bah واشنطن تلوّح بإنهاء دعم اليونيفيل وتدعو إلى تمكين الجيش اللبناني - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

واشنطن تلوّح بإنهاء دعم اليونيفيل وتدعو إلى تمكين الجيش اللبناني

08/28/2025 - 18:25 PM

Prestige Jewelry

 

 

 

بيروت تايمز - واشنطن - إعداد: جورج ديب

في تصريح يحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية دقيقة، أعلنت المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، أن الولايات المتحدة تعتبر هذا العام الأخير لدعمها تجديد ولاية قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، مشيرة إلى ضرورة أن يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه الجيش اللبناني خلال المرحلة المقبلة. وقالت شيا إن واشنطن تحث الدول المعنية على تحويل اهتمامها نحو دعم المؤسسة العسكرية اللبنانية، معتبرة أن تعزيز قدرات الجيش يشكّل أولوية في المرحلة المقبلة.

يأتي التصريح الأميركي في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لإعادة تقييم فعالية اليونيفيل، وسط تصاعد الأزمات الأمنية والاقتصادية في لبنان. ويُقرأ موقف واشنطن على أنه إعادة تموضع دبلوماسي، يهدف إلى تعزيز المؤسسات الوطنية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، بدلًا من الاعتماد على القوات الدولية، في ظل تراجع التمويل الخارجي وتنامي الحاجة إلى تمكين المؤسسة العسكرية كركيزة أمنية وسيادية.

اليونيفيل

تُعد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أحد أبرز أذرع الأمم المتحدة لحفظ السلام في المنطقة، وقد تأسست عام 1978 بموجب قرار مجلس الأمن رقم 425، إثر الاجتياح الإسرائيلي للجنوب اللبناني. توسعت مهامها بشكل كبير بعد حرب تموز 2006، بموجب القرار 1701، لتشمل مراقبة وقف الأعمال العدائية، دعم الجيش اللبناني في بسط سلطته على المناطق الجنوبية، وتنسيق العمليات بين الأطراف المعنية.

اليونيفيل تؤدي دورًا محوريًا في حفظ الاستقرار الحدودي، وتُسهم في منع التصعيد العسكري بين لبنان وإسرائيل، من خلال آليات التنسيق الثلاثي التي تجمع الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي والقيادة الدولية. كما تساهم في رصد الانتهاكات، تقديم تقارير دورية إلى الأمم المتحدة، وتنفيذ مشاريع إنمائية صغيرة تعزز العلاقة مع المجتمعات المحلية.

ورغم التحديات التي تواجهها، من قيود على الحركة إلى توترات ميدانية، تبقى اليونيفيل عنصرًا أساسيًا في معادلة الأمن في الجنوب اللبناني، إلى حين تمكين الجيش اللبناني من تولي كامل المسؤولية السيادية. وتُعد هذه القوة الدولية بمثابة مظلة دعم مؤقتة، تهدف إلى تعزيز الاستقرار، حماية المدنيين، وتوفير مساحة دبلوماسية لتفادي النزاعات.

الجيش اللبناني

لطالما شكّل الجيش اللبناني عنصرًا جامعًا في المشهد الوطني، رغم محدودية الإمكانات وتضاؤل الدعم اللوجستي. ويأتي هذا النداء الأميركي كفرصة لإعادة الاعتبار للمؤسسة العسكرية، عبر برامج دعم وتدريب وتمويل، قد تشكّل نقطة تحول في مسار الأمن الداخلي اللبناني، وتفتح الباب أمام شراكات دولية جديدة أكثر استدامة.

بيروت تايمز: لحظة تستدعي تحركًا جماعيًا

من موقعها الإعلامي والوطني، تدعو بيروت تايمز الجهات اللبنانية والدولية إلى التقاط هذه اللحظة السياسية، وتحويلها إلى مبادرة دعم جماعي للجيش اللبناني، بما يضمن تعزيز السيادة، حماية الحدود، واستقرار الجنوب.

إن إنهاء الدعم الأميركي لليونيفيل لا يجب أن يُقرأ كفراغ، بل كدعوة إلى ملء هذا الفراغ بمسؤولية وطنية ودولية مشتركة، تضع الجيش اللبناني في صدارة المشهد الأمني، وتعيد رسم معادلة الاستقرار على أسس لبنانية خالصة.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment