في الحلقة الخامسة من حلقات بيروت تايمز عن "عظماء من بلادي"
نتكلم عن الدكتور بدر حسون صانع الصابون الشهير الذي رفع اسم لبنان في جميع اقطار العالم
قرية تنشر عطورها في العالم والدكتور بدر حسون هو الصناعي الرقم الأول والصعب في لبنان والعالم
صناعة الصابون لدى آل حسون تعود إلى العام 1480، وقد توارثتها أجيالهم عبر 15 جيلًا وبدر حسون طورها وحوَّلها إلى صناعة صديقة للبيئة، متخليًا من أجل ذلك عن عالم الذهب
بدر حسون أول من صدّر الصابون إلى مرسيليا، ثم بدأت المنتجات تغزو الصين وأمريكا وأوروبا بالإضافة إلى كافة الدول العربية.
نال جائزة" غينس" لأغلى صابونة في العالم. وتحتوي على 17 غراماً من الذهب الصافي (عيار 24)، وغرامات من بودرة الماس إلى جانب المكونات الطبيعية وسعرها تجاوز 2800 دولار
شمال لبنان - بيروت - منى حسن - بيروت تايمز
الدكتور بدر حسون يتربع على عرش انجازات الصناعة اللبنانية الأولى في لبنان والعالم المكللة بصناعة العطور والصابون بروائح الغار والياسمين وخشب الارز، وإكليل الجبل، العشبة المضادة للأكسدة، كثيرة في المحيط. وأشجار زيتون وغار تتناثر في الجوار.
قصة الدكتور بدر حسون مع صناعة الصابون لا تشبه كل القصص بل هي صناعة فريدة من نوعها وهي تراث لبناني يعود إلى الزمن الجميل إلى زمن الاباء والأجداد واليوم اصبحت هذه الصناعة توازي الذهب واللؤلؤ والألماس، وتتجاوز الروائح العطرية والعلاجية والفكر والفلسفة والنوستالجيا بروائح الصابون.
تاريخ طويل
عندما تجلس مع الدكتور بدر حسون فأنك تشعر أنك تجلس مع " احد العظماء من بلادي".. من تواضعه تتعلم ماذا يفكر العظماء.. ومن أحلامه يصنع لنا لغة الأجداد. من شخصيته تعرف هوية لبنان الأصيل.. ومن كرم ضيافته تشعر أنك تنتمي إلى هذه القرية الجميلة الرائعة التي ترمز إلى السلام الداخلي العالمي.
تعود صناعة الصابون لدى آل حسون إلى العام 1480، وقد توارثتها أجيالهم عبر 15 جيلًا وقد طور هذه الصناعة وحوَّلها إلى صناعة صديقة للبيئة، متخليًا من أجل ذلك عن عالم الذهب حيث يقول: «لعب القدر دورًا في وصولي إلى ما أنا عليه اليوم.
في حديثه مع مراسلة بيروت تايمز يقول حسون. "بعد سرقة معمل ومتجر الذهب الذي ورثته عن والدي، نصحني أحد أقاربي بالعودة إلى حرفة أجدادي، فخلعت الثوب الذي كنت أرتديه لأعوام، وبدأت من الصفر في صناعة الصابون، وفي "البداية اعتمدت الطريقة الأهلية التقليدية في محترف خان الصابون الشهير في طرابلس، فوجدت إقبالاً من التوّاقين للصابون البلدي المفقود، ما شجّعني على المتابعة والابتكار".
إذا كان البعض يتغنّى بحبه للطبيعة، فإنّ ابن سير الضنية عمل على حمايتها، وقد أعلن مرارًا "أنا بيئي حتى العظم، وأعشق المحافظة على الطبيعة من خلال مهنتي التي جعلت الدورة الاقتصادية بيئية. فالجميع يستفيد من البيئة، المزارع الذي يزرع أو يربي الحيوانات، والمصنع الذي ينتج. وأنا أعلف البقر بطعام عضوي كي ينتج حليبًا صحيًا. علاقتنا مع أمنا الطبيعة لا تضرّ، فهل من أم تضرّ بولدها".
وعن سبب تسميته لمصنعه بـ "القرية" قال حسون: "لأنه يحتوي على كل مقوماتها. مبدأ صناعتي هو مبدأ القرية التي تعتمد على إنتاج سكانها، وهدفي العودة إلى الطبيعة الأم ولغتها".
قرية بدر حسون لا تشبه كل القرى
تقع القرية المبنية وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية، والحائزة على ترخيص من "ايزو" للجودة والنوعية، في منطقة الكورة في شمال لبنان. وبنيت القرية منذ أكثر منذ سنوات، ونقشت ورسمت بأشكال تقليدية لتحيي التراث الغني بالمواد الطبيعية غير العضوية.
وتمتدّ قرية بدر حسون على مساحة 15 ألف متر مربع وتضمّ معملاً ومختبراً علمياً وحديقة ومطعماً ومنتجعاً سياحياً. ويشرف حسون شخصياً على زراعة المواد العضوية الطبيعية اللازمة لهذه الصناعة، بالإضافة إلى مبان سكنية لأفراد عائلته الذين يعملون معه. ونظراً الى طبيعة مكان المصنع والمناخ المحيط به والمقومات القروية، كانت تسمية المصنع بـ "القرية".
قرية "بدر حسون" اللبنانية لا تشبه بقية القرى، ولا نجد فيها بيوتاً أو سكاناً.. هي قرية من نوع آخر، صديقة للبيئة، تصنع مختلف أنواع الصابون العطري والعلاجي والزيوت وأعشاب "ديتوكس" لإزالة السموم من الجسم وتنحيفه، وصولاً إلى الكريمات ومستحضرات العناية بالبشرة. وكلها صناعات "بلدية" بامتياز منتجة من قلب الطبيعة لا يدخل في تركيبتها أي مواد كيميائية.
تمثّل "قرية بدر حسون البيئية" في شمال لبنان معلماً صناعيا -بيئياً - جمالياً يركّز على الطبيعة، وعناصرها منطلقاً من صناعة الصابون، ومتشعباً في أصناف العلاجات الجسدية، والجلدية، وعلى ما يتعلق بها من الجماليات.
لا مواد كيميائية
تطورت صناعة الصابون على يد بدر حسون، مبتعداً عن المواد الكيميائية، ومركزاً على المواد العضوية، إن في العطور، أو الزيوت، أو الألوان، وتُعد منتجات المصنع الأولى في الشرق الأوسط الحاصلة على شهادة "حلال طيبة" ما يعني أن المنتج خال من أي مواد حيوانية أو كيميائية أو اصطناعية.
ويؤكد حسون لـ بيروت تايمز أن "الدقة في التصنيع هي أكثر ما تحتاج إليه هذه الصناعة، فنحن نستخدم العطور النادرة التي تعتبر أقوى من الزمن لأن للذاكرة عطر الماضي بحلاوته ومرّه"، وتلقى منتجات القرية رواجاً كبيراً في الأسواق الخارجية لما تتمتع به من جودة عالية، ويلفت حسون إلى أنهم أول من صدّر الصابون إلى مرسيليا، ثم بدأت المنتجات تغزو الصين وأمريكا وأوروبا بالإضافة إلى الدول العربية.
إلى العالمية بأغلى صابونة ثمناً
تعقد القرية اتفاقات مع الجامعات لتطوير مختبرها ومراكز الجودة. ويشير مدير التسويق والعلاقات العامة في القرية البيئية أمير حسون، إلى أن المصنع يضمّ أطباء واختصاصيين في الأعشاب يبذلون كل طاقاتهم لإنتاج الأفضل.
من بين 1400 منتج بالقرية البيئية، تبرز وتشتهر صابونة الذهب المصنوعة من المعدن الثمين، والتي تعتبر الأفضل طبيًا للجلد، مما جعل سعرها في حدود الألفين و 800 دولار.
سعر خيالي يفسّر ما للصابونة من فوائد جمّة، حيث تسحر مستخدميها بقدرتها على شدّ بشرة الوجه والتخفيف من تعب العيون، كما أنها تضفي راحة نفسية لمستخدميها، وفق القائمين على صناعتها.
الصابونة حصلت على براءة اختراع، وهي مزيج من الذهب ودهن العود الكمبودي وزيوت نادرة، إلى جانب 30% من العسل الطبيعي، واستغرقت ستة أشهر لصناعتها.
يشيد حسون بمجهوده وبنيل القرية على جائزة "غينس" لأغلى صابونة في العالم. وتحتوي على 17 غراماً من الذهب الصافي (عيار 24)، وغرامات من بودرة الماس إلى جانب المكونات الطبيعية من زيت الزيتون النقي وعسل النحل العضوي والعود المعتّق والبلح.
ويجري العمل حالياً على افتتاح منتجع صحي داخل القرية وتحديداً في قلب الوادي، الذي يعيد قاصديه إلى الحياة الطبيعية التي كان الأجداد يعيشونها قديماً، ولا يمكن الوصول إليه الا عبر استخدام الحمير كوسيلة نقل. أما الأشخاص الوافدين إلى المنتجع الصحي فسيقيمون في مغاور وليس في غرف. كما سيتم افتتاح مطعم صحي يقدم طعاماً عضوياً من مزارع القرية.
قرية الصابون - مطبخ وتراث
تأسست "قرية الصابون" في شمال لبنان، وباتت بمثابة "بيت للصابون" ولكل من ينوي التعرف إلى قصص الصابون والعطور من الألف إلى الياء. ألوان الصابون تفتح، في مطبخِهِ، النفس. المصنعُ هناك يُسمى مطبخاً والصابون يُقدم على نسق المعمول والحلويات. زينة رمضان وزينة الميلاد وزينة مختلف الأعياد موجودة بألواحِ صابون. التراث اللبناني من طربوش وجرن كبة وأرزة ومسبحة من صابون، ننظرُ إلى وجوه العاملين هناك فنراها خالية من خطوط العمر ومن تعب النهارات.
تفاصيل القرية
نجول بين التفاصيل في القرية فنرى كثيراً من المساكب المزروعة بأعشاب الخزامى والياسمين والورد والبابونج وغار الجبل والنعناع البري وإكليل الجبل والزعتر والشمّر والميرمية التي تُستخرج منها العطور والزيوت. أما الشحوم الحيوانية فممنوع استخدامها هنا. وكلّ 30 كيلوجراماً من الأعشاب يُعطي، بعد تقطيره بكركة نادرة موجودة 50 مليجراما من العصارة فقط لا غير.
نجول بين ألواح الصابون الملون. نتوقف أمام كركة التقطير. نشاهد الصبايا وهنّ يهندسن الصابونة بأشكال ونحوتات كما يفعل كبار المصممين فنتأكد أن الصابونة التي استبدلناها عبر العصور بسوائل صناعية عطرة ما زالت تستهوي الكثيرين ممن يفقهون أهمية الصابون الذي يزيد، في الطب الطبيعي، أضعاف فوائد الصابون السائل. فالصابونة تنظف أكثر وتفيد أكثر خصوصاً إذا كانت مصنوعة من الزيوت الطبيعية مئة في المئة.
صابون الزيتون
الزيتون موجود غالباً في مختلف أنواع الصابون. أوراقه، خشبته، بذرته كلها مفيدة. يُستخرج من الخشبة القطران وهو يفيد في تعزيز مناعة الجلد. أما أوراق الزيتون فيُستفاد من مياهها المقطرة كمضاد بكتيري. أما الصابون المصنوع من إكليل الجبل فيفيد كثيراً في التئام الجروح والتقرحات. بذور نباتات أخرى كثيرة تُستخدم في صناعة الصابون في القرية البيئية النائية الجميلة بينها بذور العنب والرمان والمشمش والنخيل.
نجول في تفاصيل القرية؛ أولادٌ يتحلقون حول قطع من الصابون ويعملون على تقطيعها إلى أشكال هندسية متنوعة وهم يصغون بانتباه شديد، وبضحكاتٍ من القلب، إلى تفاصيل الصابونة. نسترق السمع فتشدنا الأخبار: الكيلوجرام الواحد من الزيوت العطرية الطبيعية المستخدمة في صناعة الصابون من أغلى المواد في العالم. العسلُ يستخدم هو أيضاً في صناعة بعض أنواع الصابون.
أشكال وألوان وعلاجات
الصابون أشكال وألوان ومكونات وأسعار، وثمة صابونة تحتاج صناعتها إلى أسبوع وهناك صابونة صناعتها تحتاج إلى ستة أشهر.
رائحة العود جميلة. العود المطلوب عربياً بات مطلباً عالمياً. نتنشق عميقاً ونتابع. روائح الصابون المصنوع من العسل تشق هي أيضاً القلب إلى الجهاز العصبي وتفرض تأثيرها على كامل الجسد. هنا يقولون إن هذه الرائحة تؤثر إيجاباً إلى الذاكرة والعواطف. الأرغان والبابونج يمنحان بدوريهما الجلد النعومة ويحدان من الحساسية والاحمرار. زيت النعناع البري يُطهر هو أيضاً المسام ويجدد الحواس ويمنح الحيوية والنشاط، في الطبيعة المفعمة بالأعشاب الطبية العلاجية، التي صنع منها أكثر من 700 صنف من الصابون العطري.
بدر حسون يكرم من المؤسسة العسكرية
كرم قائد الجيش العماد جوزيف عون الدكتور بدر حسون والأخير قال في بيان: "نكرم بمحبتكم نكرم بتحملكم كامل مسؤوليتكم عن امننا واماننا نكرم بتتبعكم لنجاحنا والحفاظ عليه نكرم بمتابعتك لسلامة مسيرتنا رغم انشغالك بقضايا الوطن الكبيرة والمصيرية نكرم بسلامتكم وشموخكم قائدنا العظيم وجيشنا الباسل
مجموعة عطور من خان الصابون إلى الملك تشارلز
رئيس الأساقفة عصام درويش من أبرشية الروم الكاثوليك الملكيين في زحلة والفرزل كان مهتمًا بمشاهدة ابتكار رائحة نادرة في العالم لتفديمها لولي العهد في بريطانيا الأمير تشارلز من ويلز وتسليمها إلى صاحب السمو الملكي شخصيًا، وقد تم تسليم المجموعة رسمياً للمطران درويش خلال حفل رسمي بحضور إعلاميين ومسؤولين لبنانيين لارسالها إلى سمو الأمير تشارلز شخصيًا.
في 15 أبريل 2022، أرسل سمو الأمير تشارلز رسالة شخصية شكر فيها خان الصابون للتعبير عن امتنانه لهذه الهدية. قائلا: "لا أستطيع أن أخبركم عن مدى امتناني لهديتكم الرائعة من العطور المصنوعة من خشب الأرز اللبناني، جنبًا إلى جنب مع الصابون العشبي". كما فهمت أنتم من أوائل الأماكن التي تم فيها معالجة الصابون في العالم".
لقد جاء هذا في وقت صعب للغاية بالنسبة للبنان حيث لا يزال البلد يعاني من اقتصاد متضعضع، إنه يفخر بخان الصابون لمواصلة الازدهار والمضي قدمًا في صناعة الصابون والعطور اللبنانية التي تصنع اسمًا عالميًا..
تقديم العطور للملوك والإمراء
الدكتور بدر حسون هو شخصية بارزة في عالم صناعة العطور، ومعروف بتقديمه لعطور فاخرة للملوك والأمراء حول العالم، بالإضافة إلى اهتمامه بصناعة الصابون. كما أنه يشتهر بدمجه بين العلم والمعرفة في هذه الصناعة، مما جعله علامة تجارية عالمية مرموقة.
زوار القرية
تستقبل قرية بدر حسون يوميًا مئات الزوار الذين يأتون إليها من كل أنحاء العالم للتعرف على كيفية صناعة الصابون والعطور، سفراء اجانب وعرب وطلاب مدارس وضباط وزراء نواب دبلوماسيين جميعهم تضمهم القرية تحت اجنحتها بسلام وأمان. وتعرفهم على لبنان المحبة لبنان العطاء، لبنان الحضارة والرقي ولبنان الحرف واللغة والابجدية والصابون والعطر والمحبة التي تجمعهم في قلب واحد وهو قلب الدكتور بدر حسون وسيدة القرية ام احمد. احمد أمير قاسم اماني والشباب والشابات والاحفاد، شكرا لكم جميعًا. وأنا اعتبر نفسي فرد من افراد هذه العائلة الكريمة وتجمعني بهم علاقة الاهل والصداقة والاخوة منذ سنوات طويلة.
وفي نهاية هذه الحلقة اقول للدكتور بدر حسون أنتم حقا الكبار من بلادي وأنتم عظماء من بلادي ونفتخر بكم وبجميع انجازاتكم
Comments