بيروت - بيروت تايمز - تحقيق منى حسن
في سياق متابعة التطورات السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية بعين التينة وفدًا أميركيًا موسّعًا ضمّ شخصيات بارزة من الكونغرس الأميركي، من بينهم السيناتور جين شاهين، السيناتور ليندسي غراهام، والنائب جو ويلسون، إلى جانب السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الرئاسي إلى لبنان وسوريا توماس براك، ونائبة المبعوث الرئاسي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتيغوس. وحضر اللقاء السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلامي للرئيس بري، علي حمدان.
نقاشات معمّقة حول الاستقرار والإصلاحات
استمر اللقاء لأكثر من ساعة، وشكّل مناسبة لبحث مستفيض في التطورات السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة، لا سيما في ظل التوترات على الحدود الجنوبية، والأوضاع الاقتصادية والإنسانية التي تمر بها البلاد.
الرئيس بري شدّد خلال الاجتماع على أن الالتزام الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من الأراضي اللبنانية إلى الحدود المعترف بها دوليًا، يُعدّ مدخلًا أساسيًا لتحقيق الاستقرار. كما اعتبر أن هذه الخطوة تفتح الباب أمام ورشة إعادة إعمار المناطق المنكوبة، وتُهيّئ الظروف لعودة الأهالي إلى بلداتهم.
دعم الجيش اللبناني شرط للاستقرار
في سياق حديثه، أكّد بري أن دعم الجيش اللبناني يشكّل ضرورة وطنية، باعتباره المؤسسة الضامنة للأمن والاستقرار. وأشار إلى أن أي جهد دولي لتحقيق تهدئة مستدامة يجب أن يترافق مع خطوات عملية تبدأ بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
تصريحات أميركية إيجابية
من جهته، اكتفى السفير توماس براك بتصريح مقتضب عقب اللقاء، قال فيه: "بحثنا وناقشنا ما يهم الجميع، وهو كيفية الوصول إلى الازدهار في لبنان، جنوبًا وشمالًا وفي كافة أنحاء البلاد، ولكل اللبنانيين". وأضاف: "الرئيس نبيه بري شخصية حاذقة ولديه تاريخ مذهل، ونحن نتحرك في الاتجاه الصحيح".
الرئيس سلام: لا تراجع عن بسط سلطة الدولة
في السرايا الحكومية، استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام الوفد الأميركي ذاته، حيث تم عرض نتائج جولته في المنطقة، ومناقشة الأوضاع العامة في لبنان. وأثنى أعضاء الوفد على القرارات الحكومية الأخيرة، لا سيما تلك المتعلقة بالإصلاحات المالية والمصرفية، مؤكدين أهمية استكمال هذا المسار لما فيه مصلحة اللبنانيين كافة.
من جانبه، شدّد الرئيس سلام على أن مسار حصرية السلاح واحتكار الدولة لقرارَي الحرب والسلم قد انطلق ولن يتراجع، مشيرًا إلى أن الحكومة أقرّت في جلستها بتاريخ 5 آب تكليف الجيش اللبناني بوضع خطة شاملة لحصر السلاح قبل نهاية العام، على أن تُعرض قريبًا على مجلس الوزراء.
كما أكد أن هذا التوجّه يُعدّ مطلبًا وطنيًا جامعًا، ورد في اتفاق الطائف، لكن تأخر تطبيقه أضاع على لبنان فرصًا كثيرة في الماضي.
ورقة براك: خطوات متلازمة نحو الاستقرار
الرئيس سلام جدّد التزام لبنان بالورقة التي تقدم بها السفير براك، بعد إدخال تعديلات عليها من قبل المسؤولين اللبنانيين، والتي أقرها مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 7 آب. وأوضح أن هذه الورقة، القائمة على مبدأ تلازم الخطوات، تضمن انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف الأعمال العدائية.
دعم الجيش والمؤتمر الدولي
في ختام اللقاء، عبّر الرئيس سلام عن شكره للوفد الأميركي على دعمه المستمر للجيش اللبناني، مشددًا على ضرورة توسيع هذا الدعم ماليًا وعسكريًا لتمكين الجيش من أداء دوره الوطني. وأشار إلى أن الجيش يحظى بثقة اللبنانيين جميعًا، وأن تعزيز قدراته يشكّل ركيزة أساسية للأمن والاستقرار.
كما دعا إلى التزام دولي واضح، خصوصًا من الدول المانحة، في إطار التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي المرتقب لإعادة إعمار لبنان وتعافيه الاقتصادي.
* بيروت تايمز كعادتها تواكب هذه اللقاءات ضمن تغطيتها المستمرة للمشهد اللبناني، وتسلّط الضوء على التحركات الدولية الداعمة لمسار الإصلاح والاستقرار في البلاد.
Comments