bah الجيش اللبناني يشيّع شهيديه... والحدود تكتب بالدم قصة الصمود - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

الجيش اللبناني يشيّع شهيديه... والحدود تكتب بالدم قصة الصمود

08/29/2025 - 15:58 PM

Bt adv

 

 

بيروت – منى حسن – بيروت تايمز

شارك قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، قبل ظهر اليوم، في مراسم تشييع الملازم أول الشهيد محمد إسماعيل والمعاون أول الشهيد رفعت الطعيمي، اللذين ارتقيا أمس إثر انفجار مسيّرة إسرائيلية مفخخة أثناء قيامهما بعملية كشف ميدانية في بلدة الناقورة الحدودية.

الحدث الذي وقع بتاريخ 28 آب 2025، هزّ المؤسسة العسكرية وأعاد تسليط الضوء على المخاطر الأمنية المتزايدة في الجنوب اللبناني، حيث لا تزال المسيّرات الإسرائيلية تشكّل تهديدًا مباشرًا على حياة العسكريين والمدنيين على حدّ سواء.

وقد جرت مراسم التشييع وسط حضور رسمي وشعبي حاشد، عبّر عن تضامن واسع مع عائلتي الشهيدين، ووفاءً لتضحياتهما في سبيل حماية السيادة الوطنية. العماد عون تقدّم المشيّعين، وأدّى التحية العسكرية أمام نعشي الشهيدين، مؤكداً في كلمة مقتضبة أن "دماء إسماعيل والطعيمي لن تذهب سدى، وأن الجيش سيواصل أداء واجبه مهما بلغت التحديات".

الشهيد محمد إسماعيل، من مواليد داريا – الشوف عام 1996، تطوّع في الجيش بصفة تلميذ ضابط عام 2016، وكان قد نال تنويهات متعددة من قيادة الجيش تقديراً لالتزامه ومهنيته. أما الشهيد رفعت الطعيمي، من مواليد تربل – زحلة عام 1980، فقد التحق بالمؤسسة العسكرية عام 2001، وهو متأهل وأب لستة أولاد، وقد حاز بدوره على عدة أوسمة وتنويهات خلال مسيرته.

قيادة الجيش نعت الشهيدين في بيان رسمي، مؤكدة أن "العدو الإسرائيلي يتحمّل مسؤولية هذا الاعتداء السافر"، مشيرة إلى أن التحقيقات مستمرة لتحديد طبيعة المسيّرة المفخخة التي انفجرت أثناء محاولة تفكيكها.

الجريمة الأمنية التي أودت بحياة إسماعيل والطعيمي أعادت طرح أسئلة ملحّة حول ضرورة تعزيز إجراءات الحماية على الحدود، وتفعيل التنسيق الدولي لردع الانتهاكات المتكررة التي تطال الأراضي اللبنانية.

فيما تستمر التحقيقات، يبقى وقع الفاجعة حاضرًا في وجدان اللبنانيين، الذين ودّعوا اليوم اثنين من أبنائهم الأبطال، وسط دعوات لتكريم تضحياتهم بما يليق بمقام الشهادة.

 

بيان جديد للجيش 

صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: تتناول وسائل الإعلام معلومات حول موقف قيادة الجيش من المهمات التي تتولاها المؤسسة العسكرية في المرحلة الحالية. 

تؤكد قيادة الجيش أنها تنفذ مهماتها بأعلى درجات المسؤولية والمهنية والحرص على أمن الوطن واستقراره الداخلي، وفق قرار السلطة السياسية، والتزامًا بأداء الواجب مهما بلغت الصعوبات. 

إن الواجب الوطني الذي يتشرف الجيش بأدائه هو التزام ثابت لا تراجع عنه، وقد بذل العسكريون من مختلف الرتب تضحيات كبيرة في هذا السياق خلال مختلف المراحل، بخاصة مع استمرار العدو الإسرائيلي في اعتداءاته على وطننا. 

تدعو القيادة وسائل الإعلام إلى عدم تناول شؤون المؤسسة العسكرية وإطلاق التكهنات حيال قراراتها، والعودة إلى بياناتها الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة.

 

المشهد السياسي 

في المشهد اللبناني الراهن، يتعامل حزب الله مع التطورات على قاعدة أن التصعيد الإسـرائيلي ليس مجرد احتمال بعيد، بل واقع مرجّح خلال الأسابيع المقبلة. هذا التقدير بات جزءاً من حساباته اليومية، بحيث ينعكس في خطاباته وخياراته الميدانية وحتى في رسائله غير المعلنة. 

اكدت مصادر الثنائي الشيعي لـ " بيروت تايمز " طبيعة هذا التصعيد المحتمل تبقى ضبابية، فلا أحد يعرف إن كان سيأخذ شكل غارات جوية مكثفة تطاول البنية التحتية العسكرية والقرى الحدودية، أو حملة مركزة على الضاحية الجنوبية بعد إنذارات وإخلاءات، أو حتى مغامرة برية محدودة في البقاع أو جنوب الليطاني، وهو سيناريو لا يزال مطروحاً رغم كلفته الباهظة على الجانبين. 

 

أيلول شهر صعب 

 ووصفت مصادر سياسية شهر أيلول بأنه صعب واشارلت المصادر بأن مرور شهر أيلول من دون انفجار عسكري، قد يخفّف نسبياً من احتمالات الحرب على المدى القريب، ويدفع الاستحقاق إلى ما بعد فصل الشتاء. 

وتزكر هذه القراءة إلى عوامل عدة، أبرزها العودة المتسارعة لسكان المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة بعد أشهر من النزوح، إضافة إلى بدء العام الدراسي وما يترافق معه من ضغط شعبي على الحكومة الإسرائيلية لتثبيت مظاهر الاستقرار. 

هذه المؤشرات لا تعني انتهاء التهديد، لكنها توحي بأن أي تصعيد قد يؤجَّل إلى توقيت يراه الطرف الإسرائيلي أكثر ملاءمة من الناحيتين السياسية والعسكرية. 

على خط موازٍ، يُظهر حزب الله حذراً لافتاً في التعامل مع الداخل اللبناني. فهو من جهة يتعاطى بجدية تامة مع التهديدات والإشارات العسكرية، فيعيد ترتيب تموضع قواته ويكثّف جهوزيته على الجبهات، ومن جهة أخرى يتجنّب الانخراط في أي مواجهة داخلية قد تستنزفه سياسياً وشعبياً. يدرك "الحزب" أن أي اختبار ميداني في الداخل – سواء كان أمنيا أو سياسيا – سيضعه في موقع حرج في لحظة يحتاج فيها إلى تثبيت الاستقرار، لا سيما وأنه منغمس في عملية إعادة ترميم بعد الحرب الاخيرة. 

هذا التوازن بين الاستعداد العسكري والتريث الداخلي يكشف عن معادلة دقيقة يحاول الحزب الحفاظ عليها: مواجهة جدية في الخارج مع تفادي الانجرار إلى معارك استنزاف داخلية. وهو بذلك يسعى إلى تمرير المرحلة الراهنة بأقل الخسائر الممكنة، بانتظار اتضاح المشهد الإقليمي وتبلور القرار النهائي في تل أبيب بشأن شكل المواجهة المقبلة وتوقيتها. 

باختصار، تبدو الأسابيع المقبلة محكومة بمعادلة الانتظار المتوتر: تصعيد محتمل يتعامل معه الحزب كأمر واقع، مقابل حسابات إسرائيلية قد تدفع إلى التأجيل. أما لبنان، فمجدداً يجد نفسه على خط التماس بين الاستحقاقات الإقليمية ومتطلبات الاستقرار الداخلي، في معادلة شديدة الحساسية عنوانها الأساسي "تأجيل الانفجار لا إلغاؤه".

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment