بيكو ريفيرا – لوس أنجلوس، كاليفورنيا - تحقيق خاص – بيروت تايمز
تعود جذور مؤسسة أبسولوت كوليجن سنتر لتصليح السيارات, إلى شخصية مؤسِّسها أنيس أبي زيد، الحرفي اللبناني الذي جمع بين الدَّقَّة التقنية والبصيرة الإنسانية. وُلد أبي زيد في بيروت، وفي مطلع التسعينيات، هاجر أنيس إلى الولايات المتحدة، حاملًا معه شغفًا بالميكانيكا ورغبة في التعلم.
بدأ مسيرته المهنية في ورش صغيرة في ولاية كاليفورنيا، حيث عمل كمساعد فني في تصليح هياكل السيارات المعدنية، ثم انتقل تدريجيًا إلى ورش متخصصة في ترميم السيارات الكلاسيكية، واكتسب خبرة عملية في التعامل مع مختلف أنواع الأضرار، من التصادمات البسيطة إلى الإصلاحات البنيوية المعقدة.
خلال أكثر من خمس وعشرون عامًا من العمل الميداني، طوّر "المعلم أنيس" مهاراته في استخدام أجهزة تعديل الشاسيه الرقمية، تقنيات الطلاء المتقدمة، وأنظمة التشخيص الإلكتروني. كما حصل على شهادات تدريبية من مؤسسات أميركية متخصصة في تصليح السيارات، منها ASE وI-CAR، مما عزّز مكانته كخبير معتمد في المجال.
في عام 2002، قرر أنيس تأسيس مركزه الخاص في مدينة بيكو ريفيرا، تحت اسم Absolute Collision Center، واضعًا نصب عينيه هدفًا واضحًا: تقديم خدمة إصلاح تُراعي الجودة، وتحترم العميل، وتُعيد الاعتبار لفن التصليح اليدوي في عصر تغلب عليه الآلات.
يُعرف أنيس بين زملائه بلقب "المعلّم"، ليس فقط لخبرته التي تتجاوز ثلاثين عامًا، بل لأسلوبه التربوي في تدريب الشباب، وحرصه على نقل القيم قبل المهارات. يؤمن بأن كل سيارة تحمل قصة، وأن كل إصلاح هو فرصة لإعادة بناء الثقة بين الإنسان ومحيطه. وقد ساهم في تطوير برامج تدريبية داخل الورشة، تستهدف تمكين الفئات الشابة والباحثين عن فرصة مهنية حقيقية، مع التركيز على أخلاقيات العمل، التواصل مع العملاء، وفهم البُعد النفسي لما بعد الحوادث.
بفضل رؤيته المتكاملة، أصبحت مؤسسة "أبسولوت كوليجن سنتر" مركزًا لإصلاح السيارات، ونموذجًا يُحتذى به في الجمع بين الحرفية، التعليم، والمسؤولية الاجتماعية. واليوم، يُعد المعلم أنيس أبي زيد أحد أبرز الأسماء في مجال تصليح السيارات في جنوب كاليفورنيا، ويواصل مهمته في بناء جيل جديد من الفنيين الذين يُصلحون المعدن... ويُرممون الثقة.
لقاء خاص مع "المعلّم" أنيس أبي زيد – مؤسس أبسولوت كوليجن سنتر
بيروت تايمز: أستاذ أنيس، كيف تصف بدايتك في مجال تصليح السيارات؟
أنيس أبي زيد: بدأت كمساعد ميكانيكي في ورشة صغيرة غرب لوس أنجلوس. كنت أقوم بمهام بسيطة وكنت أطرح أسئلة كثيرة، وأتعلّم من كل إصلاح، من كل خطأ بعد أي حادث.
بيروت تايمز: ما الذي دفعك إلى تأسيس مركز خاص بك؟
أنيس: شعرت أن هناك فجوة بين السرعة والجودة، بين الخدمة والتعامل الإنساني. أردت مكانًا يعمل فيه الناس بشغف، ويُعامل فيه العميل باحترام. أردت أن يشعر كل زائر أن الورشة بيته، وكل متدرب أنه يتعلّم مهنة وحياة، لا مجرد وظيفة.
بيروت تايمز: الورشة معروفة بأسلوبها في التعامل مع الشباب. لماذا هذا التركيز؟
أنيس: لأنني كنت يومًا مثلهم، شاب يبحث عن فرصة حقيقية. التدريب هنا ليس فقط على أجهزة، بل على الصبر، الانضباط، والتفكير التحليلي. نحن نُعلّمهم أن الإصلاح ليس مجرد عملية ميكانيكية، بل قرار أخلاقي تجاه سلامة العميل ومظهر السيارة.
بيروت تايمز: كيف ترى العلاقة بين الحرفية والتكنولوجيا؟
أنيس: التكنولوجيا أداة، لكنها لا تحل محل العين المدربة أو اليد الحريصة. الأجهزة تساعدنا، نعم، لكنها لا تُشخّص القيم، ولا تشعر بنبض السيارة كما يفعل الإنسان. لذلك نمزج بين الاثنين؛ نستخدم التقنيات المتقدمة لكن نعتمد على الحرفية كمرجعية أولى.
وفي سؤال لـ بيروت تايمز للمعلم انيس عن قصة السيارة التي فازت بالجائزة الثانية؟
يقول: عام 2023، وصلت إلى الورشة سيارة فارهة بعد تعرضها لحادث عنيف، رأى المعلم أنيس في السيارة ما لا يُرى، تم ترميمها بدقة فائقة واعادتها الى شكلها الرئيس بمشاركة كاملة من اخصائيي المركز، وفازت بالمركز الثاني في مسابقة السيارات الكلاسيكية الذي يجري دائمًا في امكنة خاصة لعرض السيارات. لكن كما يقول أنيس: "الفوز الحقيقي كان داخليًا... السيارة استعادت مظهرها، ومالك السيارة استعاد إحساسه بالقيمة الكبيرة لسيارته".
من فلسفة التصليح إلى أخلاقيات المهنة
"في كل سيارة قصة، وفي كل ضرر فرصة جديدة لإثبات أن الجودة لا تختفي"، بهذه الكلمات يُلخّص أبي زيد فلسفة "أبسولوت كوليجن سنتر - Absolute Collision Center".
- مؤسستنا تتعامل وتقبل بكاغة انواع شركات التأمين
-ما يميّز المركز ليس فقط جودة الإصلاح، بل التزامه بقيم إنسانية واضحة: الصدق، الإتقان، والشفافية.
- يتبع المركز نظامًا تدريبيًا صارمًا يدمج التكنولوجيا بالمهارات اليدوية، ويُخصص مساحة خاصة لتدريب الشباب الباحثين عن مهنة شريفة. يقول أنيس: "نحن لا نُخرّج ميكانيكيين فقط؛ بل أفرادًا يعرفون كيف يحترمون الزبون، وكيف يُوقّعون بأخلاقهم قبل أدواتهم".
وفي سؤال لـ بيروت تايمز للمعلم انيس عن كيفية تصلَّح الضرر بعد أي حادث مروري؟ تقنيات متقدمة بخبرة تقليدية
يستخدم المركز تقنيات متطورة، منها أنظمة تعديل الشاسيه الرقمية، التشخيص الإلكتروني الكامل، وغرف رش عازلة تضمن تطابق الألوان بدقة عالية. يتم تقسيم مراحل الإصلاح كما يلي:
الخطوات التقنية الأساسية:
فحص شامل: بصري وإلكتروني.
تفكيك وتنظيف: للأجزاء المتضررة بدقة.
تعديل هيكلي: باستخدام أدوات محوسبة متخصصة.
إعادة تركيب: الأنظمة الميكانيكية والكهربائية حسب المواصفات.
الطلاء والتلميع: في بيئة معقّمة لضمان الجودة النهائية.
اختبار على الطريق: للتأكد من جاهزية السيارة ومطابقتها للمعايير.
كما يُقدّم المركز خِدْمَات التعامل الكامل مع شركات التأمين، بالإضافة إلى ضمانات مكتوبة على الإصلاح والقطع المُستبدلة.
ورشة تُعلّم الصبر... وتُوقّع بالإتقان
لا تنتهي مهمة أبسولوت كوليجن سنتر عند إصلاح سيارة، بل تبدأ عند بناء الثقة مع الزَّبُون، واستعادة إحساسه بالأمان. في كل طلاء جديد قصة، وفي كل هيكل مُرمم توقيعٌ لأيدي خبيرة ومخلصة.
في عصر الإنتاج السريع والنتائج اللحظية، يُعيد المركز فن الإصلاح إلى جذوره، حيث التأني فضيلة، والدقة أساس، والإتقان ثقافة.
كل صدمة تستحق معالجة... وكل سيارة تستحق فرصة للعودة الى شكلها ولونها الاصلي.
يمكنهم الاتصال او زيارة المركز:
ABSOLUTE COLLISION CENTER
7373 - 942 (562)
https://absolutecollisionla.com
Comments