bah الإعلامية مي الخليل لـ بيروت تايمز: الإعلام ليس مجرد مهنة هو صوت الناس ومرآة للمجتمع وروح الوجدان - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

الإعلامية مي الخليل لـ بيروت تايمز: الإعلام ليس مجرد مهنة هو صوت الناس ومرآة للمجتمع وروح الوجدان

08/29/2025 - 14:01 PM

absolute collision

 

 

 

بيروت – بيروت تايمز – حوار خاص من اعداد منى منصور

في زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات وتتشابه فيه الكلمات، تخرج مي الخليل من بين السطور كأنها قصيدة لا تشبه أحدًا. هي ليست مجرد كاتبة، بل مرآةٌ للوجدان اللبناني، ونافذةٌ تطل منها الروح على قضايا الوطن والإنسان. إعلاميةٌ لا تكتفي بنقل الخبر، بل تزرعه في ضمير المتلقي، ومقدمة برامج تلفزيونية لا تكتفي بالحوار، بل تحوّله إلى لحظة صدق نادرة.

مي الخليل، ابنة حراجل التي تنساب فيها القصائد كما تنساب مياهها، نشأت في بيتٍ يعشق الكلمة، فكان الشعر في عروقها قبل أن تكتبه على الورق. خاضت تجربة إعلامية طويلة في المؤسسة اللبنانية للإرسال، حيث لم تكن مجرد موظفة، بل كانت ذاكرةً حيّة للمكان، وصوتًا لا يُنسى على الشاشة. لكنها، كما تقول، لم تساوم على حريتها، ولم تفرّط بكرامتها، فكانت تجربتها التلفزيونية درسًا في الوفاء والخذلان، وفي الصعود والانسحاب بشرف.

قلمها لا يعرف المجاملة، بل يكتب ليصلح، ليكشف، ليشفي. في مقالاتها، تهاجم للحق، وتنتقد للإصلاح، وتكتب لتوقظ الوعي من سباته. لا تؤمن بالخطوط الحمراء، ولا تخاف من مواجهة الزيف، سواء في الفن أو في السياسة. وهي التي ترى أن الفن هو لغة الخلود، والسياسة هي ثوب الكذب، تكتب عن كليهما بميزانٍ من الحكمة والجرأة، فتجعل من الحرف سلاحًا ومن الكلمة وطنًا.

مي الخليل لا تكتب لتُعجب، بل لتُغيّر. لا تكتب لتُصفّق لها الجماهير، بل لتصحو بها الضمائر. وهي التي تقول: "لو لم أكتب، لانتحرت"، تجعل من الكتابة خلاصًا، ومن الحبر حياةً، ومن القارئ شريكًا في الحلم والوجع.

مي خليل كتبت وانتجت حوالي ١٥٠ ترنيمة دينية واغنية وطنية وسوقت اعمالها باجراء حوالي ٦٠ مقابلة تلفزيونية وصحفية بالاضافة الى ٦ كتب درست ادرجت على لوائح المدارس اللبنانية هي روح تحاور الفضاء وقلم يكتب اسرار الوجود في زمن تتكاثر فيه الاصوات ....

في زمنٍ يضيع فيه المعنى، تبقى مي الخليل شاهدةً على الكلمة، وعلى لبنان الذي يسكنها أكثر مما تسكنه. هي الكاتبة التي لا تشيخ طموحاتها، ولا تهدأ أفكارها، ولا تنطفئ نار قلمها.

والى اللقاء الشيق

■ متى كانت بدايتك مع الكتابة؟ في أي عمر؟ وهل تكتبين ساعة تشائين أم ساعة يشاء الإلهام؟
- منذ صغري وأنا أعشق الأدب والشعر. ولدت في بيت مليء بالعشق للكلمة، فالشاعر الكبير موسى زغيب هو خالي، وأخي المحامي والشاعر سميح خليل، وأمي كانت تنظم القصائد وتنشرها في جريدة تحكي نشاطات الضيعة.

كما أن مياه ضيعتي "حراجل" تنساب شعرًا، إذ أن هناك أكثر من عشرين شاعرًا فيها، وهي تتميز بهذه الميزة عن باقي البلدات. في مدرستي عينطوره، كنت أتلقى تشجيعًا كبيرًا من الأساتذة، وكانوا ينشرون لي كتابات في مجلة المدرسة "La Tour"، ويقرأون مواضيع الإنشاء لي بعد كل مسابقة أمام الطلاب.

هكذا نمت موهبتي في البيت والمدرسة والجامعة، حيث درست الأدب العربي وكنت من المميزين. إلى أن أصبحت أرى ذاتي فقط في القلم، وأرى الحياة فقط في الكتابة، والمتعة فقط في الكلمة.

■ هل ترين أن الإعلام السياسي في لبنان يساهم فعليًا في توعية الجمهور، أم أنه بات جزءًا من الاستقطاب؟

- الناس في عصر الـتواصل الاجتماعي، أصبحوا أحرارًا، فلم يعد للمؤسسات الإعلامية تأثيرًا كبيرًا على الجمهور، خصوصًا أن المؤسسات الإعلامية صارت مرتهنة لأوامر الخارج ولقراراته المفروضة عليها، وحتى ضيوفها.

سابقًا، كان المشاهد عبدًا لما تبثه المؤسسة الإعلامية، أما اليوم فأصبح لكل فرد شاشة على هاتفه، هو يقرر ماذا يحضر، وهو حر باختيار البرنامج الذي يريد، وهو يكتب ما يشاء.
لذا، لم يعد الجمهور يؤمن بالإعلام السياسي لأنه مأجور. ونحن كلبنانيين نتنفس سياسة، نحن منها وهي منا.

من يتبع زعيمًا من هنا أو هناك، لا يمكن لإعلام الكون أن يغير اتجاهه أو محبته لهذا الزعيم أو ذاك. فنحن في لبنان، وطننا هم زعماؤنا وليس لبناننا.

■ كيف تختارين مواضيع كتاباتك؟ وهل هناك خطوط حمراء في وصف هذا أو ذاك؟

- لست مسيّرة من أحد في اختيار ما أكتبه، إن كان عن فنانين أم سياسيين أم آخرين. وأنا لا أسمح لأحد أن يضع لي خطوطًا حمراء، لذا ينعتون قلمي بأنه صادق وجريء، خاصة في مقالات النقد الفني والاجتماعي.

قلمي يهوى المثل العليا، لذا عندما أنتقد أكتب للإصلاح، وعندما أهاجم، أهاجم للحق. أحب أن تكون كلمتي دواءً للاوعي كي يصير وعيًا، وللوعي كي يصير قدوة، وللشر كي يرى ذنوبه، وللخير كي يبقى خيرًا، وللكره كي يعود للحب، وللحب كي يبقى أبديًا ومستمراً. أحب ألا يقترب من أبناء الحياة الأذى، وألا تقترب أمراض هذا الزمن من قلوب البشر: يأس، كبرياء، حقد، كره.

أحب أن يغير قلمي كل شيء تغير. لذا تأتي كتاباتي تارة قاسية بنقدها، وطورا حنونة بوصفها، وكل ذلك كي يرتاح ضمير الزمن بضميري.

■ كيف تصفين تجربتك في العمل التلفزيوني، خاصة أنك أمضيت سنين مديدة في المؤسسة اللبنانية للإرسال؟ وما هي التحديات التي واجهتها؟

- بعد تجربتي في المؤسسة اللبنانية للإرسال كتبت شعاري: "لا يجب على المرء أن يبيع وقته مهما كان الثمن لمن لا ثمن له مع الوقت."

بداية، كانت المحطة نجمة، وكل من كان يعمل فيها أو يظهر على شاشتها يصبح نجمًا.
مع الوقت، تبدلت تلك النجمة، صغر حجمها وخفت نورها، فبات الموظف يشكو غدرها، والمشاهد يشكو سخفها.

جازتني وأتعبتني بالسوء في المعاملة، وما أصعب أن تغدر بك مؤسسة أمضيت فيها نصف عمري، فتخرج منها شاكياً باكياً لا مبتسمًا شاكراً.

أقول ذلك بعد تجربة معها، إذ بلغتني مسؤولة شؤون الموظفين بترك العمل بعد ٣٦ سنة، وأنا كنت بالمستشفى وهي تعلم بذلك. عدا أن لدي شلل برجلي، لم تحتضنني بعد هذا الوفاء مني طيلة هذه السنين، إذ أوقفت عني الضمان الصحي أيضًا.

الكتابة ليست مجرد موهبة بل رسالة واكتشاف وجود نفهمه ويفهمنا بعد ٣٧ سنة من العمل التلفزيوني تعلمت ان الوفاء اصدق من الوقت، وقلة الوفاء ابشع من النهاية وخاصة حين تخرج شاكيًا باكيًا لا حامدًا و راضيًا.

هكذا نحن في لبنان. فالعمل في هذا التلفزيون، وما عاناه الكثيرون غيري، لم تره إلا أعين السماء. لذا، بعد هذه التجربة الغدارة معها، أقول نصيحة لكل موظف، لكل صحفي:
الحرية هي عظمتك، وهي كرامتك، وهي كيان حياتك.

■ كيف توازن مي خليل بين الجدية السياسية والكتابة عنها، وبين رقة الحوارات والكتابة عنها؟
ليست السياسة متحجرة، ففي مرونتها يتجلى ذكاء الدهر. وعندما أكتب مواضيع سياسية، لا أهاجم السياسة ولا أربابها، بل أعتب عليها وعلى ذكائها. لا أحاربها بسيفي وقلمي، بل أجعلهما سلاحًا لمعركتي معها، لأنها لا تجرحني مهما كان سيفها. ما يعجبني بالسياسة ليونتها رغم أنها ليست حقيقية، وما لا يعجبني فيها أنها لا تسعى كما الفن إلى ضياء الوجود، بل إلى تزييفه.

في الحوارات الفنية، تشعرين بنظرات الإبداع وكأنها حوار مع الجمال، مع الصدق، مع الحب. بينما السياسة تكذب كي تستمر، حتى لدى محاورتك لسياسيين، تشعرين بأنك لا تفهمين ما تريدين، ولا تسمعين ما تودين.

عكس الفن الذي هو مرآة الذات، معه ترتاح الروح لأنه يترجم هواجسها ويجسد أحلامها. وأحرص ألا أخدع عندما أكتب أو أحاور سياسيًا، كي لا أسقط مع سقوطهم.
بينما في محاوراتي مع المبدعين، أشعر بالارتقاء، لأنهم يقولون خوالج قلوبهم، ولا أرى بينهم من يكذب، عكس السياسيين الذين لا أرى بينهم من يصدق.

■ ما الذي يستهويك في الكتابة الفنية؟ وهل ترين أن الفن يمكن أن يكون وسيلة للتعبير السياسي أيضًا؟

- الفن هو فن الحياة البعيدة عن الموت، هو لغة الخلود ولوحة الأبد ترسمها ريشة الإبداع. الفن لا يتجلى استثنائيًا إلا في المجالات المستحيلة، هو الخلق وهو الولادة لكل يوم ولكل دهر. بينما السياسة ليست لغة الخلود، وليست بسمة الحياة. فمثلًا، من يتذكر من كان وزيرًا للعمل زمن جبران خليل جبران؟

ذاك الوزير رحل، وبقي جبران خليل جبران. كل السياسيين يرحلون، وكل المبدعين يرحلون. السياسة تختلف عن الفن، هي في المجالات اللا مستحيلة لأنها عشيقة الكذب، وهو في المجالات المستحيلة لأنه عشيق الإبداع. ومتى امتزج الفن بالسياسة، يسقط رونقه مهما كان ملامسًا للفضاء، لأن الفن يتربع على كرسي الخلود، بينما السياسة تبقى على كرسي الفناء. الفن يبني ويعلّم ويمتع ويصحّح ويشفي. ولا مرة أخطأ الفن، فإن جنّ يبدع، وإن فقد الوعي يمتع. بينما السياسة حين تجن تؤذي، وحين تكون عاقلة تكذب. ولا مرة صدقت السياسة كي تبقى ذاتها. لذا يجب ألا يكون الفن سوى تعبيرًا عن الجمال، لأنه إذا امتزج بالسياسة يخسر ويسقط.

■ ما الذي دفعك لاختيار الكتابة؟ وهل كنت تحلمين بذلك منذ الصغر؟

- لم أختر أنا الكتابة، هي من اختارتني. أشعر أن مخيلتي تحبل بالأفكار وتأمرني أن أكتبها كي تريحني. لذا، عندما أكتب أرتاح، وأحمل في صدري وقلبي أحاديث الأزل أرويها للناس. وحدها الكتابة وسيلة للبوح بأسرار الوجود الذي يحملني إياه الله بتتويجي بهذه الموهبة. وأجمل شعور هو عندما أجد من يقرأني بلذة، ومن يفهمني بقناعة، ومن يقول لي: رائع هنا، وروعة هناك.

الكتابة هي وسيلتي لأفهم الآخرين في ذاتي، ولأفهم ذاتي في الآخرين. نعم، حلمت منذ صغري أن أصبح كاتبة، وكنت في المدرسة عندما ندرس حياة الأدباء، أتخايل نفسي بذاك اليوم الذي سيأتي ويدرس الطلاب حياتي. حلمت أن أصبح كاتبة لأنني أردت أن أرى ما لا يُرى، وأن أكتشف المجهول، وأن ألمس خيالي، وأن أعيش غريبة بين الغرباء، ووحيدة بين الآلاف، لأنني أرى في وحدتي منذ صغري، وما زلت، غربتي تارة، وعظمتي طورًا، وأحيانًا حزني.

■ كيف تؤثر عليك القضايا التي تتبدل يوميًا؟ وهل تجدين متنفسًا خارج الكتابة؟

- هناك ثوابت في الحياة لا أحد يقدر على تغييرها مهما تغيرت الحياة: الحب، الكره، الغريزة، المرض، العمر. هذه الثوابت كل من الأدباء يصفها بأسلوبه، كما يرى نفسه في الحياة، لا كما يرى الحياة في نفسه.

صحيح أن أساليب الشعر تطورت، لكن المواضيع هي ذاتها. أنا لا أؤمن بحضارة الكلمة، لأنها منذ البدء كانت هي هي ولم تتبدل، وإلى الأبد ستبقى هي هي. هو الأسلوب من يتبدل، وربما الرؤيا أيضًا تتبدل.

حتى الذكاء الاصطناعي لن يستطيع تبديل معنى واحد للكلمات. فمهما بدّل الإنسان وطوّر لباسه، أكله، سيارته، طائرته، طريقة عيشه، لن يقدر أن يبدل رؤية الحياة له، أو أن يبدل غريزة من غرائزه، أو أن يلغي حاجة من حاجاته.

هكذا هي الكتابة: ترجمة لغرائز الإنسان، لا بل هي غريزة الوجود والحياة. ما من أحد يستطيع إلغائها مهما علا شأن غيرها من الفنون. وحدها الكتابة أثيري، هي عالمي، بها أهرب إلى حيثما أبدأ يوجد هروب. ولولا الكتابة، ولولا شغفي وعشقي للقلم وللحبر، لكنت انتحرت، لأن السخافة التي نعيشها تقودنا للعدم. الكتابة بالنسبة لي هي ثبوتيتي، وهي شفائي من وجع الأيام، وعبء النهاية. بها أتخطى حدود الكون والحياة وذاتي، لأحلّق إلى أبعد كوكب.

■ ما هي القيم التي تحرصين على إيصالها من خلال كتاباتك؟

- أنا أكتب بحثًا عن ذاتنا في ذات الوجود، وبحثًا عن ذاته في نزعاتنا وهواجسنا. أعتبر الكتابة جوهرة سماوية في عنقي، وهي رسالة في حياتي، وحب في قلبي، ومتعة في لاوعي، ووعي في عقلي.

كتاباتي هي خواطر فلسفية، لا أريد التغيير فيها، بل أريد إيصال الخير الذي في داخلنا إلى حياتنا. الخواطر الفلسفية لا تموت، لأنها لسان الزمن في كافة مراحله.
من خلال كتاباتي، أريد إيصال القارئ إلى ذاته التي هي مرآة للخير، للسلام، الذات المجردة، الخالية من اكتساب ما يُكتسب.

■ كيف تصفين علاقتك بالقراء؟ وهل تتلقين آراء أو رسائل تلامس وجدانك؟

- أنا أكتب نصف ذاتي، وأترك النصف الآخر للقارئ كي يكمله، وأشعر أنني ذات القارئ، وأتوق أن يشعر هو أنني ذاته بكتاباتي. حاجة روح القارئ هي نفس حاجة روحي. أفرح عندما أجد قرائي يقولون لي: ما أروع هذا المقال، وما أجمل هذه الخاطرة. عندها أعتبر أنني نلت مكافأة تعبي، وكأن القارئ هو حبيب كلمتي، إن لم يغازلها أو يمدحها، تحبط وتحزن.

أغلب الرسائل التي أتلقاها من القراء تحمل معنى واحد: لقد شعرنا أنك تكتبين مشاعرنا وتترجمين أحلامنا، دون أن يكون لدينا معرفة لكيفية ترجمتنا لمشاعرنا.
فكتاباتك مرآة لنا، وكأن الكاتب يرى ما لا يُرى، ويلمس وجدان الوجود الخفي الذي كلنا نتوق إليه هربًا من هذا الوجود.

■ ما هي طموحاتك المستقبلية؟ وهل هناك مشروع ما تحلمين بتحقيقه؟

- طموحي لا يشيخ، لأنني أبحث في المجهول عن سببه، ولأنني أرى ما لا يُرى، ولأن الآتي هو كتابي، والحاضر هو قلمي، والماضي هو أفكاري. طموحي أن تردد الأجيال: "هكذا تقول مي خليل."

■ أجمل خاطرة كتبتها؟

كل خواطري هنّ بنات إعجابي. وجوابًا لسؤالك عن الطموح، سأقول ما كتبت: "كثرة الراحة تتعب ذوي الطموح."

■ كلمة أخيرة إلى قراء بيروت تايمز

أشكر الإعلامية الراقية منى منصور إبراهيم، وأعتبر أن كتبي خُلّدت لأنني تكلمت عنها في بيروت تايمز، هذه الصحيقة الثقافية التي تتباهى الثقافة بها، والتي أتمنى لها دوام النجاح، لأنها تخلق نجاحات وتنير بالإبداع.

 

وزير الثقافة في لبنان القاضي محمد وسام المرتضى يقدم شهادة تقديرية للشاعرة والكاتبة مي الخليل

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment