بيروت - بيروت تايمز - متابعة الاعلامي جورج ديب
وجه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي نداءً مؤثرًا إلى شباب الاغتراب اللبناني، حثّهم فيه على التحرر من الخوف والتشبث بالرجاء، مؤكدًا أنهم "سفراء رسالة لبنان" في العالم.
استلهم الراعي من كلام السيد المسيح: «لا تهتمّوا لحياتكم بما تأكلون وبما تلبسون» (متى 6: 25)، مشددًا على أن الدعوة ليست إلى تجاهل الحاجات، بل إلى التحرر من القلق والعيش برجاء. فالله لا يعدنا بحياة بلا صعوبات، بل بمرافقة إلهية دائمة. ودعا الشباب إلى السعي أولًا نحو "ملكوت الله وبرّه"، لأنهم أبناء الرجاء، لا عبيد الخوف.
وقال الراعي مخاطبًا شباب الانتشار: "أنتم أبناء وطن مجروح في جسده، لكنه مشرق بروحه. أنتم شهود الرجاء، تحملون جذور لبنان في قلوبكم، وتمثلون وجهه في العالم. إيمانكم هو كنز، ورسالتكم هي كرامة".
وأضاف: "يسعدني أن أرحّب بكم في هذه الليتورجيا الإلهية. حضوركم ليس عابرًا، بل هو علامة رجاء، وجسر حيّ بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر. أنتم أبناء الأرض، وإن كنتم بعيدين عنها، فأنتم أبناء الرسالة حيثما كنتم".
وخصّ بالشكر المؤسسة المارونية للانتشار، وأكاديميتها، والسيدة روز شويري رئيسة المؤسسة، والسيدة هيام بستاني أمينتها العامة، على جهودهم في جمع الشباب اللبناني المنتشر وتعزيز الروابط بينهم وبين الوطن.
وتابع: "أنتم صورة لبنان الأصيل، الكريم، المتجذّر في القيم. أنتم رسله إلى العالم، ورسله من العالم إليه. باندفاعكم، تعيدون إليه شبابه وأمله. وجودكم اليوم يعلن أن لبنان باقٍ، وأن شعبه لا يُقهر".
ودعا الشباب إلى تثبيت انتمائهم القانوني بتسجيل قيودهم في سجلات النفوس اللبنانية، وعدم الاكتفاء بالحنين، بل ترجمته إلى ارتباط فعلي بالأرض والمؤسسات. وختم بشكرهم على محبتهم، داعيًا لهم بالنعمة الإلهية، وحماية السيدة العذراء، وشهادة أرز لبنان بأن الوطن سيقوم بشبابه وانتشاره وقديسيه.
وختم الراعي بالقول: "سواء وُلدتم في الاغتراب أو هاجرتم إليه، فأنتم لم تخرجوا من نعمة لبنان، بل أنتم امتداده إلى أقاصي الأرض. أنتم صوته وقلبه النابض في الغربة. كما قال القديس البابا يوحنا بولس الثاني: لبنان أكثر من بلد، إنه رسالة. وأنتم أكثر من مغتربين، أنتم سفراء هذه الرسالة. تحملون القيم، والثقافة، والإيمان، والجذور، والتاريخ. أنتم الحاضر الذي يصنع المستقبل، والوجه الحقيقي للبنان أمام العالم".
Comments