08/08/2025 - 15:32 PM
بيروت - بيروت تايمز - جورج ديب
في ليلةٍ مشحونة بالغضب والرمزية، تحولت شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت، وأحياء من العاصمة، والنبطية وصور في الجنوب، والهرمل في البقاع، إلى ساحات احتجاجية صاخبة، رفضاً لقرار مجلس الوزراء القاضي بنزع سلاح "حزب الله"، ومطالبةً بإسقاط الحكومة. السيارات والدراجات النارية جابت الطرقات، تحمل أعلام "حزب الله" و"حركة أمل"، وصور السيد حسن نصر الله والإمام موسى الصدر، فيما ارتفعت الهتافات ضد الحكومة والولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي، في مشهدٍ يختلط فيه السياسي بالروحي، والمقاومة بالهوية.
مصادر أمنية مطلعة أكدت لـ"لبنان 24" أن الجيش اللبناني لن يتهاون مع أي إخلال بالسلم الأهلي، وأنه سيتخذ الإجراءات المناسبة لضبط الوضع، وقد سُجّل انتشار كثيف لعناصره عند مداخل الضاحية الجنوبية، في محاولة لمنع تمدد المسيرات خارج نطاقها. التحرك الشعبي جاء بعد إعلان الحكومة قرارها بحصرية السلاح بيد الدولة، وهو ما اعتبره الإعلام الممانع و"حزب الله" انقلاباً على خطاب القسم والبيان الوزاري، فيما وصفته صحيفة "نداء الوطن" بأنه ترجمة لحالة الإفلاس السياسي، تُترجم بتحريك الشارع في الضاحية الجنوبية عبر مناصري "الحزب" و"حركة أمل".
في خلفية هذا التصعيد، تطرح مصادر سياسية تساؤلات حول نتائج المفاوضات التي أجراها رئيس الجمهورية جوزاف عون مع "الحزب" على مدى سبعة أشهر، معتبرة أنها لم تثمر سوى المماطلة وهدر الوقت. ويستند "حزب الله" إلى تفسير خاص لاتفاق الطائف، مدّعياً أن المقاومة جزء من الدستور ولا يمكن التصويت على أمر دستوري، بينما يرى خصومه أن الاتفاق شدد على احتكار الدولة لسلطة الإكراه وبسط سيادتها على كامل أراضيها، وفق القرار 425 واتفاقية الهدنة لعام 1949، دون أن يتطرق صراحةً إلى شرعية المقاومة المسلحة خارج إطار الدولة.
في هذا السياق، يبدو أن لبنان يقف أمام مفترق حاد بين من يرى في المقاومة امتداداً للهوية الوطنية والروحية، ومن يطالب بإعادة تعريف السيادة وفق منطق الدولة القادرة. وبين الشارع والقرار، يبقى السؤال مفتوحاً: هل نحن أمام لحظة إعادة صياغة للميثاق الوطني، أم أمام انفجار جديد في قلب المعادلة اللبنانية؟
Comments