bah ارليت عبسي لـ بيروت تايمز... المرأة اللبنانية تصنع من الفكر وطنًا ومن الأمومة مستقبلًا - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

ارليت عبسي لـ بيروت تايمز... المرأة اللبنانية تصنع من الفكر وطنًا ومن الأمومة مستقبلًا

07/15/2025 - 23:36 PM

Atlas New


 

لوس انجلوس - بيروت تايمز - إعداد وحوار الاعلامية منى حسن من قسم الشؤون الثقافية

 

في إطار مبادرتها الإعلامية والثقافية "عظماء لبنان في العالم"، تواصل إدارة التحرير في صحيفة بيروت تايمز تسليط الأضواء على نموذجات لبنانية مغتربة تركت أثرًا أصيلًا في إعادة تشكيل صورة لبنان الإنساني والفكري في المحافل الدولية. وها نحن اليوم أمام محطة خاصة تُلقي الضوء على شخصية نسائية استثنائية، تجمع بين التميّز المهني، البُعد الإنساني، والالتزام العائلي والوطني، في ظل ما يمرّ به الوطن الأم من أزمات متلاحقة لا تنال من رسوخ الانتماء ولا من نبض الرسالة.

حضورها لا يُمكن اختزاله في الإنجاز الفردي، فهو امتدادٌ لهوية جماعية تنسجها بثبات داخل المجتمعات الاغترابية في أميركا، كندا، أستراليا، البرازيل، أوروبا، والبلدان العربية، حيث تجسّد عبر مشاركاتها الثقافية والاجتماعية والإنسانية ملامح لبنان المتنوّع والراقي، وتستحضر وهجه في المحافل العالمية بوعي ومسؤولية لا يُخطئها الرصد.

 

المرأة اللبنانية في الاغتراب الأميركي: قلبٌ للعائلة وعقلٌ للمجتمع

في الاغتراب، خصوصًا في الولايات المتحدة، تؤدي المرأة اللبنانية أدوارًا تتخطى الطابع التقليدي؛ فهي حارسةٌ للهوية، مربيةٌ للأجيال، وجسرٌ بين الثقافات. تسعى بوعيٍ للحفاظ على اللغة العربية في المنزل، وتنشئة أولادها على حبّ لبنان وعشقه وعدم نسيانه، وترسيخ الجذور في وجدانهم رغم بعدهم عنه آلاف الأميال. ومن خلال هذا الدور، تُعيد المرأة تشكيل لبنان في وجدان أولادها، وتمنحهم القدرة على الانتماء بثقة والانفتاح بتوازن، مانحةً الوطن امتدادًا يتجاوز الجغرافيا والتاريخ.

 

أرليت عبسي... صوتٌ اغترابي لا يساوم

في زمنٍ يغلب عليه الضجيج وتُختزل المواقف بالشعارات، فرضت السيدة أرليت عبسي حضورها في الاغتراب كصوتٍ لبناني واضح لا يهادن، ولا يساوم ويلتزم المبادئ الحرة، ويسمّي الأمور بأسمائها من دون تجميل، بعيدًا عن أوهام «الإصلاح المستحيل».

وجودها في المشهد الاغترابي، كما في محيطها الثقافي والاجتماعي، يتخطّى الأدوار التقليدية للمرأة بين العمل والعائلة، ليجسّد رؤية متكاملة تجمع بين العقل والخبرة، الموقف والعمل، والانتماء الصادق لوطنها الأم والمجتمع الذي احتضنها.

في قلب التحوّلات والأزمات، ثمّة شخصيات لا تكتفي برواية الحنين، بل تحوّله إلى طاقة إنتاج وإبداع. أرليت عبسي واحدة من هذه النماذج التي تجسّد كيف يمكن للاغتراب أن يصبح مساحةً للالتزام، وكيف تتحوّل المعرفة إلى فعل، والألم إلى أمل.

لم تكن يومًا من الذين يسلكون الطرق السهلة. اختارت منذ البداية أن تبني لنفسها مسارًا فاعلًا في الصِّحافة، الترجمة، والعلاقات العامة، مؤمنة بأن هذه المجالات ليست مجرّد مهن، بل منصّات أخلاقية ومساحات إنسانية تُعيد الاعتبار للكلمة وللثقافة كأدوات تواصلٍ وبناء.

في العلاقات العامة، تتعامل مع هذا الحقل كجسرٍ للثقة، لا كبروتوكول اجتماعي عابر.

في الترجمة، تنطلق من قناعة بأن اللغة وسيلة لفهم الآخر وكسر الحواجز، لا مجرّد تقنية نقل نصوص.

وفي الصِّحافة، تكرّس عملها كمنبر للوعي والمعرفة والتعليم، ومرآة تظهر هُوِيَّة لبنان المقيم والمنتشر في آنٍ واحد، بعيدًا عن المساومات أو التصنيفات السهلة.

 

مشاركات ميدانية في نشاطات الجالية اللبنانية

السيدة أرليت عبسي حضرت وشاركت إلى جانب سيدات من الجالية اللبنانية والعربية في احتفالات وطنية ودينية، واستقبالات رسمية لرجال دين ومسؤولين سياسيين من الولايات المتحدة، لبنان، والدول العربية، إضافة إلى مهرجانات ثقافية أُقيمت في عدة مدن أميركية، بمشاركة فنانين من لبنان والعالم العربي والدولي.

كانت دائمًا داعمة ومساعدة من الدرجة الأولى لمبادرات اجتماعية وإنسانية وثقافية متعدّدة، بما في ذلك حملات دعم لبنان في الأزمات، وجلسات حوارية تناولت دور الإعلام في تعزيز التفاهم الثقافي.

 

تعزيز حضور لبنان الحضاري في الغرب

من خلال نشاطاطها ومبادراتها الثقافية، تجهد السيدة عبسي في تعزيز حضور لبنان الحضاري في اميركا، وتُذكّر أن هذا البلد الصغير، رغم جراحه، ما زال يصدّر الكفاءات والمعرفة والعطاء.

أبرز محطّاتها:

- ندوات فكرية مع رجال دين من مختلف الطوائف، ناقشت خلالها المواطنة والدولة المدنية والتعددية الثقافية.

- لقاءات دبلوماسية مع سياسيين لبنانيين وعرب وأميركيين طرحت خلالها رؤى عملية لدور الجالية في دعم لبنان.

- مشاركات نسائية مع شركائها من السيدات، بحثت خلالها دور المرأة في التربية العائلية والإعلام وصياغة السياسات العامة.

- محاورات مع فنانين عرب ولبنانيين دعمت خلالها الفن الملتزم بوصفه الذاكرة الحية للشعوب.

 

النموذج النسائي اللبناني المغترب

في ظل الأزمات المتعاظمة، يبرز النموذج النسائي اللبناني المغترب في شخص السيدة ارليت عبسي، التي استطاعت تحويل المعرفة إلى مشروع وطني جامع، يجمع بين المهنية والهوية والأمومة والفكر. فهي لا تُعدّ فقط اسمًا فاعلًا في الصِّحافة والعلاقات العامة والترجمة، بل تمثل رؤية ثقافية وإنسانية تُجسّد التزامها برسالة لبنانية تتجاوز الجغرافيا واللغة.

تشغل السيدة عبسي منصب مؤسسة ومديرة شركة متخصصة في العلاقات العامة والترجمة متعددة اللغات، وتمارس نشاطًا متنوعًا يتقاطع فيه العمل الإعلامي والتربوي مع المشاركة المجتمعية والدبلوماسية الثقافية. في علاقاتها العامة، تنسق لقاءات فكرية وإنسانية، وتدير التواصل بين المؤسسات والجالية، وتساهم في نقل صورة لبنان إلى المجتمعات المضيفة من خلال رسائل إعلامية مدروسة تظهر التوازن بين المهنية والانتماء الوطني.

بخبرة تتجاوز أربع وعشرين عامًا، تتقن السيدة عبسي اللغات العربية (اللبنانية)، الفرنسية، الإنجليزية، والإسبانية بطلاقة، وتعمل منذ فبراير 2000 كمترجمة ومحررة صحفية في ولاية كاليفورنيا الأميركية. هذا المسار مكنها من تقديم خِدْمَات تَرْجَمَة تحريرية وفورية في عدة مجالات، تشمل الترجمة القانونية، الطبية، الأدبية، الإعلامية، التقنية، الاقتصادية، الدينية، السياحية، العلمية، الإدارية، السياسية، الآلية، والعامة.

في المجال الصوتي، تقدم السيدة عبسي خِدْمَات التعليق الصوتي (Voiceover) للمحتوى الإعلامي والتعليمي، مما يعزز حضورها المهني في بيئات متعددة الوسائط.

تنتمي السيدة عبسي إلى عدة جمعيات مهنية، أبرزها الجمعية الأمريكية للمترجمين (ATA)، الجمعية الوطنية للمترجمين (NETA)، المجلس الوطني للترجمة في الرعاية الصحية، ورابطة المترجمين والمترجمين الفوريين في جنوب كاليفورنيا. كما تحمل شهادة HIPAA الخاصة بقانون نقل ومساءلة التأمين الصحي، ما تؤكد التزامها المهني بمعايير الخصوصية والدقة في المجال الطبي.

 

لقاء مع بيروت تايمز

في إطار متابعتها المستمرة لشؤون المرأة اللبنانية في الاغتراب، أجرت "بيروت تايمز" هذه المقابلة الخاصة مع السيدة أرليت عبسي، التي تحدثت فيها من واقع تجربتها عن التحديات التي تواجهها المرأة اللبنانية في الاغتراب، ودورها في الحفاظ على الهوية الثقافية والعائلية، إلى جانب إسهامها في تعزيز صورة لبنان في العالم من خلال عملها، وحضورها الثقافي والاجتماعي.

أكدت السيدة عبسي أن المرأة اللبنانية المغتربة قادرة، رغم كل المسافات، على الحفاظ على هُوِيَّة أولادها وغرس الانتماء لديهم، وذلك من خلال التربية الواعية، استخدام اللغة العربية في المنزل، والانخراط بالنشاطات الثقافية التي تُبقي الجذور حيّة مهما ابتعدت المسافات. وتضيف أن هذا الدور التربوي لا ينفصل عن التحديات اليومية التي تواجهها المرأة بين العمل والعائلة، لكنها تثبت دومًا قدرتها على التوفيق بين مهامها، بفضل مرونتها في تنظيم الوقت وإدارة الأولويات وتحقيق التوازن بين متطلبات الحياة المهنية وواجباتها العائلية.

وحول دور المرأة في الصِّحافة والإعلام والعلاقات العامة والترجمة، شددت السيدة عبسي على أن المرأة عامة باتت صوتًا يحمل قضايا الوطن وتشارك بفاعلية في صياغة الوعي الوطني، وفي نقل صورة لبنان الحقيقية إلى العالم.

وعن مساهمة المرأة اللبنانية المغتربة في تعزيز صورة وطنها، ترى السيدة عبسي أن حضور المرأة في الإعلام والأكاديميا والمجتمع يمنح لبنان وجهًا أكثر إنسانية ومسؤولية، لأنها لا تمثّل نفسها فحسب، بل تنقل صورة وطنها من خلال نجاحها، التزامها، ورؤيتها الحضارية.

أما عن شعور أولاد المرأة اللبنانية المغتربة بالانتماء الحقيقي لوطنهم الأم، فترى السيدة عبسي أن الوعي الثقافي لدى الأم هو حجر الأساس؛ إذ يتحول الانتماء من مجرّد فكرة رمزية إلى شعور حقيقي يعيش في تفاصيل الأطفال اليومية وخياراتهم المستقبلية.

في سياق أوسع، تناولت محررة "بيروت تايمز" معها دور الجاليات اللبنانية في الاغتراب، وسألتها كيف يمكن للمغترب اللبناني أن يرفع اسم بلده عاليًا، فأجابت بثقة: "من طريق النجاح في المهنة، الالتزام بالقيم الأخلاقية، والمشاركة الدائمة في المبادرات الثقافية والاجتماعية التي تعكس صورة لبنان الحضارية، يصبح كل مغترب سفيرًا حقيقيًا لوطنه، 

أما في ما يتعلق بدعم الاقتصاد اللبناني، تؤكد السيدة ارليت عبسي أن تحويلات المغتربين تشكل دعامة رئيسة للاقتصاد، إضافة إلى استثماراتهم المباشرة التي تُسهم في خلق فرص عمل جديدة وتحريك الدورة الاقتصادية.

وفي الشق الثقافي، تشدد على أن الجاليات اللبنانية في العالم تؤدّي دورًا محوريًا في إبراز الوجه الحضاري للبنان عبر تنظيم المعارض والندوات والحفلات التي تحاكي تاريخ لبنان العريق وترسّخ صورته الثقافية في المجتمعات الجديدة.

وفي سؤال "بيروت تايمز" عن قدرة المغترب اللبناني على أن يكون جسرًا بين لبنان والعالم، تقول السيدة عبسي: "نعم، فالكثير من الشخصيات اللبنانية أثبتت قدرتها على مدّ جسور التعاون والحوار، سواء على المستوى الطبي والأكاديمي أو الاقتصادي أو الثقافي والسياسي،

في سياق التعيينات الأخيرة التي أجرتها الإدارة الأميركية، برزت أسماء لبنانية تحمل تأثيرًا سياسيًا ودبلوماسيًا متزايدًا، ما يعكس الدور الحيوي الذي يضطلع به المغترب اللبناني في صياغة السياسات الإقليمية والدولية، خصوصًا في الملفات المرتبطة بلبنان والشرق الأوسط.

أحدث هذه التعيينات كان اختيار رجل الأعمال الأميركي من أصل لبناني توماس براك سفيرًا للولايات المتحدة في تركيا، مع تكليفه أيضًا بمنصب مبعوث خاص إلى سوريا ولبنان. براك يُعرف بدوره الفاعل في ملفات حسّاسة، أبرزها إعادة الإعمار، ترسيم الحدود، ونزع فتيل التوتر بين بيروت وتل أبيب، ما يجعله من الشخصيات الأساسية في إدارة العلاقات الأميركية مع الشرق الأوسط.

وفي خطوة لافتة، عُيّن مسعد بولس، كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط. بولس يُعد من أبرز الشخصيات اللبنانية الأميركية النافذة في واشنطن، ويُعوَّل عليه في هندسة الاتفاقات الكبرى بين لبنان وسوريا، خصوصًا في الملفات الشائكة المتعلقة باللاجئين والمفقودين.

من جهة أخرى، برز اسم بيل بزي، الرئيس السابق لبلدية ديربورن هايتس، الذي تم تعيينه سفيرًا للولايات المتحدة في تونس، ليكون ثالث شخصية لبنانية تتولى منصب سفير أميركي في عهد الرئيس ترامب.

كما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مارس 2025، عن تعيين رجل الأعمال والخبير المالي ميشيل عيسى سفيرًا للولايات المتحدة لدى لبنان. عيسى، صاحب الباع الطويل في القطاعين المصرفي والتجاري، وصفه ترامب بأنه "سيخدم بلادنا بشرف وتميّز"، في وقت يمر فيه لبنان بأزمات متراكمة تتطلب خبرات تقنية ودبلوماسية دقيقة.

بدورها، عُيّنت ندى حمادة معوّض سفيرة لبنان في واشنطن، وهي من الشخصيات اللبنانية التي أثبتت حضورًا مهنيًا ودبلوماسيًا بارزًا في المحافل الدولية.

هذه التعيينات تأتي في مرحلة حساسة، حيث تلعب الشخصيات اللبنانية الأميركية دورًا محوريًا في إعادة وصل لبنان بالعالم، خصوصًا في ملفات مثل الفراغ الرئاسي، ترسيم الحدود، وإعادة هيكلة الاقتصاد اللبناني.

من خلال هذه التعيينات، يتجلّى كيف أن الاغتراب اللبناني لم يعد مجرّد هجرة بحثًا عن فرص، بل أصبح شريكًا مباشرًا في إعادة رسم المشهد الدبلوماسي والسياسي في المنطقة، في وقت بات فيه لبنان في أمسّ الحاجة إلى من يُعيد وصل خيوط علاقاته الدولية المبعثرة.

وفي ختام حديثها، وجهت السيدة أرليت عبسي رسالة إلى كل مغترب لبناني: "احملوا معكم صورة لبنان الحقيقية، وطن الإبداع والجمال، الحضارة، والثقافة، لا تختصروا هويته بالأزمات. لبنان يستحق أن يبقى حاضرًا من طريق نجاح أبنائه أينما وجدوا".

 

كلمة لها معان كثيرة وقيمة

بيروت تايمز، تؤمن أن قوة لبنان تكمن في أبنائه المنتشرين حول العالم، وفي نسائه على وجه الخصوص اللواتي يجمعن بين العائلة والمهنة، بين الأصالة والانفتاح، ويشكّلن جسورًا بين الحضارات والثقافات.

من خلال هذه المحطة مع السيدة ارليت عبسي، نؤكد مجددًا التزامنا بإبراز النموذجات النسائية اللبنانية المشرفة، التي تحفظ هُوِيَّة لبنان حية في قلوب أبنائها، وتنقلها إلى الأجيال الجديدة بكل حبّ وثقة.

للمرأة اللبنانية المغتربة نقول: أنتم الصورة الحقيقية لوطنٍ لا ينطفئ مهما ابتعد، ولا يشيخ مهما اشتدّت المسافات.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment