bah منبر الوحدة أم منصة التهديد؟ خطاب هادي أبو الحسن بين الحماسة والترهيب - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

منبر الوحدة أم منصة التهديد؟ خطاب هادي أبو الحسن بين الحماسة والترهيب

08/29/2025 - 14:18 PM

Bt adv

 

 

السفير الدكتور هشام حمدان

في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى خطاب جامع ومسؤول، يخرج علينا بعض السياسيين بلغة لا تمت إلى روح الوحدة الوطنية بصلة، بل تستحضر مشاهد الترهيب والتخويف التي ظن اللبنانيون أنهم تجاوزوها.

ما شهدناه في مهرجان النائب هادي أبو الحسن لا يمكن وصفه إلا بأنه انزلاق خطابي، حيث طغت الحماسة على الحكمة، وغابت الرسالة الاشتراكية التي لطالما نادت بالعدالة والتضامن، لتحل محلها مفردات التهديد والفرز والإقصاء.

إن استحضار مشاهد البطش والترهيب، والتلويح بحرق البيوت والقتل، لا يخدم مشروعًا وطنيًا، ولا يليق بمن يفترض به أن يكون صوتًا للحوار والتلاقي. فالوحدة الوطنية لا تُبنى على لغة "لن ننسى ولن نسامح"، بل على الاعتراف بالاختلاف واحترام الآخر، مهما تباينت المواقف.

أما الحديث عن "الفرز" و"كشف الحقائق"، فليكن عبر المؤسسات، لا عبر المنابر المشحونة. فلبنان لا يحتاج إلى مزيد من الانقسام، بل إلى من يضمد الجراح ويعيد الاعتبار للخطاب السياسي الرصين.

في هذا السياق، نؤكد أن الثبات الحقيقي لا يكون في التهديد، بل في الالتزام بالمبادئ، وأن الانتهازية لا تُحارب بالإقصاء، بل بالشفافية والمحاسبة. فليكن صوتنا صوت العقل، لا صدى الماضي.

قال أبو الحسن – نقلاً عن صفحته:

"فيما مضى سامحنا ولم ننسَ… اليوم لن ننسى ولن نسامح!

الثبات خيارنا… والانتهازيون لا مكان لهم. إنه وقت الفرز بالمواقف، حيث تُكشف الحقائق، ولا مكان بيننا لأصحاب المواقف المزدوجة والملتوية، ولا للمهللين للعمالة والمرتهنين والمتزلفين".

وقد كتبت على صفحة حضرة النائب ردي مباشرة، وهو كالتالي:

أستاذ هادي،

تحية طيبة،

أقول لك ولوليد جنبلاط:

أنا هشام حمدان، لا أخاف تعابيرك، ولا تهديداتك، ولا كلماتك الشعبوية.

أنت لا خيمة فوق رأسك.

من أنت لتُهددنا؟

أنت مواطن لا أكثر، وبيننا المحاكم والقانون. زمن "الشبحية" انتهى.

هل تفهم؟

زمن "الشبيحة" انتهى.

احفظ لسانك في مخاطبة الرأي الآخر.

لا التهديد يُخيفنا، ولا النيابة تُدغدغنا، ولسنا ممن يلعقون الأحذية من أجل المناصب.

كنت أقرأ كلماتك بتمعّن لأفهم الرأي، فوجدتك تُهدد. هذا غير مقبول، حتى لو لم أكن أنا المقصود.

اخرج من لغة الحرب ولغة العنف، وادخل باب الحضارة البشرية، حيث لا زعامة ولا إقطاع، بل سياسيون يُسألون عن نتائج أعمالهم بكل مفهوم ديمقراطي طبيعي.

لقد كتبت مقالات عدة، وكنت أحرص على إرسالها إلى حضرة النائب في إطار احترام المقامات والتعبير الديمقراطي عن الرأي.

لم يجد حضرة النائب ضرورة للرد، حتى بدأت حملات الانتخاب والحاجة إلى شحن النفوس وتجييش الناس.

لن نصمت، وسنعلي الصوت.

وأقول لك: لم تكونوا يومًا قادة، بل كنتم تُقادون منذ أيام حافظ الأسد وحتى اليوم.

سيأتي اليوم الذي سنُحاسبكم فيه أمام الرأي العام العالمي. أنتم أصحاب الأيدي الملوثة بدماء آلاف المدنيين الأبرياء.

أنا أعتبر تهديدك هذا مشروع فتنة وحرب أهلية جديدة.

أخيرًا، نكرر القول:

توقفوا عن الشعور بأن الدروز مطوّبون لقصر المختارة.

كفى تدخّلًا في شؤون أهلنا في سوريا، كفى اتجارًا بمعاناتهم.

لديهم طاقات أهم منك ومن "الزعيم" حولك.

اتركوهم في حالهم.

تدخلاتكم هي التي خلقت هذه الانقسامات بين الدروز، وكذلك ردود الفعل السلبية ضدهم عند الجماعات العقائدية.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment