تهنئة من القلب بمناسبة صدور الرواية الجديدة للروائي عادل صوما
بكل فخر وامتنان، نبارك للروائي المبدع عادل صوما صدور روايته الجديدة، التي تنضم إلى رصيد أدبي غنيّ ومضيء، يشهد له القارئ والنّاقد على حدّ سواء. إنها لحظة تستحق الاحتفاء، لا لأنها فقط ولادة عمل جديد، بل لأنها امتداد لمسيرة فكرية وإنسانية تُنير دروب الأدب العربي المعاصر.
في زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات وتقلّ فيه الرؤى، يطلّ علينا المبدع عادل صوما برواية تحمل بصمته الخاصة: "منشية الإسكندرية"، وهي متوفرة بطبعة إلكترونية فقط، على موقع "آمازون" بدءاً من تاريخ إصدارها في منتصف يوليو 2025.
روايته الجديدة ليست مجرد سرد، بل هي مرآة للواقع، ونداءٌ للروح، وتأملٌ في الإنسان والهوية والذاكرة. هي عمقٌ في المعالجة، صدقٌ في التعبير، وجرأةٌ في الطرح.
نهنّئه من القلب، وننتظر بشغف أن نغوص في عوالمه الجديدة، وأن نكتشف ما تخبئه الصفحات من جمالٍ ودهشةٍ وصدق.
ألف مبروك،
ادارة التحرير في صحيفة بيروت تايمز
الرواية تحكي للقارئ تفصيلًا تقع في المدّة ما بين أواخر القرن التاسع عشر حتى الربع الأخير من القرن العشرين، وتتناول أهم ملامح تعددية مصر وعيش الجاليات المتمصرة، التي أوجدها حكم محمد علي باشا وسلالته، وبدأت تختفي تدريجيًا بعد انقلاب يوليو 1952 خطوة بخطوة.
الرواية بدأت من خلال قصة فتاة لبنانية ريفية هربت من جبل لبنان إلى الإسكندرية، أثناء المجاعة التي حدثت في العقد الثاني من القرن العشرين، وتتسلسل الأحداث منذ وصول ليّا، وهو اسم الفتاة، واستقرارها في مصر، ثم زواجها من متجنس من أصول لبنانية، حتى اضطر ابنهما إلى الهجرة إلى لبنان، بعد التضييقات التي حدثت للجاليات التي اكتسبت الجنسية المصرية، ما أدى لاحقاً إلى اختفاء هذه الظاهرة الفريدة التي لم تحدث في أي دولة في الشرق الأوسط، وهي منح الجنسية لقادمين من دول أخرى.
الرواية مشوّقة وتقدم تجربة أدبية عميقة وفريدة، هي شعور الجيل الثاني بالاغتراب عندما تضطره الظروف للعودة إلى موطن عائلته!
هكذا حدث ليوسف إحدى شخصيات الرواية وغيره من المتمصرين، بعدما هاجروا من الإسكندرية المدينة الكوزموبوليتيه التي كانت احدى شخصيات الرواية أيضًا.
الإسكندرية التي كانت تستقبل الأجانب الذين أصبحوا في ما بعد مواطنين يمثلون الوجه التعددي والثقافي للمدينة، التي عاشت فيها كل الطوائف والأديان بما فيها الجالية اليهودية، وكان واحد منها من شخصيات الرواية الرئيسة.
الحب والصداقة، والفراق بالموت أو بسبب تقاطعات الحياة، تحدي مواجهة الظروف، أجواء مجاعة لبنان، اقتراب إرڤن رومل من الإسكندرية، مجتمع الجاليات المتمصرة، عشق المكان، الهجرة القصرية، شعور الإغتراب في بلد الأجداد، ذكريات كوزموبوليتية الإسكندرية التي لم تفارق الجاليات التي هاجرت منها، بدايات حروب لبنان سنة 1975، هي التنويعات التي تناولها عادل صوما في أحدث رواياته، وكانت مواقع أحداثها ما بين الإسكندرية وبيروت.
في هذه الرواية، يتجلى أسلوب الروائي المميز الذي يتسم بـالوصف العميق، والجملة القصيرة المترعة بالمعاني والاسقاطات، ومحبة المكان، والحوار الواقعي المرّكز، وذكر أسماء بعض الشخصيات التاريخية كما هي واختلاطها بحبكة الرواية، إما فعلياً أو بذكر انجازاتهم، ما يخلق أجواء التشويق التي تأخذ القارئ من صفحة لأخرى، وتتركه في نهاية الرواية أمام تساؤلات في مواجهة ما يبدو كأنه عذاب يرافق الإنسان الشرق أوسطي أينما حل.
كانت خبرة عادل صوما في حياته بلبنان ومصر وإيطاليا وأميركا واضحة في نقل معاناة وآمال شخصيات أحدث رواياته، وقد صدر له في طبعات ورقية وألكترونية روايات منها "لبنانيون في المنسى"، و"الجسر القديم" و "أغنية الفصول" و"عواصم السماء" التي صدرت في أميركا تحت اسم "عواصم الله" و"بنادق صغيرة" و"أمام العرش مرة ثانية" و"موال الهوى" و"إحداثيات خطوط الكف".
يُذكر أن عادل صوما من الكتاب الصحافيين أيضًا، وله خبرة في كبرى الصحف اللبنانية مثل "الأنوار" و"الديار"، كما عمل في مجال التلفزيون في "راديو وتلفزيون العرب"، وهو من كتّاب "بيروت تايمز" في طبعتها الورقية والإلكترونية.
ستصدر رواية "منشية الإسكندرية" باللغة الانجليزية أيضًا تحت اسم Alexandria downtown-The Small Manshiyya وستكون متوفرة على منصة "آمازون".
Comments