النائب الدكتور فادي كرم لـ "بيروت تايمز"
على الحكومة ان تتخذ قرارات جريئة وأن تحدد الخط الزمني السريع في حصرية السلاح وكل أنواع الأسلحة
انعقاد جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل مهمة جدا والا سيكون لبنان أمام وضع خطير جدًا
هناك انفتاحاً عربياً واضحاً على لبنان لكنه مرتبط بشروط صندوق النقد الدولي، إلى جانب التأكيد الرسمي لحصرية السلاح
بيروت - مجلس النواب - اجرت الحوار منى حسن - بيروت تايمز
الدكتور فادي كرم هو نائب في مجلس النواب اللبناني عن المقعد الأرثوذكسي في قضاء الكورة، وعضو في تكتل "الجمهورية القوية" التابع لحزب القوات اللبنانية، تميز بمسيرة مهنية ونقابية حافلة، إلى جانب نشاطه السياسي والبيئي.
ولد كرم في بلدة أميون شمال لبنان عام 1961، وتخرج جراحًا في طب الأسنان من جامعة كلوج نابوكا في رومانيا عام 1986. انتسب إلى نقابة أطباء الأسنان في طرابلس عام 1987، وترأسها بين عامي 2005 و2008، قبل أن يتولى رئاسة اتحاد نقابات المهن الحرة عام 2008.
في عام 2012، دخل المعترك النيابي بعد ترشيحه من حزب القوات اللبنانية، وانتُخب نائبًا عن الكورة، ليصبح عضوًا في لجنة الدفاع والداخلية والبلديات، ولجنة الشؤون الخارجية. كما شغل منصب أمين سر تكتل "الجمهورية القوية" بين عامي 2018 و 2022.
أكد النائب الدكتور فادي كرم، في لقائه الخاص مع لـ بيروت تايمز، أن لبنان قد يواجه حربًا ومواجهات داخلية في حال استمرار انتشار السلاح خارج إطار الدولة، مشددًا على أن "حصر السلاح بيد المؤسسات الشرعية هو السبيل الوحيد لتفادي الانفجار".
وقال كرم إن "جلسة مجلس الوزراء المقررة يوم الثلاثاء المقبل تُعد محطة بالغة الأهمية، ويُفترض أن يشارك فيها جميع الوزراء، لأنها تشكل الأساس الذي ستُبنى عليه خطوات عملية لسحب السلاح غير الشرعي. وعلى الوزراء أن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية، وإلا فإن لبنان سيكون أمام مرحلة شديدة الخطورة".
وأضاف: "كل الاحتمالات تبقى واردة في ظل غياب الدولة. وكما أن حزب الله يُعد فصيلًا مسلحًا، فإن ظهور فصائل مسلحة أخرى ليس مستبعدًا، إذ إن التنظيمات غير الشرعية تستند إلى مبررات بعضها البعض، ما يكرّس منطق الفوضى ويقوّض هيبة الدولة".
الدكتور فادي كرم ومراسلة بيروت تايمز في لبنان منى حسن
وإلى تفاصيل الحوار :
■ بيروت تايمز: كل الانظار تتجه الى جلسة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء المقبل، فهل تكون الحكومة حاسمة باتخاذ قرار يتعلق بحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية؟
- انعقاد جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل مهمة جدًا ومن المفترض أن يحضرها جميع الوزراء وهي الأساس الذي سيبنى عليه فيما يتعلق بعملية سحب السلاح . لذلك على جميع الوزراء أن يحضروا ويتحملوا المسؤولية في القرارات الداخلية والا سيكون لبنان أمام وضع خطير جدا .
■ بيروت تايمز: ماذا تعني بالوضع الخطير؟
- يعني من الممكن ان نذهب إلى حرب ومواجهات.
■ بيروت تايمز: هل يمكن أن يحصل شيء بالداخل اللبناني مثل حرب الاهلية ؟
- كل الاحتمالات واردة طالما ما في "دولة ضاغطة" ..و"مثل ما حزب الله هو فصيل مسلح "يمكن أن نرى فصيل مسلح آخر من كل المنظمات الغير الشرعية تأخذ حجج من بعضها البعض.
■ بيروت تايمز: كيف ترى المرحلة المقبلة هل هي ضبابية ?
- المرحلة المقبلة هي ليست ضبابية، فأنا أن نذهب بشكل سريع إلى بناء دولة وبناء السيادة اللبنانية وهذا الامر يكون علاج تقليدي وطبيعي وجيد للمريض الذي اسمه "الدولة اللبنانية" واما ان نذهب إلى غرفة العمليات وهي تعني "الحرب ومخاض صعب" ومن بعدها سسينطلق لبنان لأنني أرى أن مستقبل لبنان جيد جدا
■ بيروت تايمز: براي سعادنكم ما هي نوعية الجمود الذي تحدث عنه باراك ؟
- الجمود الذي يتكلّم عنه برّاك اصعب بكثير على الشعب اللبناني من الحرب.انه جمود اقتصادي واصلاحي،وعزل للبنان عن المجتمع الدولي، وانهيار اكبر في مستوى الحياة في لبنان.انه حرب على لبنان من دون تكلفة على اسرائيل.المشكل الاساسي ان المُعني بامر السلاح لا يأبه بالشعب، والمسؤول لا يُبادر
■ بيروت تايمز: كيف قرأتم الانفتاح العربي على لبنان؟
- هناك انفتاح عربي واضحاً على لبنان لكنه مرتبط بشروط صندوق النقد الدولي، إلى جانب التأكيد الرسمي لحصرية السلاح ما يعد شرطا أساسيا لضمان بيئة مستقرة للاستثمار، وبالتالي فإن أي استفادة اقتصادية للبنان غير ممكنة من دون حل القضايا الأمنية والسياسية”.
■ بيروت تايمز: نفهم من كلامكم أن ليس هناك أي دعم للبنان من دون حصر السلاح
- أي دعم لن يُقدّم للبنان من دون ضمانات حقيقية لإنهاء ثنائية السلاح، وأن استمرار حزب الله ومحور الممانعة في السيطرة على الدولة يعرقل التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وأن التزام الحكومة اللبنانية باتفاقية وقف إطلاق النار هو الأساس لعودة المجتمع الدولي لدعم لبنان”. وان معالجة الأزمة الأمنية تبدأ بحصر السلاح بيد الدولة مع التركيز على برامج تسليم السلاح الفلسطيني من كل المخيمات”.
■ بيروت تايمز: هل لبنان لا يزال منصة للحسابات الإقليمية؟
- طالما بعد ما استتب موضوع إعادة بناء السيادة اللبنانية والسلطة اللبنانية وحصر السلاح وطالما لا يوجد قناعة من فريق لبناني إن يسهل الأمور للدولة اللبنانية ويريد أن يبقي لبنان منصة للحسابات الإقليمية نحن معرضين إلى الكثير من الأخطار من كل الجبهات وعلى كل الخطوط حتى الأخطار بالداخل اللبناني.
■ بيروت تايمز: كيف قرأتم خطاب الشيخ نعيم قاسم ؟
- في حديثه لـ بيروت تايمز، علّق النائب الدكتور فادي كرم على خطاب نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الذي لوّح بالمواجهة العسكرية، معتبرًا أن "المنهزم والمنازع هو من يهدد الدولة اللبنانية باستخدام سلاحه، ويهدد الشعب اللبناني بالفوضى".
وقال كرم: "تهديد الشيخ نعيم قاسم للبنانيين هو بحد ذاته سبب كافٍ يدفع الدولة إلى نزع سلاحه. فلتكن جلسة مجلس الوزراء في 5 آب محطة انطلاق لمسيرة الإنقاذ الوطني".
ودعا الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ قرارات جريئة، ووضع جدول زمني سريع لحصر السلاح بجميع أنواعه بيد الدولة، وسحب الأسلحة من كافة التنظيمات غير الشرعية المنتشرة على الأراضي اللبنانية. وأضاف: "إذا لم تُتخذ هذه الخطوة، فإن لبنان سيكون معرضًا لمخاطر جسيمة، لكن ذلك لا يعني أننا أمام حرب إسرائيلية، فحزب الله لا يستطيع أن يواجه الدولة، ولا أحد يستطيع ذلك".
وأكد كرم أن الدولة اللبنانية قادرة، بحكمة وجرأة، على وضع يدها على كل السلاح غير الشرعي، مشددًا على أن "التمسك بالسلاح الفئوي يُبقي لبنان بكل فئاته تحت الخطر، ويُضعف المنطقة بأكملها باستثناء إسرائيل".
إن التمسك بالسلاح خارج إطار الدولة لم يعد يُقنع أحدًا، لا داخليًا ولا دوليًا. والمواجهة الحقيقية اليوم ليست مع الخارج، بل مع من يصرّ على إبقاء لبنان في حالة اللااستقرار. لذلك، فإن الطريق إلى الإنقاذ يبدأ من قرار سيادي واضح: لا سلاح إلا سلاح الدولة، ولا شرعية إلا شرعية المؤسسات.
وختم بالقول: "ندعو الشيخ نعيم قاسم إلى تسليم سلاحه للدولة اللبنانية، فهي الضمانة الوحيدة لجميع اللبنانيين. أما الإصرار على مشروع السلاح الفئوي، فهو طريق إلى الدمار والانقسام".
Comments