بيروت - بيروت تايمز - متابعة جورج ديب
في زيارة تحمل دلالات سياسية ودبلوماسية، التقى عضو الكونغرس الأميركي داريل عيسى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا، بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون ونائب رئيس مجموعة "تاسك فورس فور ليبانون" نجاد فارس، حيث أكد دعم الولايات المتحدة الكامل للحكومة اللبنانية في جهودها الرامية إلى ترسيخ السلام والاستقرار الداخلي.
وشدد عيسى على أن القرار اللبناني "يجب أن يبقى بيد الشعب اللبناني وحده"، مشيرًا إلى أن واشنطن تتابع عن كثب التحولات السياسية في لبنان، وتثمّن التزام الحكومة بخارطة الطريق الوطنية. وأضاف أن بلاده ستواصل التنسيق مع الشركاء الدوليين من أجل تمكين الجيش اللبناني من بسط سلطته على كامل الأراضي، معتبرًا أن "المؤسسات الشرعية هي وحدها المخوّلة قيادة البلاد، وواشنطن حريصة على أن تبقى السلطة في يد هذه المؤسسات".
وفي ما يتعلق بالنزاع الحدودي في الجنوب، أكد عيسى أن الولايات المتحدة "ستحرص على إيجاد حل واضح بشأن الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان"، داعيًا إسرائيل إلى إدراك أن لبنان يدخل مرحلة جديدة من تاريخه، ويعيش "فجراً جديداً" تتقدمه روح السيادة والاستقلال والدستور.
كما جدّد تأكيده على استمرار الدعم الأميركي للجيش اللبناني، باعتباره ركيزة أساسية في الحفاظ على الأمن والاستقرار، مشيرًا إلى أن هذا الدعم يأتي في إطار تعزيز قدرة الدولة على احتكار السلاح وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية.
دار الحوار التالي بين عضو الكونغرس الاميركي والصحافيين:
سئل: اعلن حزب الله انه سيعتبر ان القرار الأخير للحكومة كأنه غير موجود، ماذا لو رفض الحزب تنفيذ المطلوب منه؟ ما هي عواقب ذلك على لبنان؟
أجاب: لدى لبنان حكومة واحدة، تم تشكيلها ولديها رئيس، وهناك رئيس للجمهورية، وعلى هذه الحكومة ان تقرر كما قررت البارحة، تنفيذ سياسة القوات المسلحة الواحدة، وان الجيش اللبناني هو القوة القانونية لحفظ السلم والامن، ونحن ننظر الى الازدهار الذي قد يأتي من ذلك، ان سكان الجنوب بشكل خاص سيستفيدون من الامن والسلام، وبلا شك على الولايات المتحدة ان تضغط على جميع الجيران في المنطقة لكي يدركوا ان لبنان يجب ان يكون فيه الحق فقط للجيش اللبناني لاتخاذ القرارات، وفي حال حصول أي شيء يجب ان يكون الجيش اللبناني هو المسؤول. ولكن من الخطأ أن يأتي شخص أكان من لبنان، او من دولة أخرى ويقول ماذا يجب ان يقوم به اللبنانيون، هذا غير لائق. ان لبنان يديره الشعب اللبناني وممثلوه المنتخبون، وان الدعم الأميركي لا يرتكز على أي مطالب، بل يرتكز على رغبة بان يقوم الجيش اللبناني عبر الحكومة، بواجباته وسندعمه بالعتاد والتدريب الضروري، ولكن القرار سيأتي من هذا المكان بالذات، وليس من الولايات المتحدة.
سئل: ما هو تعليقك على ما قاله الشيخ نعيم قاسم حول قرار الحكومة الأخير، وعدم الموازنة بين تطبيق لبنان للاتفاق وعدم التزام اسرائيل به؟
أجاب: ان العواقب على لبنان، عندما لا يكون له قوة واحدة قد ظهرت خلال السنوات الماضية. فلبنان قد عانى لسنوات طويلة من غياب حكومة واحدة، وهذه هي النتيجة السلبية التي نراها. نحن بالتأكيد سنضغط بقوة، وهذه المسألة سأعمل عليها مع الإسرائيليين ايضاً، كي يحصل انسحاب كامل مقابل انتشار الجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية وإظهار قدرتها على تحقيق السلام على كل الأراضي اللبنانية، وهذا طموح مهم بالنسبة للشعب اللبناني، أن يسيطر الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانية، وان لا يكون جنوب لبنان عرضة للصواريخ ولا ان تطلق الصواريخ منه ايضاً، وهذا هو الهدف الذي نسعى اليه.
سئل: هل تعتقد ان باستطاعة لبنان تطبيق قرار الحكومة الأخير المتعلق بسلاح حزب الله في حال لم تنسحب إسرائيل من لبنان؟
أجاب: ابلغني رئيس الجمهورية ان ما يقوم به، يفعله نيابة عن الشعب اللبناني، وكل قرار سيرتكز على مصلحة الشعب اللبناني. ما هو جيد لإسرائيل هو ان يقوم الشعب اللبناني ممثلا برئيس الجمهورية ومن خلال سيطرة الجيش اللبناني على كل الأراضي اللبنانية. في المقابل، سنتأكد ان إسرائيل تدرك ان هناك مرحلة جديدة في لبنان، وان لبنان هو الذي يسيطر على مصيره، ولا ينظر الى سوريا او الى ايران، او الى الولايات المتحدة لاخذ التوجيهات والتعليمات، بل يقوم بما هو في مصلحته. وقد جلت في كل المناطق اللبنانية، وانا آتي الى هنا منذ اكثر من 30 عاماً، الشيء الوحيد الذي سمعته هنا، وما اسمعه وانا اتحدث مع اللبنانيين حول العالم، هو اننا لبنانيون اولاً ونحن نفتخر بأننا لبنانيون، هذه هوية لا تعرف دينا، ولا يجب ان يكون ذلك هو الحال. والكلام نفسه يجب ان يقال لاسرائيل، ان لبنان عاد، وهو يهتم بنفسه، وهناك صوت واحد يتحدث عن الشعب اللبناني، وهو الحكومة اللبنانية، وانا سأنقل ذلك الى الولايات المتحدة بالإضافة الى لائحة بالامور التي يجب ان نقوم بها لكي نساعد القوات المسلحة اللبنانية والجيش اللبناني للقيام بمهامهم.
اللقاء بين عيسى والرئيس عون يأتي في وقت حساس، حيث تتكثف الجهود اللبنانية لإعادة ضبط التوازن الداخلي، وسط تحديات أمنية واقتصادية متشابكة، ما يجعل التصريحات الأميركية بمثابة رسالة دعم واضحة للمؤسسات الشرعية في لبنان، ولخيار الدولة في مواجهة التحديات الإقليمية والمحلية.
Comments