خلال أسبوعين تتبلور زيارة براك وعندها يُبنى على الشيئ مقتضاه؟
براك للمراجع السياسية أمام لبنان فرصة ذهبية عليه التقاطها والا هناك تحفظ خليجي على دعمه
ما قامت به حكومة الرئيس نواف سلام من خلال العملية الإصلاحية أمر مهم جداً
بيروت - اجرت الحوار منى حسن - بيروت تايمز
أكد الإعلامي والمحلل السياسي وجدي العريضي، في حديث خاص إلى "بيروت تايمز"، أن زيارة الموفد الأميركي توماس براك إلى لبنان تكتسب أهمية كبيرة في هذا التوقيت، لكنها اتسمت بالغموض نتيجة التناقضات التي رافقت تصريحاته، والتي حملت إشارات متباينة حول مستقبل العلاقات الدولية تجاه لبنان. وأوضح العريضي، استنادًا إلى معلومات استقاها من مصادر متعددة، أن براك خلال لقاء خاص ضم شخصيات سياسية لبنانية، نقل رسالة تفيد بأن لبنان أمام فرصة ذهبية يجب التقاطها، وإلا فإن الدعم الخليجي سيوضع موضع مراجعة، وقد تُقدم إسرائيل على تنفيذ عدوان واسع على لبنان، في ظل تخبط الساحة السياسية وتعثر الإصلاحات.
وأضاف أن هذه التحذيرات تعكس تصاعد الضغط الدولي على لبنان، وأن الرسالة الأميركية تحمل أبعادًا تتجاوز السياسة التقليدية، لتدخل في إطار الدبلوماسية المالية وربط الاستقرار بالإصلاحات الفعلية. وأشاد براك، وفقًا لما نُقل عنه، بالدور الوطني الذي يؤديه الجيش اللبناني في ظل الأزمات المتلاحقة، مشيرًا إلى صموده وثباته كعامل توازن داخلي. وتمنى أن يعود لبنان إلى زمن الازدهار الذي عرفه في مراحل السلام، معتبرًا أن الظروف الراهنة تستدعي التغيير العاجل واستعادة الثقة الإقليمية والدولية.
وفي قراءة شخصية، رأى العريضي أن براك يمثل مقاربة جديدة من الإدارة الأميركية، تجمع بين الاقتصاد والسياسة في التعامل مع الملفات الحساسة، وتكشف عن إعادة نظر استراتيجية في موقع لبنان ضمن الخارطة الإقليمية، ولا سيما مع تصاعد التوتر في الجنوب السوري وتحديدًا في السويداء، ما قد ينعكس مباشرة على التوازنات اللبنانية. وختم بالقول إن أي تفكك في تلك المنطقة قد يربك الداخل اللبناني ويعيد رسم مسارات النفوذ الإقليمي، داعيًا إلى ضرورة التحلي بالوعي الوطني والبدء بمسار إصلاحي حقيقي يحفظ الاستقرار ويعيد للبنان مكانته.
وإلى تفاصيل الحوار
- كيف تقرأ نتائج زيارة الموفد الأميركي توماس براك الى لبنان؟
- لا شكّ أن زيارة الموفد الأميركي توماس براك الى لبنان، كانت في غاية الأهمية، لكنها بقيت مشكولة، وبمعنى أوضح يكتنفها الغموض نظراً لتناقض المواقف التي أشار أو تطرق اليها الموفد الأميركي اللبناني الأصل، وعلى هذه الخلفية فإن مواقفه تفاوتت بين مقر وآخر، ووفق المعلومات التي استقيتها من مراجع كثيرة، اذ قال لمن التقاهم في عشاء خاص أنه أمام لبنان فرصة ذهبية عليه التقاطها والا هناك تحفظ خليجي على دعمه، وبالتالي ان اسرائيل ستتصرف وستشن عدواناً كبيراً على لبنان، وهذه فرصة لن تتكرر وصولاً الى ضرورة الاسراع في العملية الاصلاحية وأثنى على الجيش اللبناني ودوره، وتذكر الزمن الجميل وتمنى أن يعود في وقت ليس ببعيد.
- هل تعتقد أن هناك عدواناً اسرائلياً قريباً على لبنان بعد كلام براك؟
- باعتقادي قال ذلك من أجل الضغوطات وفي إطار المناورات السياسية، وان حزب الله يمارس الأمر عينه ولم يقل للرئيس بري أنه سيسلم سلاحه، لكن رئيس المجلس نقل كلاماً واضحاً للموفد الأميركي، عندما قال أن الحزب يسلم سلاحه، لكن يجب أن يكون هناك وقف للعمليات العسكرية الاسرائيلية ووقف عمليات الإغتيال، الى ورشة اعمار وبالتالي الحزب يريد أن يقول لبيئته الحاضنة وجمهوره، أنه لم يستسلم بالمفاوضات بل حقق مكاسب، لذا يمكنني القول أنه خلال أسبوعين تتبلور زيارة براك وعندها يُبنى على الشيئ مقتضاه.
- كيف تفسر التحفظ الخليجي على دعم لبنان؟
- هنا لا بد من التوقف والاشارة الى ما قاله رجل الأعمال الاماراتي الشيخ خلف أحمد الحبتور الذي يحب ويقدر اللبنانيين، فهو شخصية مثقفة وأديب وعلى بينة من كل أوضاع لبنان والمنطقة وعلى المستوى الدولي، فقال كلمته من محبته للبنان بأن ليس هناك من دولة، وهناك تساؤلات من قبله حول البطء في عمليات الإصلاح وبناء الدولة والخروج عن الشرعية من أطراف كثيرة، من هذا المنطلق ان رجل الأعمال الاماراتي الشيخ خلف احمد الحبتور كان واضحاً، وتبين ذلك من خلال مجريات التطورات والأحداث في لبنان والمنطقة أن الرجل كان محقاً، لذا ان دول الخليج لن تساعد لبنان على الاطلاق الا بعد أن يكون هناك دولة مركزية وسلاح واحد هو سلاح الجيش اللبناني، وبمعنى آخر أن يسلم حزب الله سلاحه.
- ماذا عن أحداث السويداء، وتداعياتها على الداخل اللبناني؟
- بصراحة انها أحداث مؤسفة، لكن كان هناك عقلاء وحكماء في لبنان كي لا تنسحب هذه الأحداث على الداخل اللبناني، وهنا أُثمّن بعض المواقف التي كان لها دورها ووقعها، خصوصاً ما أشار اليه نائب طرابلس الأستاذ إيهاب مطر عندما تحدث عن الدولة والشرعية والجيش والدولة المركزية في سوريا الممثلة بالرئيس أحمد الشرع، وضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية في لبنان بين سائر المكونات، وعلى البعض ان لا يتذرع بسلاحه على خلفية هذه الأحداث، وصولاً الى مواقف كثيرة حصلت لا سيما ما أشار اليه أكثر من نائب ومرجعية سياسية في هذا الإطار، مما يحصّن الداخل اللبناني في ظل هذه الظروف التي نشهدها راهناً.
- كيف يقرأ العريضي الإصلاحات التي تحصل من قبل الحكومة، وخصوصاً مكافحة الفساد بعد رفع الحصانة عن بعض الوزراء السابقين؟
- لا شك، ما قامت به الحكومة من خلال العملية الإصلاحية، أي حكومة الرئيس نواف سلام أمر مهم جداً خصوصاً الدور الذي يضطلع به وزير الأشغال والنقل الأستاذ فايز رسامني الذي لعب دوراً أساسياً في تطوير المطار على مختلف الأصعدة ، وأكد على متانة العلاقة بين لبنان ودولة الامارات العربية المتحدة بعد زيارة وفد اماراتي الى المطار، وهذه العلاقة التاريخية وصولاً الى ما يقوم به في صيانة الطرق والتزفيت في بعض المناطق اللبنانية بعيداً عن أي منحى طائفي وسياسي، ويمكن القول ان الوزير رسامني يقوم بدور هو الأبرز على صعيد الوزراء في سائر الحكومات السابقة، وهذا يسجل له بعيداً عن أي ضجيج سياسي واعلامي. أما بالنسبة لمكافحة الفساد، فأتمنى أن يستكمل القضاء هذه الخطوات، وأن يلعب المجلس النيابي دوراً متقدماً، وألا يكون هناك استنسابية بل أن تكون المحاسبة شاملة من الجميع.
- هل انتهى موسم الاصطياف، وماذا عن دور البلديات المنتخبة؟
-لا شك أن الأحداث في سوريا لعبت دورها، لكن الصيف واعداً بدليل حركة المطار وعودة لبنان الى الحضن الخليجي، فيما المغتربين اللبنانيين يشكلون حركة لافتة وبالأمس القريب كان هناك جولة اعلامية في الباروك حيث أطلع رئيس بلديتها الدكتور فادي محمود الاعلام الداخلي والخارجي على السياحة الدينية والثقافية وكل ما تختزنه البلدة من مقومات السياحة والتعايش، فيما البلديات المنتخبة تقوم بدورها على أكمل وجه خصوصاً رئيس بلدية الحازمية جان الأسمر، حيث تحولت هذه البلدة الى محطة دائمة على المستوى السياحي ومن ثم تفاعل الحركة العقارية والأمن والاستقرار بفعل رعاية الأسمر ودوره وحضوره صعوداً الى بشامون حيث يقوم رئيس بلديتها الأستاذ عزت عيد بدور كبير انمائي الى الأمن والاستقرار واحتضان المغتربين الذين هم تاريخياً عصب بشامون ولبنان، ما ينسحب على معظم البلديات.
Comments