07/12/2025 - 14:12 PM
تحقيق خاص – بيروت تايمز
في قلب حي لوس فيليز النابض بالحياة، وعلى امتداد شارع هيلهيرست الحيوي في مدينة لوس أنجلوس الاميركية، افتتح مطعم "ديزرت روز" كزهرة شرقية نادرة، تعبق بذكريات بيروت وتفيض بنكهتها الأصيلة.
رجل الأعمال اللبناني زياد ريشا أسّس المطعم عام 2008، مستلهمًا فكرته من الإرث العائلي في عالم المأكولات اللبنانية، الذي ترعرع عليه بين مطابخ مدينة بيروت ودفء الضيافة الشرقية. ومنذ افتتاحه، تحول "ديزرت روز" إلى محطة لا تفوّت لعشّاق المطبخ اللبناني والكاليفورني، جامعًا بين الأصالة والعصرية، وبين دفء الذوق الشرقي وأناقة التقديم الغربي.
استقبال لبناني... وخدمة لا تشوبها شائبة
من اللحظة الأولى، يشعر الزائر بأنه في منزل أصدقاء. الاستقبال ودود، النُدُل محترفون وذوو معرفة دقيقة بالمأكولات، يتحدثون عن الأطباق كما لو كانت قصصًا عائلية، ويحرصون على أن تكون كل زيارة تجربة حميمية وخاصة.
طاقم العمل مدرّب على أعلى معايير الخدمة، ويتنقل بخفة بين الطاولات حاملاً معه الودّ والاحتراف، ما يعكس صورة مشرقة عن الضيافة اللبنانية الأصيلة، كما لاحظت "بيروت تايمز" خلال زيارتها.
تصميم داخلي وخارجي يروي قصة بيروتية برؤية فنية
يتجلى الحس الجمالي في كل زاوية: من الشرفة الخارجية المزدانة بالورود، إلى منحوتة الوردة الزجاجية الحمراء التي أبدعها الفنان العالمي ريتشارد أكورسي، وصولاً إلى مصابيح مورانو القرمزية التي تغمر الداخل بنور دافئ وحميم.
الديكور مستوحى من طابع بيروت القديم، لكنه مصقول بروح كاليفورنية معاصرة، فتتجانس الأرابيسك الشرقية مع الألوان الترابية والموسيقى الخلفية الناعمة، ما يجعل "ديزرت روز" المكان الأمثل لعشاء رومانسي أو أمسية هادئة برفقة الأصدقاء.
المطبخ... مسرح للإبداع والطعم الأصيل
يشرف على مطبخ "ديزرت روز" شيف لبناني، معروف بخبرته الطويلة الممتدة لأكثر من عقدين بين لبنان والخليج والولايات المتحدة. يعاونه فريق من المساعدين الشباب المدربين على يد طهاة محترفين، ما يضمن دقة في الطهي، توازناً في النكهات، وأناقة في التقديم.
قائمة الطعام في "ديزرت روز" ليست مجرد قائمة، بل قصيدة حب لبيروت:
- مازات لبنانية طازجة تُحضّر يوميًا: حمص مخملي، تبولة خضراء بعطر النعناع، لبنة بزيت الزيتون، وورق عنب محشو بعناية ولا ننسى الكبة اللبنانية.
- كباب مشوي يُلف بخبز الأعشاب، يُقدَّم مع صلصة اللبن بالخيار.
- سمك الهلبوت بالفستق الحلبي، أحد أطباق التوقيع، يُطهى ببطء ويقدَّم مع أرز الصنوبر.
- بيتزا شرقية بنكهات الزعتر والجبنة البلدية، وهامبرغر بلحم ألانغوس العضوي مع صلصات منزلية فريدة.
- باستا ومأكولات إيطالية.
- حلويات طازجة بكل انواعها.
الأطباق تُقدَّم على أطباق أنيقة مزينة بأعشاب موسمية وزهور صالحة للأكل، في توازن نادر بين الطعم والفن، كما أشارت بيروت تايمز في تقييمها.
برامج ذكية وتجربة متكاملة
ديزرت روز لا يقدّم الطعام فقط، بل تجربة متكاملة تشمل:
- وجبة برنش (Brunch) خلال نهاية الأسبوع (من 11 صباحًا إلى 3 عصرًا)، تلبّي أذواق العائلات وعشاق النكهات العصرية.
- ساعة سعادة (Happy Hour) يومية من الإثنين إلى الجمعة (3 بعد الظهر – 6 مساءً) تقدّم خلالها خصومات على المشروبات والمقبلات.
- أمسيات موسيقية حيّة تشمل العود والجاز، تخلق أجواء ساحرة.
- برنامج مكافآت الوردة يمنح الزبائن نقاطًا تُستبدل بمشروبات أو أطباق مجانية.
- تعاون مع مؤثرين في مجالات الطعام والسفر، لتسليط الضوء على المطعم كوجهة ثقافية لبنانية فريدة.
- خدمة صف السيارات متوفرة يوميًا، و"ديزرت روز" هو المطعم الوحيد في شارع هيلهيرست الذي يبقى مفتوحًا حتى 11 ليلًا.
- توصيل الطلبات إلى المنازل والشركات يوميًا عبر خدمة محلية موثوقة.
بيروت تايمز تحاور صاحب ومدير المطعم زياد ريشا
في زاوية هادئة من المطعم، جلس فريق "بيروت تايمز" مع زياد ريشا، المؤسس والرجل الذي لا يترك التفاصيل للصدفة.
بيروت تايمز: ما الذي يجعلك تشرف بنفسك يوميًا على المطعم؟
ريشا: ديزرت روز هو بيتي، وهو انعكاس لهويتي اللبنانية. أراقب كل طبق، كل نغمة موسيقية، وحتى ترتيب الزهور... لأن التفاصيل تصنع الفارق.
بيروت تايمز: كيف تختارون الأطباق الجديدة؟
ريشا: نستمد وصفاتنا من الجذور. كثير منها ورثته عن والدتي أو جدتي، وأطورها مع الشيف لتناسب الذوق الأميركي، دون أن نفرّط بروحها الأصلية.
بيروت تايمز: ما الطبق الذي تمثلونه كتوقيع خاص للمطعم؟
ريشا: الكباب اللبناني المشوي. هو طبق يجمع الشرق والغرب في لقمة واحدة، ويأسر الحواس بمنظره ومذاقه.
بيروت تايمز: ماذا تقول لرواد المطعم من الأميركيين الذين يتذوقون المطبخ اللبناني لأول مرة؟
ريشا: أريدهم أن يعيشوا التجربة وكأنهم في بيروت... أشرح لهم المازة، أقدّم التبولة والحمص، ثم نأخذهم في رحلة من الشاورما إلى الكبة. إنها رحلة نكهات وثقافة.
بيروت تايمز: وما هو حلمك المستقبلي؟
ريشا: أن يتحوّل ديزرت روز إلى مساحة ثقافية لبنانية في قلب لوس أنجلوس، حيث يتلاقى الطعام مع الفن والموسيقى والحوار.
في "ديزرت روز"، لا تكتفي بتناول وجبة... بل تعيش لحظة لبنانية كاملة، مع المازة والماكولات المحضرة يومياً، ومن ضيافة النادل إلى دفء المكان.
بيروت تايمز: هل تقدمون خدمة تحضير المأكولات (الكاترينغ) وتوصيلها؟
ريشا: يُقدّم مطعم ديزرت روز خدمة تحضير المأكولات (الكاترينغ) بطريقة احترافية للمناسبات الخاصة والعامة وتوصيلها الى المنازل، الشركات والقاعات الكبرى والفنادق. وسواء كنت تحتفل بعيد ميلاد، وخطوبة او حفل زواج، او تُحضّر اجتماع عمل، أو تبحث عن وجبة دافئة في أجواءك الخاصة، فإن قائمة الطعام تصل إليك كاملة بأطباقها المزينة ونكهاتها الطازجة، مع حرص شديد على الجودة والتقديم.
* المازات، المشاوي، المقبلات، والحلويات الشرقية والغربية ... كلها تُحضَّر عند الطلب وتُقدّم ضمن باقات مُخصصة تناسب الذوق الرفيع وحجم المناسبة.
كلمة لا بد منها
في ختام هذا التحقيق، لا يسعنا إلا أن نقول إن "ديزرت روز" ليس مجرد مطعم، إنها حكاية حب لبنانية زرعت جذورها في قلب منطقة لوس فيليز، وتفتحت بتفاصيلها لتلهم كل من يعبر عتبتها، سواء كان يبحث عن نكهة البيت أو عن لحظة هدوء في مدينة لا تنام.
ما يقدّمه زياد ريشا وفريقه يتجاوز المأكولات؛ إنه دفء، وكرم، وحضور بيروتي لا يخفت مهما ابتعدت المسافة. لكل من يحنّ إلى صوت العود، إلى طعم التبولة الطازجة، إلى ضحكة النادل وهو يروي قصة الطبق... ديزرت روز هو العنوان.
ولمن يزور المطعم لأول مرة: لا تأتِ لتأكل فقط، بل لتعيش لحظة بيروتية لا تنس تمامًا كما تنبض الكلمات في هذا التقرير، وكما تخفق الوردة الحمراء تحت أضواء لوس أنجلوس.
"بيروت تايمز" توصي بتجربة هذا المطعم الفريد، لكل من يحنّ إلى بيروت... في قلب كاليفورنيا.
Comments