بيروت - بيروت تايمز - اجرت الحوار منى حسن
كشف الصحافي والكاتب السياسي وجدي العريضي، في حوار خاص مع "بيروت تايمز"، أن عودة كل من توم براك ومورغان أورتاغوس إلى لبنان تأتي ضمن وفد أميركي يضم، بحسب معلوماته الخاصة، عددًا من كبار الضباط في الجيش الأميركي. وتهدف هذه الزيارة إلى التنسيق المباشر مع الجيش اللبناني بشأن تنفيذ القرار الدولي 1701، بما يشمل برمجة تسليم سلاح حزب الله إلى المؤسسة العسكرية اللبنانية، التي يُتوقع أن تحظى بدعم أميركي غير مسبوق في المرحلة المقبلة.
وأكد العريضي أن هذا التحول السياسي من شأنه أن يفتح آفاقًا جديدة أمام لبنان نحو دعم دولي وخليجي وعربي، إضافة إلى تأييد واسع من المجتمع الدولي، وذلك بعد اتخاذ الحكومة اللبنانية موقفًا واضحًا في هذا الاتجاه.
وفي ما يتعلق بمهمة مورغان أورتاغوس، أشار العريضي إلى أنها تتولى متابعة ملف التجديد لقوات اليونيفيل، في ظل إصرار فرنسي على تمديد مهمتها، خلافًا لرغبة الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. وبحسب العريضي، فإن التجديد سيحصل، ولكن وفق آلية جديدة يتم التوافق عليها بين القوى المشاركة في هذه القوات، بما يراعي التوازنات الدولية ويعزز دور الجيش اللبناني في الجنوب.
وإلى تفاصيل الحوار:
بيروت تايمز: ماذا عن زيارة الموفدين الأميركيين توم براك ومورغان أورتاغوس إلى لبنان، وعودتهما أواخر الشهر، هل من جديد؟
لا شكّ أنّ الزيارة كانت إيجابية وفقاً للمعلومات المستقاة من أكثر من جهة سياسية. فقد عبّر براك عن ارتياحه لخطوة الحكومة اللبنانية بتحديد فترة زمنية لتسليم سلاح حزب الله إلى الجيش اللبناني. هذه الخطوة تؤكد أنّ لبنان مقبل على مرحلة جديدة قد تفتح أمامه آفاقاً واسعة للدعم الدولي والخليجي والعربي، إضافة إلى دعم من المجتمع الدولي بشكل عام، بعد أن قررت الحكومة اتخاذ هذا الموقف.
أما بالنسبة إلى عودة براك وأورتاغوس أواخر الشهر، فهي ستكون ضمن وفد أميركي يضم بعض كبار الضباط في الجيش الأميركي، وذلك للتنسيق مع الجيش اللبناني حول تنفيذ القرار 1701، ولبرمجة عملية تسليم سلاح حزب الله إلى الجيش اللبناني، الذي سيحظى بدعم أميركي غير مسبوق.
أما مهمة أورتاغوس فتتمثل بمتابعة ملف التجديد لقوات اليونيفيل، حيث تتولى هذا الملف وسط إصرار فرنسي على التجديد، خلافاً لرغبة الولايات المتحدة وإسرائيل. ووفقاً للمعلومات المتوافرة لدي، فإن التجديد سيحصل، لكن وفق آلية جديدة تشترك فيها جميع القوى المشاركة في هذه القوات.
بيروت تايمز: هل زال التحفظ الخليجي بعد خطوة الحكومة بشأن تسليم سلاح حزب الله إلى الدولة اللبنانية؟
سبق لبراك أن أكد وجود تحفظ خليجي واضح. ولا ننسى أنّ الكثير من دول الخليج أحجموا عن دعم لبنان طالما هناك فوضى أمنية وسلاح غير شرعي وغياب للإصلاحات. هذا ما كان يشير إليه دائماً رجل الأعمال الإماراتي الشيخ خلف أحمد الحبتور، الذي أثبتت الأحداث صحة مواقفه ورؤيته الصائبة. فهو من أكثر المحبين للبنان والداعمين له، ويقدّر مصر وسوريا ودولاً عربية أخرى، وله علاقات وصداقات واسعة، ويتمنى الخير للبنان رغم الحملات التي استهدفته من أشخاص لا يدركون مصلحة بلدهم.
بل إن حبّه للبنان يفوق أحياناً تقدير بعض السياسيين اللبنانيين لوطنهم. وتجدر الإشارة إلى أن السعودية والإمارات وقطر استثمرت في سوريا ودول أخرى، ما يعني أنّ لبنان بعد خطوة الحكومة يسير في الاتجاه الصحيح. وسنلمس انعكاس هذه الخطوة خلال الشهرين المقبلين عبر تحسن في الموقف الخليجي والدولي تجاه لبنان.
بيروت تايمز: ماذا عن الإصلاحات؟
الإصلاحات انطلقت فعلياً، بدءاً بما يقوم به وزير الأشغال والنقل فايز رسامني في مطار بيروت من تطوير تقني وإداري وإجراء مناقلات، ما جعل المطار أكثر تطوراً وأهمية. وقد أثنى الوفد الإماراتي الذي زار لبنان على هذه الخطوة، فأكد الوزير رسامني أنّ الإمارات في القلب والعقل، مقدّراً دعمها للبنان في مختلف الأزمات.
الإصلاحات لا تتوقف هنا؛ فهناك خطوات داخلية أخرى مثل تعيين قادة للأجهزة الأمنية المشهود لهم بالكفاءة، إلى جانب التحضير لتشكيلات قضائية مرتقبة. كل هذه الخطوات تندرج ضمن مسار إصلاحي أصبح ضرورة قصوى بعدما عانى البلد الكثير، وهي أيضاً شرط أساسي لنيل الدعم المطلوب من المجتمع الدولي، لا سيما الدول المانحة التي ستشارك في المؤتمرات المقبلة لدعم لبنان.
بيروت تايمز: كيف تقرأون الوضع الداخلي في لبنان؟
لا شكّ أنّ الوضع الداخلي يعاني حالة انقسام سياسي، لكن الأمور ممسوكة إلى حدّ كبير بفضل دور الجيش اللبناني والأمن العام، بقيادة المدير العام اللواء حسن شقير، في ضبط المعابر والحدود في المرفأ والمطار وعلى الحدود اللبنانية - السورية.
من ناحية أخرى، برزت مواقف وطنية لافتة في الداخل تؤكد وجود غطاء سياسي كبير للجيش اللبناني، وهو أمر لم يكن سائداً في السابق. وقد أشار النائب إيهاب مطر إلى أنّ تصريحات الشيخ نعيم قاسم كانت "خطيئة" وليست "زلة لسان"، مؤكداً تمسّكه باتفاق الطائف ودعم المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، ومشدداً على أنّ طرابلس هي مدينة العروبة والعلم والثقافة، وأنّ شبابها يشغلون مناصب مرموقة في الخارج ويجب الاستفادة من خبراتهم.
على صعيد آخر، يواصل الجيش اللبناني والقوى الأمنية جهودهم في تعزيز الأمن الداخلي، حتى بات الوضع الأمني في لبنان يضاهي بعض العواصم الكبرى. ومن المنتظر أن ينسحب هذا الاستقرار تدريجياً على جميع المناطق اللبنانية، بما في ذلك الجنوب والبقاع.
بيروت تايمز: كيف ترون عودة الشيخ بهاء الحريري إلى لبنان؟ وهل سيخوض المعترك السياسي والانتخابي؟
لا شك أنّ الشيخ بهاء الحريري يتمتع بخبرة سياسية واقتصادية ومالية، وهو يدرك تفاصيل الوضع اللبناني بدقة. وإلى جانب كونه نجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحاملاً لإرثه السياسي، يدعو الشيخ بهاء إلى تطبيق "إرث الرئيس الشهيد" الذي أثبت جدواه على مختلف المستويات، إضافة إلى تطبيق اتفاق الطائف الذي يعتبره الضامن الحقيقي للسلم الأهلي.
الشيخ بهاء يطرح خطاباً وحدوياً يدعو إلى تعزيز الوحدة الوطنية بين الطائفتين السنية والشيعية وسائر المكونات اللبنانية، وإلى تسليم سلاح الميليشيات للدولة اللبنانية، بما فيها سلاح حزب الله، مع ثقته الكبيرة بالمؤسسات الشرعية وفي مقدمتها الجيش اللبناني.
كما يعمل على برنامج اقتصادي ومالي وإنمائي متكامل، ويولي أهمية خاصة للعلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب علاقاته العربية والدولية الواسعة. أما بشأن خوض الانتخابات النيابية، فحتى الآن لا توجد معطيات مؤكدة، لكن المؤشرات تدل على أنّ عودته إلى لبنان نهائية، وأنه بات لاعباً أساسياً على الساحة اللبنانية.
Comments