- تحقيق اخباري خاص -
ديانا .. لا زالت تتصدر منصات التواصل بعد 28 عاماً على رحيلها؟
الملكة اليزابيت الثانية تنحني عندما كان موكب جنازة ديانا يمر بقصر باكنغهام
ديانا ... أضفت خلال حياتها القصيرة لمسات من الإنسانية والحداثة على العائلة الملكية البريطانية، وأجبرت أفرادها على إعادة النظر في العديد من التقاليد والبروتوكولات العريقة
ديانا ... أميرة القلوب التي غيرت حياة العائلة الملكية البريطانية للأبد
ديانا... الاميرة التي تربعت على عرش قلوب العالم
بريطانيا - تحقيق خاص من اعداد منى حسن - بيروت تايمز
بكل تقدير ووفاء، تُحيي بيروت تايمز الذكرى الثامنة والعشرين لرحيل الأميرة ديانا، الشخصية التي تجاوزت حدود القصور الملكية لتلامس قلوب الملايين حول العالم. لم تكن ديانا مجرد أميرة في بلاط بريطانيا، بل كانت رمزًا عالميًا للرحمة والإنسانية، وصوتًا صادقًا في زمنٍ كانت فيه الأصوات تُقمع خلف البروتوكولات.
منذ زواجها وحتى بعد طلاقها من الملك تشارلز، ظلّت ديانا تحظى بشعبية استثنائية، بفضل حضورها الإنساني، وانخراطها العميق في القضايا الاجتماعية، من دعم المرضى والمهمّشين إلى كسر الحواجز النفسية بين العامة والعائلة المالكة. كانت ديانا أكثر من زوجة أمير؛ كانت وجهًا إنسانيًا للملكية، وامرأةً اختارت أن تكون قريبة من الناس، لا فوقهم.
لم يكن تأثير الأميرة ديانا محصورًا في بريطانيا أو أوروبا، بل امتد إلى العالم العربي، حيث لامس حضورها الإنساني قلوب الملايين. بأسلوبها المتواضع، وانخراطها في القضايا الإنسانية، أصبحت ديانا رمزًا عالميًا للتعاطف، ووجدت صدى واسعًا في المجتمعات العربية التي قدّرت شجاعتها في كسر الحواجز الاجتماعية، ودعمها لقضايا الصحة، الأطفال، وضحايا الألغام.
وفي هذا السياق، تواصل بيروت تايمز تكريم إرث ديانا من خلال تغطيتها الخاصة التي تستعرض جوانب من حياتها. هذه التغطية لا تستعيد فقط ذكريات الأميرة، بل تُعيد التأكيد على رسالتها الإنسانية التي لا تزال تُلهم الأجيال.
حفل زفاف الأمير تشارلز وديانا سبنسر الاسطوري
أحد أشهر الزيجات الملكية في القرن العشرين أو ما يعرف "عرس القرن" أقيم الزفاف يوم الأربعاء 29 يوليو 1981 في كاتدرائية القديس بولس في لندن، المملكة المتحدة. ليجمع رابط الزواج بين العريس تشارلز هو الوريث المستقبلي للعرش البريطاني، والعروس ديانا وهي من أفراد عائلة سبنسر الأرستقراطية في المملكة المتحدة. كان حفل الزفاف تقليدي في كنيسة إنجلترا، ترأس آلان ويبستر عميد كاتدرائية القديس بولس الخدمة، وأجرى الزواج روبرت رونسي، رئيس أساقفة كانتربري. وكان من بين الشخصيات البارزة التي حضرت الاجتماع العديد من أفراد العائلات الملكية الأخرى، ورؤساء الدول الجمهوريين، وأفراد عائلات العروس والعريس. بعد الحفل ظهر الزوجان على شرفة قصر باكنغهام في عرف تقليدي للقصر الملكي. كان لدى المملكة المتحدة عطلة وطنية في ذلك اليوم للاحتفال بالزفاف. تميز الحفل بالعديد من الجوانب الاحتفالية، بما في ذلك استخدام عربات الدولة وأدوار حراس المشاة وسلاح الفرسان.
بروفا الزفاف
قبل يومين من الزفاف، قام الأمير تشارلز والأميرة ديانا ببروفة لطقوس الحفل في كاتدرائية القديس بولس، وشهدت تلك الفترة أيضًا احتفالًا فاخرًا في قصر باكنغهام بحضور 1400 من أفراد العائلة المالكة والضيوف، تلاه عشاء خاص لعدد قليل من المدعوين، وعشية الزفاف، كانت هناك عرض ضخم للألعاب النارية في هايد بارك جذب مئات الآلاف من البريطانيبن.
كان زواج الأمير تشارلز، أمير ويلز، من الراحلة ديانا سبنسر، أشهر حفل زفاف ملكي على مر العصور. لم يقتصر الأمر على حضور 3500 شخص حفل الزفاف في دير وستمنستر، بل اصطف أكثر من نصف مليون شخص في شوارع لندن في اليوم نفسه سعياً وراء رؤية الزوجين الملكيين حديثي الزواج
الطلاق الفوضوي
رغم محاولات الأمير فيليب للتوسط عبر رسائل كتبها إلى ديانا، التي أثارت انفعالاتها وتشاركها مع صديقاتها، لم تتمكن الأسرة من تفادي الانفصال. انفصل تشارلز وديانا رسميًا عام 1996 بعد 15عامًا من الزواج، واستمر كلاهما في أداء واجباتهما الملكية لفترة. ووصفته الصحافة بـ «الـفوضوي»، انفصلت ديانا عن العائلة المالكة، التي أنجبت لها الأميرين ويليام وهاري.
حادثة وفاة الأميرة
كانت ديانا وصديقها عماد الفايد الملقب بـ «دودي» ابن رجل الأعمال محمد الفايد قبل ساعات من مقتلهما متوجهين إلى فندق ريتز الذي يمتلكه لتناول العشاء ويذكر أيضًا أنه كان يمتلك شقة قريبة من الفندق في شارع أرسين هوساي Arsène Houssaye وكان الصحفيون والمصورون يلاحقوهما في المكان مما جعل دودي يرتب مع معاونيه في الفندق لحيلة يَخدع بها المصورون لإبعادهم عن ملاحقتهما، فقاد السائق الخاص به سيارته الليموزين وخرج بها من المدخل الرئيسى للفندق واستمر في السير فترة ثم عاد مرة أخرى إلى الفندق وبالفعل حدث ما أراد وذهب المصورون لكى يتعقبوا السيارة بواسطة الدراجات النارية، وأدركوا سريعاً أن هناك شيئاً ما يجرى على قدمٍ وساق ففضلوا البقاء في ساحة الفندق، وبعد 19 دقيقة من منتصف الليل خرجت ديانا مع دودى من الباب الخلفي للفندق المؤدي إلى شارع كمبون Rue Cambon ولم يركبا السيارة المرسيدس المعتادة، ولكن ركبا سيارة أخرى، وكان السائق الذي سيقود هذهِ السيارة هو الرجل الثاني المسؤول عن أمن الفندق هنرى بول، وجلس بجوارهِ تريفور ريس جونس وهو من رجال الحماية، وجلست ديانا مع دودي في الخلف وانطلقت السيارة.
ماذا قالت ديانا قبل وفاتها؟
يا إلهي، ماذا حدث؟ كانت هذه آخر أربع كلمات قالتها الأميرة ديانا. هذا ما قاله رجل الإطفاء كزافييه غورميلون، الذي أجرى لها الإنعاش القلبي الرئوي، ظانًا أنه أنقذ حياتها.
وداعاً يا وردة انكلترا
2.5 مليار شخص شاهدوا جنازة الأميرة، وكان نعش الأميرة ديانا المغطى برايات العائلة الملكية التقليدية، تم احضاره إلى لندن من مستشفى بيتي سالبترير في باريس بحضور زوج الأميرة السابق الأمير تشارلز وشقيقات الأميرة في يوم الوفاة 31 أغسطس عام 1997.
وصل الجثمان الى دير وستمنستر وكان جسد ديانا مُغطى بثوب أسود ذو أكمام طويلة صممته كاثرين ووكر، ووُضعت مسبحة في يد ألاميرة وهي هدية تلقتها من الأم تيريزا .
ظل تشارلز ووالده الأمير فيليب وأحفاده ويليام وهاري وشقيق ديانا تشارلز سبنسر يمشون وراء الجثمان حتي وصلوا الي داخل أراضي حديقة الثورب، التي دُفنت بها الأميرة والتابع لعائلة سبنسر .
الملكة اليزابيت.. تنحني
المؤرخة جين ريدلي، قالت إن «الملكة لا تنحني لأحد أبداً»، ومع ذلك، عندما كان موكب الجنازة يمر بقصر باكنغهام، شوهدت الملكة في المقدمة، "تنحني لزوجة ابنها. ورغم مرور 28 سنة على حادث وفاتها، فإن ذكرى الأميرة ديانا لا تزال تتصدر منصات التواصل الاجتماعي، حيث يحيي محبوها ذكرى رحيلها كل سنة بعبارات من أقوالها، أو برسائل محزنة على فراقها. وبعض مستخدمي منصة «إكس» وضع صور ديانا بعبارة «العالم لن ينسى أميرة القلوب».
علاقة الأميرة ديانا بالملكة إليزابيث؟
الأميرة ديانا كانت بالنسبة للملكة إليزابيث في نهاية المطاف "فتاة صعبة المراس"، أما ديانا فكانت تقول إنها "تحب حماتها حباً جماً" ومستعدة لعمل أي شيء من أجلها. ولكن الملكة لم تأخذ كثيراً هذه المشاعر على محمل الجد، خصوصاً بعد أن لمست الأثر الذي تركته ديانا، أميرة ويلز، على الأسرة الملكية في حياتها.
ديانا.... والتألق
ديانا فرانسيس سبنسر تألقت في ثمانينيات القرن الماضي، فأكسب دخولها العائلة الملكية البريطانية المالكة روحاً جديدة، فقد كانت وجهاً مختلفاً عما يعرفه الناس عن الأسرة المالكة آنذاك، إذ كانت صاحبة روح مرحة ومبتسمة، وسط أسرة لها ضوابط فيما يخص المرح والابتسامة.
كانت واحدة من أشهر النساء حول العالم، خصوصاً من خلال مناصرتها لقضايا إنسانية مهمة في تلك الحقبة، بما فيها الجمعيات الخيرية للأطفال، وإزالة الألغام الأرضية، والعنف المنزلي، والصحة العقلية.
ديانا تتصدر العناوين
تصدرت الأميرة الراحلة عناوين الأخبار في عام 1987، حين صافحت عمداً مريضاً مصاباً بالإيدز، في محاولة لتبديد الأسطورة القائلة إن فيروس نقص المناعة البشرية يمكن أن ينتقل عن طريق اللمس.
الأميرة ديانا كافحت بقوة التقاليد الملكية الصارمة وطبقت أفكارها الخاصة بإصرار كبير، بدءا من طريقة تربية ابنيها وليام وهاري، وصولا إلى اهتمامها بالأعمال الخيرية والقضايا العادلة، وفتحت أبوابا كانت موصدة أمام أفراد العائلة لفترة طويلة، وعندما توفيت في حادث مأساوي في 31 أغسطس/آب 1997 كانت الأميرة الشابة قد تركت إرثا غيّر وجه بريطانيا إلى الأبد.
في تقرير نشرته مجلة "بست لايف" Best Life Online الأميركية، قالت الكاتبة ديان كليهان إن الأميرة ديانا أضفت خلال حياتها القصيرة لمسات من الإنسانية والحداثة على العائلة الملكية البريطانية، وأجبرت أفرادها على إعادة النظر في العديد من التقاليد والبروتوكولات العريقة. وتستعرض الكاتبة في هذا التقرير كيف غيرت الأميرة ديانا العائلة المالكة إلى الأبد في السنوات القصيرة التي عاشتها.
ماذا تقول ديانا عن وليم وهاري
يقول أندرو مورتون، كاتب سيرة ديانا، لمجلة بيبول في قصة الغلاف الحصرية لهذا الأسبوع: "كانت ديانا تقول دائمًا إنها أنجبت ولدين لسبب ما - فالأصغر سيكون هناك لدعم الأكبر في المهمة الوحيدة كملك المستقبل
لماذا الجميع يحب الأميرة ديانا؟
كانت ديانا حالة إنسانية أحبها الجميع الخاصة والعامة، لأنها أثبتت أن "النخبة" مهما كان نوعها بهم أناس حقيقيون لا ينشغلون بالتقاط صورة ثم يغادرون، لقد كان ديانا عندما تضحك لطفلة لاجئة تفعل ذلك بصدق تكشف ذلك ملامحها الجميلة .
حياة الملوك والامراء
هل الملوك والامراء يعيشون حياة سعيدة. لا يمكن الجزم بأن حياة الأمراء سعيدة دائمًا، فالسعادة مفهوم نسبي وتختلف من شخص لآخر. بينما يتمتع الأمراء بالعديد من الامتيازات كالثروة والقوة والنفوذ، فإنهم غالبًا ما يعيشون تحت قيود شديدة من المسؤوليات والواجبات والتقاليد، مما قد يسبب لهم الضغط والضيق، وقد يضحون بحياتهم الشخصية من أجل واجباتهم الملكية.
أسباب قد تجعل حياة الأمراء شاقة:
المسؤوليات والواجبات:
غالباً ما يُفنون حياتهم في أداء واجباتهم الملكية تجاه الشعب والدولة، ويصبح هذا الدور هو محور حياتهم، كما ذكر في شأن إليزابيث الثانية التي اضطرت لحمل مسؤوليات دينية ومدنية كبيرة.
القيود الاجتماعية والشخصية:
قد يضطر الأمراء للتخلي عن رغباتهم الشخصية وقراراتهم الخاصة من أجل الحفاظ على صورة العائلة المالكة وتقاليدها، مما يحد من حريتهم.
الضغوط النفسية:
العيش تحت المراقبة الدائمة، والتعرض للانتقادات، والقلق الدائم بشأن الواجبات الملكية، كل ذلك يضع ضغطًا كبيرًا على الأمراء، وقد يدفعهم للشعور بالضيق والشقاء.
الحياة غير العادية:
قد يفتقدون الحياة الطبيعية التي تتمتع بها العائلات العادية، حيث يخضعون لبروتوكولات صارمة ويفتقدون الخصوصية. في المقابل، تتمتع حياة الأمراء ببعض جوانب السعادة:
الثروة والنفوذ:
يمتلكون ثروات ضخمة ويتمتعون بنفوذ واسع، مما يوفر لهم حياة مادية مريحة ويجعلهم قادرين على تحقيق الكثير من رغباتهم.
التعاطف والتقدير:
غالبًا ما يحظون بتعاطف الناس وتقديرهم، وخاصة إذا أظهروا تعاطفًا تجاه الفقراء والمحتاجين وتشاركوا في أعمال الخير، وتظل حياة الأمراء مزيجًا من السعادة والشقاء، حيث يواجهون تحديات فريدة قد لا يدركها الآخرون، بينما يتمتعون بامتيازات لا يمكن إنكارها.
حياة الأميرة ديانا هي مثال يحتذى به في حياة الأمراء التي احبها كل العالم ولكنها بقيت وحيدة في قصر باكنغهام .
رفضت العادات والتقاليد الملكية وتوجت ملكة على قلوب الناس وكانت سعيدة بأختضان الناس ومحبتهم لها .لذلك، فالسعادة مسألة شخصية تختلف من فرد لآخر، وتعتمد على عوامل متعددة كالصحة، والأسرة، والطموحات، ونوعية العلاقات، والشعور بالهدف، حتى لو كانوا يتمتعون بالسلطة والثراء.
في النهاية، السعادة لا ترتبط بالمنصب وحده، فالملك أو الأمير قد يكون تعيساً إذا كان يعاني من مشاكل صحية أو نفسية، في حين قد يجد آخرون السعادة في أداء واجباتهم والخدمة العامة.
Comments