07/31/2025 - 17:35 PM
موسكو ، دمسق - استقبل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، نظيره السوري أسعد حسن الشيباني في موسكو الخميس، في أول لقاء رسمي بينهما منذ الإطاحة بنظام الرئيس السوري الأسبق، بشار الأسد.
وخلال جلسة العمل، عبّر لافروف عن رغبة بلاده بدعوة الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع إلى موسكو للمشاركة في القمة الروسية–العربية المقررة في أكتوبر المقبل، مشدداً على عزم روسيا على تعزيز أواصر التعاون مع سوريا على مختلف الصعد.
واتفق الوزيران على إقامة مستشفى ميداني في السويداء لتقديم الدعم الطبي، وعبرت روسيا عن استعدادها لمساندة دمشق في مواجهة التحديات الراهنة. كما أشار لافروف إلى الخطوات التي اتخذتها الحكومة السورية لضمان أمن الدبلوماسيين الروس في البلاد، معلناً عن دعم موسكو لحوار وطني شامل يضم كافة الأطياف والمكونات السورية.
ورأى وزير الخارجية الروسي أن الإجراءات الإصلاحية التي أعلنها الرئيس الشرع تمهّد الطريق لحلّ الأزمة السورية، مؤكداً دعم بلاده لوحدة وسلامة أراضيها ورفض استخدام الأراضي السورية كساحة لتسوية الحسابات بين دول أخرى. وعبر عن التزامه بمواصلة اللقاءات الثنائية وعقد مباحثات على مستويات متعددة، مشدداً كذلك على ضرورة رفع جميع عقوبات “قياسية” عن الشعب السوري. كما طرح لافروف مساعدة روسيا في التوصل إلى تفاهم بين دمشق والكرد.
من جانبه أكّد الشيباني حرص سوريا على فتح صفحة جديدة مع روسيا تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون، داعياً موسكو إلى دعم مسار العدالة الانتقالية والاعتراف بتضحيات وآلام الشعب السوري. ولفت إلى أنّ استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يمنع تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار، معتبراً أن هذه العمليات تزيد من معاناة المدنيين وتعقّد الأوضاع في السويداء. وشدد على مسؤولية الدولة السورية وحدها عن حماية الأقليات داخل البلاد، منوّها إلى أن الحكومة ليست لديها نية لاستهداف الدروز كما ادّعت إسرائيل.
وأضاف الشيباني أن سوريا تستعيد مكانتها الدولية عبر شراكات متنوّعة، ورأى في الحوار مع روسيا خطوة استراتيجية للحفاظ على سيادتها، مشيراً إلى أن دمشق بدأت صفحة جديدة في العلاقات الروسية–السورية بشروط جديدة. وجدد التأكيد على أن الحرب أنهكت سوريا، وأن الوقت حان لتجميع شمل السوريين داخل البلاد وخارجها، موضحاً أن بلاده لا تشكل تهديداً لإسرائيل ولا تعتزم شن أي هجوم عليها، ومعبّراً عن قلقه من الجهات التي لا ترغب باستقرار سوريا.
تأتي هذه الزيارة في إطار سعي الإدارة السورية الجديدة إلى طمأنة الدول العربية والغربية بأن سوريا ستتسع لكافة أطياف شعبها، وستستعيد علاقاتها الدبلوماسية دون أن تُشكّل مصدر إزعاج لأي طرف. وفي المقابل فإن لروسيا، التي طالما دعمت نظام الأسد السابق، مصالح استراتيجية في سوريا، أبرزها قواعدها العسكرية المنتشرة على الأرض.
المصدر: العربية وكالات
Comments