مصادر دبلوماسية اميركية لـ "بيروت تايمز"
زيارة براك واورتاغوس وغراهام تأخذ طابعا دبلوماسيًا أمنياً وسياسياً واقتصادياً
مصادر سياسية لـ "بيروت تايمز"
لبنان يعبر أكثر المراحل دقة وإن تشرين ّ الثاني محطة مفصلية
مصادر وزارية لـ "بيروت تايمز"
لا انفجار شامل يبدو وشيكًا، ولا حلول حاسمة تلوح في الأفق، إنما مجرد إدارة للأزمة، عبر رسائل متبادلة ومحاولات متكررة لتجنب الانزلاق الكبير
بيروت – تحقيق سياسي من اعداد منى حسن - بيروت تايمز
زحف دبلوماسي أميركي نحو لبنان بدأ مع وفد الكونغرس ويبلغ ذروته اليوم مع وصول الثنائي توم براك ومورغان أورتاغوس برفقة وفد كبير يضم شخصيات أميركية وأعضاء في مجلس الشيوخ.
وتشهد بيروت محطة جديدة في الاندفاعة الدبلوماسية الأميركية مع وصول الموفد الخاص إلى الشرق الأوسط توم باراك برفقة المتحدثة السابقة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، على أن ينضم إليهما لاحقاً السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام.
مصادر دبلوماسية اميركية اكدت لـ "بيروت تايمز" ان زيارة باراك واورتاغوس وغراهام تأخذ طابعا دبلوماسياً – أمنياً من جهة، وسياسياً – اقتصادياً من جهة أخرى.
فبراك ينقل إلى بيروت موقف إدارة الرئيس دونالد ترامب القاضي بضرورة إعطاء القرار الحكومي القاضي ببدء مسار لنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام فرصة للتطبيق، في مقابل أن تضبط إسرائيل عملياتها العسكرية داخل لبنان وتلتزم بخطوات ميدانية موازية. وكان براك قد عقد لقاءات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين، وشدد على أن استمرار الحرب في غزة يفرض على إسرائيل التخفيف من منسوب التوتر على جبهاتها الأخرى، وخصوصا مع لبنان وسوريا، بما يتيح المجال لجهود واشنطن السياسية.
سلام يستقبل وفداً من الكونغرس الأميركي ويبحث دعم الجيش وتجديد ولاية اليونيفيل
استقبل رئيس مجلس الوزراء اللبناني، نواف سلام، في السراي الحكومي، وفداً من الكونغرس الأميركي ضم النائب دارين لحود والنائب ستيف كوهن، وذلك بحضور السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون وعدد من أعضاء الوفد المرافق.
وخلال اللقاء، أشاد النائب لحود بالخطوات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية لتعزيز سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، مشيراً إلى أهمية حصر السلاح بيد الدولة، ومثمّناً الإصلاحات القضائية والمالية الجارية. واعتبر أن هذه الإجراءات تساهم في ترميم الثقة الدولية بلبنان، مؤكداً في الوقت نفسه على الدور المحوري الذي يضطلع به الجيش اللبناني في حفظ الأمن والاستقرار.
كما شدد لحود على التزامه داخل الكونغرس الأميركي بالعمل على ضمان استمرار الدعم المقدم للجيش اللبناني، مشيراً إلى ضرورة تمديد ولاية قوات اليونيفيل في المرحلة الراهنة، دعماً لجهود الجيش في تعزيز انتشاره جنوباً.
من جانبه، أكد الرئيس سلام على ضرورة احترام إسرائيل لسيادة لبنان، مطالباً بانسحابها من الأراضي المحتلة، ووقف الانتهاكات والإفراج عن الأسرى اللبنانيين، بما يتيح للجيش استكمال انتشاره في الجنوب ويمهد لانطلاق مسار التعافي وإعادة الإعمار.
وشدد سلام على أن الجيش اللبناني هو مؤسسة وطنية جامعة، وأن دعمه وتزويده بالإمكانات اللازمة يشكلان حجر الأساس في ترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد
برنامج براك
برنامج زيارة الموفد الاميركي توم براك الى لبنان يتضمن جولة ميدانية في قطاع جنوب الليطاني، حيث يسعى للاطلاع مباشرة على الإجراءات التي ينفذها الجيش في إطار التزاماته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. وهذه الجولة هي رسالة أرادت واشنطن توجيهها بأن مراقبة الوضع الميداني ستكون جزءاً من تقييم صدقية الحكومة وجدّيتها في تطبيق وعودها.
إلى جانب براك، تضيف مشاركة أورتاغوس وغراهام أبعادا مهمة للزيارة. فأورتاغوس، التي ستشارك لاحقاً في جلسة مجلس الأمن الخاصة باليونيفيل، تنقل صورة عن الحضور الأميركي المباشر في النقاشات الأممية. أما غراهام، بصفته رئيس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ، فيحمل ورقة ضغط مرتبطة بالمساعدات الدولية للبنان، لجهة أن أي دعم مالي أو اقتصادي سيكون مرتبطًا بخطوات ملموسة في ملف تفكيك البنية العسكرية لـ حزب الله.
أهداف زيارة براك إلى بيروت
اوساط سياسية اكدت لـ "بيروت تايمز "ان أهداف زيارة براك إلى بيروت بثلاثة مستويات:
المستوى الأول أمني – ميداني، ويتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار، ومنع التصعيد على الحدود.
المستوى الثاني سياسي – استراتيجي، ويتصل بموازنة الخطوات اللبنانية مع التزامات إسرائيلية، تمهيداً لمسار تفاهمات أشمل في الإقليم.
المستوى الثالث هو اقتصادي – مالي، ويرتبط بربط المساعدات الدولية للبنان بخياراته في ملف حزب الله، في إطار مقايضة واضحة بين الدعم والإصلاح.
الزيارة فد تفتح الباب كما تقول الأوساط، أمام ثلاثة مسارات رئيسية وهي نجاح المسار الأميركي، فإذا تجاوبت إسرائيل مع الضغوط الأميركية وخفضت عملياتها العسكرية، وفي المقابل التزمت الحكومة اللبنانية بخطوات ملموسة على صعيد ضبط السلاح مطلع الشهر المقبل، فقد يشكل ذلك مدخلا لاتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار، يوازيه انخراط دولي في إعادة إعمار ودعم اقتصادي للبنان، علماً أن واشنطن تبدي اهتماماً أن يستعيد الجيش دوره المركزي وأن يكون الجهة الشرعية الوحيدة المخولة الدفاع عن لبنان. المسار الثاني تعثر الوساطة ففي حال اكتفت إسرائيل بالوعود من دون تطبيق عملي، أو عجزت الدولة اللبنانية عن فرض سلطتها الميدانية، قد يتراجع زخم المبادرة الأميركية. أما المسار الثالث فهو الانزلاق إلى التصعيد ويبقى السيناريو الأخطر ويتمثل في انهيار التفاهمات الهشّة وعودة التوتر الميداني على نطاق واسع. فاستمرار الغارات الإسرائيلية من دون ضوابط، أو حصول أي حادث أمني كبير على الحدود، قد يفجران الوضع، ويضعان لبنان وإسرائيل أمام مواجهة مباشرة جديدة بما ينسف كامل الجهد الأميركي ويعيد الأمور إلى مربع العنف.
مصادر سياسية لـ "بيروت تايمز" لبنان يعبر أكثر المراحل دقة وإن شهر تشرين ّ الثاني سيكون محطة مفصلية، لأن المواجهة أو المهادنة بين واشنطن و”تل ابيب” سترسم صورة المستقبل…..
مورغان أورتاغوس
في المعلومات التي ترددت في بيروت أن أورتاغوس - التي تشغل منصب مستشارة البعثة الأميركية في الأمم المتحدة - ستنتقل من لبنان إلى نيويورك للمشاركة عن قرب في المشاورات الجارية حول مصير القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان. وتوقعت مصادر دبلوماسية لـ "بيروت تايمز" اتصالاً وشيكـًا بين وزيري الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والأميركي ماركو روبيو سعيـًا لتذليل عقبة وُصفت بأنها أخيرة امام التصويت على مشروع قرار فرنسي معدل يرمي إلى تمديد ولاية اليونيفيل عامـًا واحدًا فقط. وكانت المصادر قد أكدت ان جلسة مجلس الأمن اُرجأت من يوم غد الاثنين إلى موعد لاحق بسبب استمرار الخلافات بين أعضاء المجلس ولاسيما الجانبين الفرنسي والأميركي.
المشهد السياسي
في المشهد السياسي اللبناني والإقليمي الراهن، تبدو الطروحات الأميركية الأخيرة وكأنها تشكل نقطة انعطاف محتملة في مسار الأزمة. فوفق ما يتردد في الكواليس، فإن الرد الإسرائيلي الذي يُتوقع أن يكون نصف سلبي على هذه الطروحات، سيترك أثرًا مباشرًا على الداخل اللبناني، وتحديدًا على العلاقة بين " الثنائي الشيعي" وقصر بعبدا .
في بعبدا، يُقرأ هذا الرد بوصفه مدخلاً واضحًا نحو محاولة لتهدئة التوتر القائم، أو على الأقل تجميده مرحليًا، بانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات والتفاهمات غير المعلنة.
من هنا، يمكن القول إن رئاسة الجمهورية تبني حساباتها على فرضية أن قرارات الحكومة لن تُحسم إلا بعد نيل موافقة إسرائيل، بما يعكس عمق التشابك بين العوامل الداخلية والضغوط الخارجية.
وتبقى فرضية الضربة العسكرية قائمة في ظل ما يحصل في غزة واليمن فالسيناريو الأكثر تداولاً هو أن تل أبيب قد تقدم على عملية نوعية ضد حزب الله، تستهدف مؤسساته الإدارية والتنظيمية لا المدنيين، في محاولة لبعث رسالة قوية من دون دفع الحزب إلى رد شامل. إلا أن هذا الخيار، على الرغم من دقته المحتملة، لن يشكل مخرجًا حقيقياً للأزمة، بل قد يزيدها تعقيدًا ويُدخل الجميع في لعبة توازنات جديدة لا حلول فعلية لها.
وعليه، فإن المرحلة المقبلة مرشحة لأن تشهد مسارًا مزدوجًا: من جهة، تواصل غير مباشر بين الحزب والدولة اللبنانية، هدفه ضبط إيقاع التوتر وتفادي التصادم الفعلي، ومن جهة ثانية بقاء الأبواب موصدة أمام أي تسوية جذرية. فالتوازن الحالي، القائم على تجميد القرارات وانتظار المواقف الخارجية، قد يطيل عمر الأزمة بدل أن ينهيها.
النتيجة الواضحة أن لبنان سيظل عالقًا بين حسابات واشنطن وتل أبيب من جهة، وتقديرات الحزب ورئاسة الجمهورية من جهة أخرى.
مصادر وزارية لـ "بيروت تابمز" فلا انفجار شاملا يبدو وشيكًا، ولا حلول حاسمة تلوح في الأفق، إنما مجرد إدارة للأزمة، عبر رسائل متبادلة ومحاولات متكررة لتجنب الانزلاق الكبير، وهو ما قد يطبع المشهد اللبناني في الأشهر المقبلة.
Comments