bah الدكتور غسان بطرس... 40 عامًا في معالجة المرضى - من بلدة علمان الشوفية إلى قلب المجتمع اللبناني - الاميركي - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

الدكتور غسان بطرس... 40 عامًا في معالجة المرضى - من بلدة علمان الشوفية إلى قلب المجتمع اللبناني - الاميركي

07/11/2025 - 17:37 PM

absolute collision

 

 

تحقيق خاص – بيروت تايمز | كاليفورنيا

 

بمبادرة "عظماء لبنان في العالم" كعادتها تسلط صحيفة بيروت تايمز الضوء على شخصية طبية وإنسانية واجتماعية لامعة، يشهد لها مسارها المهني بالتميز، وتُعزز إنجازاتها صورة الطبيب اللبناني في العالم. إنه الدكتور غسان بطرس، اختصاصي الطب الباطني، الذي كرّس جهوده لخدمة المرضى على اختلاف فئاتهم.

يتميز الطبيب الدكتور بطرس بجمعه بين البراعة الطبية والالتزام الإنساني، إذ لم تقتصر رسالته على التشخيص والعلاج، بل امتدت لتشمل حملات توعوية ومبادرات خيرية تهدف إلى تحسين الرعاية الصحية وقد تم تكريمه من مؤسسات طبية وجمعيات لبنانية عدة.

في هذا السياق، تأتي مبادرة صحيفة بيروت تايمز لتسليط الضوء على رموز لبنانية تظهر وجهًا ناصعًا للبنان في الخارج، وتُعزز التواصل بين الوطن الأم وأبنائه المنتشرين في مختلف بقاع العالم، ممن يحملون إرثًا ثقافيًا وإنسانيًا يُضاف إلى رصيد لبنان الحضاري.

الدكتور غسان بطرس

واحد من أبرز رموز الطب الباطني والإنساني في ولاية كاليفورنيا الاميركية، ترك أثرًا عميقًا في حياة آلاف المرضى على مدى أكثر من 40 سنة من العطاء.

•     تخصص في الطب الباطني وعُرف بتفانيه في علاج المرضى، حتى في أصعب الظروف، حيث كان يواصل عمله خلال الايام العادية والأزمات دون انقطاع.

•     ساهم في تدريب أجيال من الأطباء، وكان نموذجًا في الرحمة والاحترافية، إذ جمع بين العلم والإنسانية في تعامله مع المرضى.

•     ترك بصمة واضحة في تطوير الرعاية الصحية في ولاية كاليفورنيا الاميركية، وشارك في مؤتمرات محلية ومبادرات طبية ذات طابع إنساني.

شهادات مؤثرة:

اصدقائه ومرضاه وصفوه بأنه "طبيبٌ قدوة"، و "إنسانٌ عطوف وطيب القلب"، و "قائدٌ في مجاله"، وقد أثّر في حياة كل من تعامل معه في مدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا الاميركية، وبين مستشفياتها المعروفة ومجتمعاتها النابضة بالحياة، بِنَى الدكتور غسان بطرس إرثًا من الرعاية الصحية والصلة الإنسانية امتد لأكثر من أربع عقود. بلمسة إنسانية دقيقة، وحس ثقافي عميق وأصبح اسمًا موثوقًا في مجال الطب الداخلي، مقدّمًا للآلاف من مرضاه أكثر من مجرد علاج... بل عِلاقة قائمة على الفهم والاحترام.

وُلد الدكتور بطرس في بلدة علمان في منطقة الشوف اللبناني، وهاجر إلى الولايات المتحدة لتكملة حلمه الكبير في ان يصبح طبيبًا، درس وتخرج من جامعة سانت جورج للطب عام 1983، حاملًا معه رؤية طبية عالمية ولكن بحسّ محلي عميق. أتمّ إقامته الطبية في مركز كابيتال هيلث الطبي الإقليمي / ومستشفى سانت فرانسيس، ليبدأ بعدها مسيرة مهنية استمرت على مدى أجيال.

تضم عيادته، الواقعة في مدينة باسادينا، طيفًا واسعًا من الخِدْمَات، من معالجة ارتفاع ضغط الدَّم، التهاب المفاصل، السكري، والتهابات المسالك البولية، وصولاً إلى الفحوص الوقائية والرعاية المستمرة للأمراض المزمنة. يتحدث الدكتور بطرس الإنجليزية والعربية والفرنسية والإسبانية، مما يخلق بيئة شمولية تُلغي حواجز اللغة وتُعزز التفاهم.

يرتبط الدكتور بطرس بأبرز المستشفيات في المنطقة، منها Huntington Health، مركز سان غابرييل الطبي، وSilver Lake Medical Center، ويجمع في عمله بين الخبرة السريرية العالية ودفء العِلاقة الشخصية. كما يقدّم أيضًا خِدْمَات الرعاية عن بُعد (Telehealth) لمواكبة العصر الرقمي وتوسيع دائرة الوصول إلى المرضى.

 

في لقاء خاص ومميز التقت بيروت تايمز الدكتور غسان بطرس وجرى الحديث التالي:

■ بيروت تايمز: تمارس الطب منذ أكثر من 40 عامًا. ما الذي يُبقيك متحمّسًا حتى اليوم؟

د. غسان بطرس: الطب ليس وظيفة... بل رسالة. كل مريض يدخل العيادة يأتي بقصة، لا بمجرد تشخيص. هذه العلاقة الإنسانية، الإحساس بأنك قادر على التغيير في حياة أحدهم، هو ما يُبقي الشغف حيًا بداخلي.

■ بيروت تايمز: ما هو الطب الباطني، ولماذا يُعدّ من أهم التخصصات الطبية؟

د. غسان بطرس: الطب الباطني يُعنى بتشخيص وعلاج الأمراض الباطنية المزمنة والمعقدة، مثل السكري، أمراض القلب، الجهاز الهضمي، وأمراض الرئة والكلى. هو أساس الطب، حيث نتابع تطور الحالة الصحية للمريض على المدى الطويل، وننسّق الرعاية بين مختلف الاختصاصات.

■ بيروت تايمز: ما أبرز التغيرات الطبية التي شهدتها خلال مسيرتك؟

د. غسان بطرس: التقنية غيّرت وجه الطب. السجلات الطبية الرقمية، المراقبة عن بُعد، الأجهزة الذكية التي ترسل البيانات مباشرة للطبيب... لكن رغم كل ذلك، ما زلت أؤمن أن الحديث مع المريض أهم من أي فحص. التكنولوجيا أداة، لكن الرحمة هي الجوهر.

■ بيروت تايمز: ما هي أبرز الحالات التي تعالجها يوميًا؟

د. غسان بطرس: أكثر الحالات شيوعًا: السكري، ارتفاع ضغط الدَّم، الكوليسترول، أمراض المفاصل، ومشاكل الجهاز الهضمي. وهناك أيضًا قضايا غير ظاهرة مثل التوتر والإرهاق المزمن واضطرابات النوم، التي تستوجب نهجًا شاملًا وليس فقط وصفة دواء.

■ بيروت تايمز: ما نصيحتك للوقاية من الأمراض المزمنة؟

د. غسان بطرس:

- الفحص الدوري: لا تنتظر ظهور الأعراض. الكشف المبكر هو سلاحك الأول.

- النظام الغذائي: قلل من الدهون المشبعة، السكر، والملح. تناول طعامًا متوازنًا وغنيًا بالألياف.

- النشاط البدني: المشي 30 دقيقة يوميًا يمكنه إحداث فرق هائل.

- إدارة التوتر: الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة الجسدية.

- الإقلاع عن التدخين والكحول: لا يوجد "كمية آمنة" لهذه العوامل على المدى الطويل.

■ بيروت تايمز: كيف تُقدّم الرعاية لمرضى من خلفيات ثقافية مختلفة؟

د. غسان بطرس: كل مريض يأتي بعالمه. لغته، طعامه، معتقداته. مهمتي أن أسمعه وأفهمه، وأُعدّل العلاج بما يتماشى مع ظروفه. الشمولية تبدأ من الاحترام.

■ بيروت تايمز: ما التحديات التي تواجه الطب الباطني اليوم؟

د. غسان بطرس: أهمها الضغط الزمني. الطبيب لم يعد يملك الوقت الكافي للتحدث كثيرًا مع المريض بسبب الأنظمة والتأمينات. كذلك، التضارب بين المعلومات على الإنترنت والواقع الطبي، يجعلنا أحيانًا نصحح مفاهيم خاطئة بدلاً من البَدْء بالعلاج.

■ بيروت تايمز: ما رسالتك للأطباء الشباب؟

د. غسان بطرس:

- اسعوا لفهم الإنسان قبل مرضه.

- استمروا بالتعلّم. الطب يتطور بسرعة.

- حافظوا على النزاهة والإنسانية في مهنتكم، فهما أثمن من أي لقب.

 

غسان بطرس الطبيب - الانسان

يُعتبر الدكتور غسان بطرس مثالًا حيًا للطبيب الذي جمع بين المهارة العلمية والحنو الإنساني، ومثل الجسر بين الأجيال والتخصصات. قصته ليست فقط عن طبيب ناجح... بل عن طبيب صادق وامين. وفي زمن تتسارع فيه التقنيات وتتباعد فيه العلاقات، يذكّرنا الدكتور بطرس بأن الطبيب الحقيقي لا يداوي الجسد فحسب، بل يُرمم الروح أيضًا.

 

* نُشر هذا التحقيق في إطار سلسلة تقارير خاصة تُعدّها "بيروت تايمز"، تسلّط الضوء على اللبنانيين في الاغتراب الذين حملوا هويتهم الثقافية أينما حلّوا، وأسهموا في ترسيخها عالميًا. في المستشفيات والعيادات الطبية، كما في المجتمعات التي احتضنتهم، لم يكن دورهم مقتصرًا على معالجة المرضى، بل امتد ليشمل مبادرات إنسانية، تعليمية، وتنموية، جعلت من كل طبيب لبناني في الخارج سفيرًا لوطنه، وامتدادًا حيًا لرسالته.

من لوس انجلوس الى لبنان وهيوستن إلى باريس، ومن سيدني إلى مونتريال، تتقاطع قصص الأطباء اللبنانيين المغتربين عند نقطة واحدة: الوفاء للبنان، والالتزام بقيمه الثقافية والإنسانية. بعضهم عاد ليقدّم خِدْمَات طبية مجانية في القرى اللبنانية النائية، وآخرون أطلقوا حملات دعم للمستشفيات اللبنانية، فيما اختار البعض الآخر تأسيس مؤسسات طبية في دول الاغتراب تعمل على رفع اسم لبنان وتُعلي من شأنه.

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment