بقلم مجد بو مجاهد
التهويل الذي لوّح به الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم محاولاً زعزعة صلابة قرار الحكومة حصر السلاح، ومتوعّدا بويلٍ حربيّ إذا نفّذت السلطات بدء تفكيك ما تبقّى من ترسانة أسلحته، جعل القلق في الداخل اللبنانيّ يخالط الارتياح إلى قرار حصر السلاح.
في محادثة مع البروفسور فيليب سالم، الكثير الاعتناء بالأوضاع اللبنانية من مقره في الولايات المتحدة الأميركية، ما الاستنتاجات التي يمكن التوصل إليها؟
يقول سالم لـ"النهار" إنّ "المبعوث الايرانيّ علي لاريجاني أملى على الشيخ نعيم قاسم أن يتّخذ موقفاً يقوّي موضع إيران في أيّ مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، فيما يشكّل "حزب الله" امتداداً للحرس الثوري الإيرانيّ".
كيف يمكن المجتمع الدولي أن يقارب المسألة اللبنانية بعد خطاب قاسم؟ يجيب بأنّ "المجتمع الدولي ينتظر كيف ستتعامل الدولة اللبنانية مع خطاب قاسم والتهديد الذي أطلقه. الموقف اللبناني ضعيف بعض الشيء، وكان كلام قاسم يتطلب ردّاً من أعلى سلطة في لبنان وموقفاً قويّاً من رئيس الجمهورية جوزف عون الذي عليه الردّ بقوّة. لا تزال الدولة اللبنانية تتعامل مع قاسم من منطلق الضعف، علما أن وعيده يحتاج إلى رد قويّ من رئيس الجمهورية من دون تصادم، وعدم الرد سيسفر عن تلكّؤ من المجتمع الدولي حيال لبنان".
ولا يغفل أن "المرشد الإيراني علي خامنئي أرسل لاريجاني إلى لبنان رفضاً لنزع سلاح "حزب الله" ورفضاً لحصرية السلاح. من المعيب وجود عملاء ضد المصلحة اللبنانية، ومن المهم عدم الفشل في معركة حصر السلاح. قرار الدولة مفصلي ووجوديّ، والخيار الوحيد هو النجاح في المعركة، وعلى الموقف اللبناني أن يكون قوياً".
سالم، صاحب كتاب "رسالة لبنان ومعناه"، ينصح بـ"التغيير الجذريّ في لبنان لاسترجاع السيادة والقدرة على تنفيذ القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية. هناك تصدّع داخل "الثنائي الشيعي" حاليّاً لأنّ موقف حركة "أمل" من خلال وزير المال ياسين جابر مع مشروع بناء الدولة اللبنانية. هذا التصدع مهمّ بما بمعناه أنّ "أمل" تموضعت مع بناء الدولة اللبنانية، لكنّ نعيم قاسم اتّخذ موقفاً إيرانيّاً".
ويفسّر أنه "حتى لو لم يكن تمايز جابر كافياً، فإنّ مخاطبة الشيعة والفصل بين الطائفة الشيعية و"حزب الله" مسألة مهمة لأنّ ثمة تململاً ضدّ الحزب داخل الطائفة الشيعية، وهناك عدد لا يستهان به من النخب الشيعية ضدّ مشروع الحزب. هذه النخب من المهم ألا تشعر بأنّ هناك عداء لها، على أن يكون كلّ اللبنانيين تحت سقف الدولة انطلاقاً من المواطنة وطلب الخروج من خطاب الطائفية إلى الوطن وبناء الدولة المدنية".
في المحصلة، يحضّ سالم على "بناء الدولة، الضمان الأكبر للشيعة وللوطن، وليس كافياً نزع سلاح الحزب إن بقي مرتبطاً عضوياً بإيران، لكن المهم السعي إلى ارتقاء "حزب الله" من تقديسه إيران إلى تقديسه لبنان".
Comments