بيروت - بيروت تايمز - كتب جورج ديب
من المتوقع ان يصل إلى بيروت يوم الخميس وفد رسمي سوري رفيع المستوى، يضم وزير الخارجية الدكتور أسعد شيباني ووزير العدل القاضي مظهر عبد الرحمن الويس، في زيارة تحمل طابعاً سياسياً وأمنياً بالغ الأهمية، وتأتي في إطار مساعٍ مشتركة لترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، ومعالجة ملف الأسرى السوريين المحتجزين في السجون اللبنانية.
وتأتي هذه الزيارة عقب اجتماع أمني لبناني–سوري عُقد مؤخراً برعاية سعودية، شارك فيه وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، إلى جانب الأمير يزيد بن فرحان، ما يعكس اهتماماً إقليمياً متزايداً بتثبيت الاستقرار على الحدود الشرقية للبنان، وتعزيز التنسيق الأمني بين البلدين.
وخلال الاجتماع، فاجأ رئيس جهاز الاستخبارات السوري اللواء حسن السلامة نظيره اللبناني، مدير المخابرات العميد طوني قهوجي، بتصريح لافت قال فيه: «نريد أن نتعلم منك ما يمكن القيام به على طول الحدود للتعاون معاً على إنجازه»، في إشارة إلى رغبة دمشق في الاستفادة من الخبرات اللبنانية في ضبط الحدود ومكافحة التسلل والتهريب.
وفي سياق المحادثات، عبّر الجانب اللبناني عن عتب واضح حيال غياب الزيارات الرسمية السورية إلى بيروت، مشيراً إلى أن رئيسيْن للحكومة اللبنانية زارا دمشق في السنوات الأخيرة، دون أن يقابل ذلك أي زيارة مماثلة من مسؤولين سوريين إلى لبنان، ما اعتُبر إخلالاً بمبدأ المعاملة بالمثل.
كما نقل الجانب اللبناني طلباً مباشراً بالحصول على ضمانات أمنية واضحة لإبعاد التنظيمات الإرهابية عن الحدود المشتركة، لا سيما في ظل التوترات المتكررة في المناطق الحدودية. وردّ اللواء السلامة على هذا الطلب بالقول: «محاربة داعش اختصاصي»، في إشارة إلى استعداد دمشق لتحمّل مسؤولياتها الأمنية في هذا الملف.
وتُعد هذه الزيارة أول تحرك رسمي سوري بهذا المستوى إلى بيروت منذ سنوات، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التنسيق الثنائي، وسط مراقبة دولية وإقليمية حثيثة لمسار العلاقات اللبنانية–السورية، وتحديداً في الملفات الأمنية والإنسانية الحساسة.
Comments