثًا بالإنكليزية: "على الرَّغم من أنِّي لا أتكلم اي لغة أخرى غير الإنكليزية، وَ لم تُتَح لي الظروف السَّفر خارج اميركا، إلا أنّ هُنَاكَ سِحِرًا خاصًّا أجده عِندما أقرأ نصًّا أدبيًّا مترجمًا عن لغة أخرى وحضارة مغايرة، أيضًا عِندما أقرَأ نصوصًا بالإنكليزيَّة لأديب من أصول مُهاجرة، لأنها تحمل مضَامين فِكريَّة وثقافيّة جديدة بالنسبة لي وربما تبدو غريبة، لا سيما الأداب الشرقية المشبعة بالجَمال. فعلى سبيل المثال الأديب الأميركي العربي جبران وعلى الرغم من أنه صاغ كتاب " النبِّي " بالإنكليزية في نيويورك بالولايات المتحدة، إلا انه كانَ يكتب بخلفيّة الانسان المُتَنَسِّك المتصوف في جبال لبنان . وانني انتظر بشوق صدور كتاب الأستاذة مروة كريدية والتي أشارت إليه آنفًا لأنني أتوقع أن يحمل معاني وصور بيانية جميلة تعكس رحلتها وسفرها حول دول العالم".

 

و تَروِي "رَسَائل بنت النُّور" رِحلَة مِعرَاجٍ روحيٍّ، بأسلوبٍ لُغَوٍّي بَليغ مُترع بالمَعَانِي الروحيَّة البَاطِنيَّة السِّرَّانِيّة، ينسجِم فِيه النَّثر البيَانِي بالأبياتٍ الشِعريَّة، وتُختم فِيه حَلقَات السَّرد بِصِيَغٍ فَريدة من الصّلوَات، كَمَا ضُمِّنَت النصوصِ بفنّ الحُروفِيَّات البَاذخ، مِمَّا يُشِعِرُ القارئ بالانزياح عن عَالِمِنا إلى عالم المِثَال في رِحلةٍ سَاحرة، وَثَّقتْها المؤلَفة بِالأيام و أرَّخت فيهَا المَواقِيت، كَمَا تَخَلَّلت الأحدَاث وَصفًا دَقِيقًا رائِعًا لِلأمكنَة وَالأشْخَاص.

وَيشتَمل هذا الكِتاب الذي يُعدُّ إضَافَة مُميزَة للأدب الصُوفِيّ المُعَاصِر، عَلى مقدمةٍ مُهِمَّة وثَلاثة محاور رئيسِيَّة حيثُ استفتَحت الكاتِبة منازِل الكتاب بمقدمةٍ جاءت بعنوان (مِنْ وَحْيِ الرَّسَائِل) لَخَّصت فِيها اسبَاب تَدوين تلك التّجربة المنبثِقَة عن خُلوة روحيَّة، حيث حَرِصَت عَلى نَقلِهَا بحرفتيها دون زيادَةٍ أو نقصَان، مشِيرَةً الى انّها موجَهَة "لِلقِلَّة النَّادِرَة " للاستئنَاس في رِحلة الأرواح.

الجدير ذكره أن مروة كريدية واحدة من أدباء عَرب أميركا وقد ولدت في مدينة بيروت اللبنانية، ولها العديد من الكتب الأدبية تنوعت بين الرواية والشعر، علاوة على الكتب الفكرية.

من إصداراتها: حوارات وآفاق، رهانات السلام، استراتيجيات الأمل في عصر العنف، عواصف النسيان، لوامع من بقايا الذاكرة، على دروب الصَّفاء.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment