مصادر سياسية رفيعة المستوى لـ "بيروت تايمز"
الرئيس جوزاف عون يبذل جهوداً بملف حصرية السلاح وسط "توازنات دقيقة" تحكم العلاقة مع الحزب منذ تصويته له في الانتخابات الرئاسية بعد دعم طويل لفرنجية
مصادر سياسية لـ "بيروت تايمز"
البحث بـ "الورقة الأميركية"، تدخل البلاد مجدداً في مسار سياسي ودستوري دقيق، تتقاطع فيه الضغوط الخارجية مع التوازنات الداخلية الهشّة
مصادر دبلوماسية اميركية اكدت لـ "بيروت تايمز"
ان الدبلوماسيّة الأميركيّة مرتاحة الى نتائج جلسة مجلس الوزراء وهم تابعوا مجريات جلسة مجلس الوزراء
بيروت - منى حسن - بيروت تايمز
عشية الجلسة المرتقبة لمجلس الوزراء غدا الخميس والمخصّصة لاستكمال البحث فيما بات يعرف بـ "الورقة الأميركية"، تدخل البلاد مجدداً في مسار سياسي ودستوري دقيق، تتقاطع فيه الضغوط الخارجية مع التوازنات الداخلية الهشّة. ففي الوقت الذي قرّر فيه مجلس الوزراء تكليف قيادة الجيش بوضع خِطَّة تنفيذية لحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام، بدا واضحًا أن المسألة تتجاوز مجرّد إجراء إداري، لتلامس جوهر الصراع السياسي حول مفهوم السيادة، والاحتكار الشرعي للسلاح، ودور المقاومة في معادلة الدفاع الوطني.
وبينما شكلت جلسة مجلس الوزراء أمس مؤشراً إلى ما قد يشهده الخميس من انقسامات، حيث انسحب الوزيران تمارا الزين وركان ناصر الدين اعتراضا على آلية التصويت المتعلقة بتحديد مهل زمنية لحصر السلاح، وهو ما جعل مشاركة الثنائي الشيعي في الجلسة المقبلة موضع تشاور مفتوح، حرص رئيس الحكومة نواف سلام على تأكيد التزام حكومته بما ورد في بيانها الوزاري، خصوصاً فيما يتعلق بأمن البلاد وتنفيذ القرار الدولي 1701 بالكامل. وقد عرض المجلس مضمون الورقة التي قدمتها الولايات المتحدة عبر موفدها توم براك، إلى جانب التعديلات التي طلب إدخالها من لبنان الرسمي.
هاني: حصر السلاح من ركائز البيان الوزاري والحكومة تتجه نحو اتخاذ قرار رسمي بهذا الشأن
أوضح وزير الزراعة الدكتور نزار هاني في حديث لإذاعة "سبوتنيك"، أن "لا جديد أو مفاجآت في جلسة مجلس الوزراء التي عقدت أمس وتستكمل غدا، إذ يأتي كل ما يناقش في سياق النقاش الوطني المستمر منذ أشهر، وبدعم من الدول الشقيقة للبنان"، مشيرا إلى أن "الحكومة تتجه نحو اتخاذ قرار رسمي بهذا الشأن".
وعن خروج وزيري "أمل" و"حزب الله" من الجلسة وإمكانية حدوث مواجهة في جلسة الغد، قال هاني: "النقاش في جلسة الأمس كان هادئا وإيجابيا، ولم يشهد أي مواجهة".
أضاف: "انسحاب الوزيرين في نهاية الجلسة جاء للتعبير عن ضرورة استكمال النقاش وتأجيل اتخاذ أي قرار إلى جلسة الغد، لا كاعتراض على ما جرى".
وأشار إلى أن "النقاش سيستكمل حول عدد من البنود، من بينها: الانسحاب الإسرائيلي، تحرير الأسرى، وقف الاعتداءات الإسرائيلية، دعم الجيش، وإعادة الإعمار، وذلك وفق ورقة العمل التي تعتمدها الحكومة والواردة بوضوح في البيان الوزاري"، مشددا على أن "هذه البنود تستوجب جهدا دبلوماسيا منسقا مع أصدقاء لبنان في الدول العربية والأجنبية".
وردا على اتهام الحكومة بالانقلاب على اتفاق الطائف، شدد هاني على أن "مهمة الحكومة هي تنفيذ القرار الوزاري، وهو ما التزم به كل الأطراف أمام الشعب اللبناني"، مؤكدا أن "البيان الوزاري واضح، ولا يتضمن أي قرارات مفاجئة أو خارجة عنه".
وأشار هاني الى أن "مسألة حصر السلاح تُعد من ركائز البيان الوزاري وأسس هذه المرحلة"، آملا أن يكون "النقاش إيجابيا، بما يُسهم في إخراج لبنان من عنق الزجاجة، والتقدم نحو مرحلة من التعافي والتطور، بدلا من المراوحة التي أسهمت في الانهيار الاقتصادي وتراجع الاستقرار الاجتماعي".
ارتياح أميركي مشروط بنتائج الجلسة... والحكومة تدرس حسم ملف السلاح وسط اعتراضات حزب الله على الطرح الأميركي
أكدت مصادر دبلوماسية أميركية لمراسلة "بيروت تايمز" أن الإدارة الأميركية مرتاحة إلى نتائج جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، مشيرة إلى أنها تابعت عن كثب مجريات الجلسة وتواصلت قبلها وبعدها مع جهات سياسية مطلعة على تفاصيل المواقف المطروحة.
وكشفت المصادر أن الطرح الأميركي المتداول يشمل مطالب مباشرة بنزع سلاح حزب الله خلال مهلة ثلاثين يومًا، بما في ذلك القنابل اليدوية وقذائف الهاون، إضافة إلى تقليص القدرة العسكرية للمقاومة بنسبة تُقدّر بـ50%. ويأتي ذلك ضمن مقترح مرحلي يتضمن انسحابًا إسرائيليًا من خمس نقاط حدودية، يعقبه تسليم للأسرى خلال شهرين أو ثلاثة.
في المقابل، عبّر حزب الله عن رفضه لهذا المسار، معتبرًا إياه محاولة مكشوفة لتجريد لبنان من عناصر قوته مقابل وعود غير مضمونة، تخدم حصريًا الأمن الإسرائيلي. وفي هذا السياق، رأى الشيخ نعيم قاسم أن الولايات المتحدة لم تعد تلعب دور الوسيط، بل باتت "عرّابة مشروع إضعاف لبنان"، على حد تعبيره.
الرئيس جوزاف عون
اكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى لـ "بيروت تايمز" ان الرئيس جوزاف عون يبذل جهودًا بملف حصرية السلاح وسط «توازنات دقيقة» تحكم العلاقة مع الحزب منذ تصويته له في الانتخابات الرئاسية بعد دعم طويل لفرنجية، وان الرئيس عون يقف ما بين التجاوب مع المطالب الدولية بتسليم السلاح شمالي الليطاني لتفادي حرب جديدة، والسعي لتنفيذ ذلك بتفاهمات داخلية مع «حزب الله» لتجنب اقتتال داخلي.
خطاب نعيم قاسم
مصادر سياسية اكدت ل "بيروت تايمز "أن التحذير الضمني الذي حملته عبارات الشيخ قاسم، يشير، يشير إلى أنه إذا كان وجود المقاومة مستنداً إلى معادلة داخلية تعكس توازنات طائفية ووطنية دقيقة، فإن المسّ بها سيفتح الباب، إلى إعادة النظر في كامل البنية الميثاقية التي يقوم عليها النظام اللبناني. وسبق أن طرحت في بعض الكواليس فكرة تقضي باستبدال الذراع العسكرية للحزب بضمانات سياسية راسخة داخل الدولة، تكرس موقع الحزب كمكون أساسي في السلطة والقرار، من دون الحاجة إلى ذراع عسكري مستقل.
وعليه، ربما تكون الإشارة الأخطر في كل الخطاب ما لم يقل صراحة، بل فهم ضمنياً: إذا كانت المقاومة ميثاقية، فإن نزعها من دون توافق يعني المس بميثاق الطائف نفسه، ويفتح النقاش حول مجمل أحجام المكونات في البلد. ووفق مصادر سياسية فإن ما يطرح اليوم لا يتعلق فقط بمستقبل سلاح الحزب، بل يمس جوهر التوازنات السياسية والدستورية.
ما بين التجاوب مع المطالب الدولية بتسليم السلاح شمالي الليطاني لتفادي حرب جديدة، والسعي لتنفيذ ذلك بتفاهمات داخلية مع «حزب الله» لتجنب اقتتال داخلي، يبذل جوزيف عون جهوداً بملف حصرية السلاح وسط «توازنات دقيقة» تحكم العلاقة مع الحزب منذ تصويته له في الانتخابات الرئاسية.
الصدام الداخلي
الحكومة وضعت البلاد عمليًا على سكة الصدام الداخلي، وإن كان التنفيذ مؤجلًا إلى إشعار آخر. القرار بحد ذاته لا يغيّر الواقع، لكنه يفتح بابًا لتغييرات قد تطرأ تبعًا لتطورات إقليمية، قد تدفع الأطراف المعنية إلى إعادة تقييم مواقفها.
وبحسب مصادر، سياسية لمراسلة "بيروت تايمز "، ما حصل ليس سوى خطوة رمزية تحمل في طيّاتها إشارات كثيرة، لكنها تفتقر إلى الآليات الحقيقية للتنفيذ، وتبقى رهينة لعبة الوقت والتوازنات الدقيقة التي تحكم المشهد اللبناني. "حزب الله" يشعر بأن استهدافه بات رسميًا، والحكومة تلوّح بمسار لا تملك أدواته، فيما الجيش يقف بين النيات والوقائع، في انتظار ما ستؤول إليه الأيام المقبلة.
Comments