تحليل إخباري - جنوب لبنان - بيروت تايمز - متابعة الاعلامي جورج ديب
في مشهدٍ يختلط فيه الحزن بالتصميم، تفقد قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل موقع انفجار مخزن الأسلحة والذخائر في وادي زبقين – صور، حيث وقعت الحادثة الأليمة التي أودت بحياة ستة عسكريين وأصابت آخرين أثناء قيامهم بتفكيك ذخائر غير منفجرة. هذه الزيارة لم تكن مجرد إجراء ميداني، بل حملت في طياتها رسائل وطنية وأمنية وإنسانية بالغة الدلالة.
عاين العماد هيكل آثار الانفجار واطّلع على ظروف الحادثة، وسط تحقيقات مستمرة لتحديد الأسباب الدقيقة. الحادثة وقعت أثناء عمل وحدة من الجيش على تفكيك محتويات المخزن، في منطقة حساسة جنوبي البلاد، ما يسلّط الضوء على حجم المخاطر التي يواجهها الجيش في مهامه اليومية، خصوصًا في ظل وجود مخلفات حربية ومنشآت غير خاضعة للرقابة الرسمية.
بعد المعاينة، انتقل العماد هيكل إلى قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة، حيث قدّم التعازي بالعسكريين الشهداء من عداد اللواء، مؤكدًا أن "لا خيار أمام الجيش سوى الاستمرار في أداء واجبه في ظل الاعتداءات المتكررة من جانب العدو الإسرائيلي، لأن صون الوطن مهمة مقدسة تهون في سبيلها التضحيات".
ثم زار بلدات دبعال – صور، البيسارية – صيدا، والشويفات – العمروسية، مقدّمًا التعازي لعائلات الشهداء، ومثمنًا تضحياتهم واندفاعهم في أداء الواجب، ومؤكدًا أن قيادة الجيش ستبقى وفية لهم ولعائلاتهم.
زيارة قائد الجيش جاءت في وقت حساس، وسط تصاعد السجالات السياسية حول "حصرية السلاح" في لبنان، وتكليف الحكومة الجيش بوضع خطة لسحب السلاح غير الشرعي بحلول نهاية العام. في هذا السياق، تشكّل تصريحات العماد هيكل تأكيدًا على التزام المؤسسة العسكرية بواجبها الوطني، رغم التحديات السياسية والأمنية، ورغم التضحيات الجسيمة التي يدفعها عناصرها.
زيارة العماد رودولف هيكل إلى وادي زبقين ليست مجرد رد فعل على حادث أمني، بل هي تأكيد على أن الجيش اللبناني يقف في الصف الأول دفاعًا عن السيادة، ووفاءً لدماء أبنائه. وبين فاجعة الانفجار، وتكريم الشهداء، وتأكيد الالتزام الوطني، تتجلى صورة الجيش كصمّام أمان في وطنٍ تتقاذفه الأزمات، لكنه لا يزال ينبض بالكرامة.
Comments