بيروت - دمشق - الرياض متابعة جورج ديب
في خطوة تعكس تصاعد الاهتمام الخليجي بالحفاظ على الاستقرار الإقليمي، عُقد في العاصمة السعودية الرياض اجتماع أمني رفيع جمع مدير المخابرات في الجيش اللبناني، العميد طوني قهوجي، ونظيره السوري اللواء حسين السلامة، برعاية مباشرة من وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، وبمشاركة الأمير يزيد بن فرحان.
ناقش المجتمعون ملفات أمنية حساسة تتعلق بضبط الحدود اللبنانية–السورية ومنع انتقال التوترات بين الجانبين، مع تركيز خاص على تداعيات أحداث السويداء وملف الموقوفين الإسلاميين. وتم الاتفاق على تفعيل آليات المراقبة الحدودية وتبادل المعلومات الاستخباراتية بشكل دوري، بما يعزز التنسيق الأمني واحتواء التوترات قبل تفاقمها.
ووصِف الاجتماع بأنه "مطوّل وناجح جداً"، حيث ناقش هواجس الطرفين بعمق، وتم التأكيد على استمرار التنسيق في مختلف الملفات، لا سيما تلك التي تم الاتفاق عليها سابقاً ضمن إطار اتفاق جدة الأمني، الذي لا تزال بعض بنوده معلّقة التنفيذ.
السعودية - هندسة أمنية أم إعادة تموضع إقليمي؟
يحمل هذا اللقاء دلالات استراتيجية تشير إلى سعي المملكة العربية السعودية لاستعادة دور الوسيط الفاعل في الملفات الشائكة بين بيروت ودمشق. ففي ظل انكفاء أمريكي وتغلغل نفوذ إيراني–روسي في الساحة السورية، تتحرك الرياض في محاولة لضبط التصدعات الأمنية قبل اتساعها، خصوصاً مع ما يحمله لبنان من هشاشة سياسية وتداخل حزبي على معابر غير شرعية.
على الصعيد اللبناني، يُبرز هذا التنسيق العسكري الدور المتنامي للمؤسسة الأمنية في غياب سلطة مركزية قادرة على ضبط الحدود والسيطرة على مناطق النفوذ. أما من الجانب السوري، فهو محاولة لكسر العزلة الإقليمية وتقديم إشارات انفتاح نحو محيطه العربي.
ويبقى السؤال الأبرز: هل يُشكّل هذا الاجتماع بداية لتحوّل جدي في التنسيق الأمني، أم أنه مجرد رد فعل مؤقت على ملفات متفجرة كالسويداء والموقوفين الإسلاميين؟ الإجابة تتوقف على مدى قدرة الأطراف على تحويل الوعود إلى آليات تنفيذية مستدامة.
Comments