…. حبس أنفاس والجمعة لناظره قريب: تسوية أم انفجار أم تأجيل؟…
مصادر نياببة لـ "بيروت تايمز" لبنان قد يذهب في اتجاه تعليق قراراته بسبب عدم موافقة "إسرائيل" على البنود كان متفقًا مع براك
بيروت - منى حسن - بيروت تايمز
رئيس مجلس النواب نبيه بري يوجه خطابًا سياسياً غدًا في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر سيركز فيه على تعقيدات ملف التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، وسوف يعيد تأكيد رفضه لأي تنازل، وسط استمرار الخروقات الإسرائيلية وغياب اي التزام من قبل تل ابيب.
وسوف يبرز بري التوافق مع حزب الله في رفض تقديم مهلة زمنية لتسليم السلاح، ويعيد التنبيه إلى أن قرار الحكومة بشأن السلاح قد يهدد التوازن الداخلي ويزيد التوتر، ولذلك سيدعو إلى التركيز على أولويات انهاء الاحتلال ووقف الخروقات ودعم الجيش، مع التشديد على أهمية الوحدة الوطنية كضمانة لمواجهة التحديات.
وفيما تؤكد مصادر مقربة من حزب الله أن العلاقة بين الحزب وقائد الجيش العماد رودولف هيكل اكثر من ممتازة، ولفتت الى ان التعاون المتواصل بين قيادة الجيش وممثلي حزب الله يشكل عاملا رئيسيا في الحفاظ على الاستقرار وتجنب أي تصعيد ميداني. وتقول اوساط سياسية إن استراتيجية الجيش في ملف السلاح تقوم على نهج تدريجي يهدف إلى ضبط السلاح، مع الحرص على تجنب أي صدام داخلي.
جلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة المقبل
كل الأنظار تتجه الى جلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة المقبل، في الخامس من أيلول، بعدما كانت مقررة يوم الثلاثاء، حيث من المفترض أن يناقش المجلس خطة الجيش المقترحة لحصرية سلاح حزب الله بيد الدولة اللبنانية وان هذه الجلسة تحظى باهتمام خاص نظراً لارتباطها بخطة الجيش والنقاش الداخلي بشأن أولويات المرحلة المقبلة.
مصادر مواكبة اكدت لـ "بيروت تايمز" ان حزب الله يجري حالياً مروحة اتصلات بدأها مع حلفائه والقوى الدائرة في فلكه، على ان تشمل الاسبوع المقبل غالبية القوى السياسية.
تباين في المواقف
في وقت تتباين فيه مواقف الأطراف بين الدعوة إلى التهدئة والتمسّك بالمواقف الثابتة، لا سيما وان الاميركيين الذين فشلوا في انتزاع تنازلات من إسرائيل، اعادوا مجددا الضغط على لبنان ، مطالبين بالبدء بسحب السلاح قبل أي انسحاب إسرائيلي أو وقف للضربات وهذا ما أبلغه الموفد توم براك والوفد الاميركي الى المسؤولين اللبنانيين.
ومن المتوقع، وفق مصادر سياسية، ان يتركز النقاش خلال جلسة مجلس الوزراء على خطة الجيش، مع توجه واضح للاكتفاء بتسجيل المعرفة بالخطة من دون اتخاذ قرار فوري بالتنفيذ، انتظارًا لتوفر الظروف المناسبة.
وستعرض القيادة العسكرية كافة المعطيات والتحديات التي تواجهها، والتي قد تؤخر إنجاز المطلوب منها ضمن المهلة المحددة.
استكمال إنجاز خطة الجيش اللبناني
في ظل الترقب السياسي والأمني، كشفت مصادر سياسية لـ بيروت تايمز أن إرجاء جلسة مجلس الوزراء لثلاثة أيام فقط يأتي في سياق استكمال إنجاز خطة الجيش اللبناني، إلى جانب التمهيد السياسي والوزاري اللازم لإقرارها ضمن الجلسة المقبلة. وتُعد هذه الخطة محورًا أساسيًا في المرحلة الراهنة، لما تحمله من تداعيات أمنية وتنظيمية على مستوى البلاد.
وفي هذا السياق، جاءت زيارة الوزيرين متري ومكي إلى الرئيس نبيه بري في عين التينة، لتؤكد استمرار التنسيق بين رئاسات الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي، بهدف تمرير الجلسة الوزارية بسلاسة، وتحقيق نتائج منسجمة مع القرار السياسي، مع الحرص على تفادي أي أزمة حكومية أو سياسية قد تنشأ عن الجلسة.
من جهة أخرى، حذّرت مصادر اقتصادية لـ بيروت تايمز من استمرار حالة "الرمادية" التي يعيشها لبنان حتى عام 2026، مشيرة إلى بطء وتيرة الإصلاحات، واستمرار المخاطر الاقتصادية والمالية التي تهدد الاستقرار الداخلي، في ظل غياب رؤية واضحة للخروج من الأزمة.
وتعكس هذه التطورات حجم التحديات التي تواجه لبنان، حيث تتقاطع الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية في لحظة دقيقة، تتطلب توافقًا داخليًا واسعًا وإرادة حقيقية للإنقاذ.
الناطق الرسمي لليونيفيل
في تصريح لافت، أكد الناطق الرسمي باسم قوات اليونيفيل العاملة جنوب لبنان، أندريا تيننتي، أن الجيش اللبناني لا يمتلك الإمكانات الكافية التي تتيح له الانتشار الكامل في الجنوب، مشددًا على أن هذا الانتشار يبقى مشروطًا بانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس المتنازع عليها.
وأضاف تيننتي أن القرار الدولي 1701، الذي أُقرّ عام 2006، لا يزال يشكل الإطار الأساسي لضمان الاستقرار في الجنوب، مشيرًا إلى أن اليونيفيل تواصل تنسيقها الوثيق مع السلطات اللبنانية لدعم الجيش في مهامه، خصوصًا في ما يتعلق بنزع السلاح غير الشرعي.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه التحديات الأمنية على الحدود الجنوبية، وسط دعوات داخلية لتعزيز قدرات الجيش اللبناني وتوفير الدعم اللوجستي والسياسي اللازم لتمكينه من أداء دوره الوطني في حماية السيادة ومنع التصعيد.
مهمة براك واورتاغوس؟
في تطور لافت، كشف مسؤول رفيع لـ بيروت تايمز أن ما كانت تُعرف بـ "مهمة براك واورتاغوس" قد انتهت فعليًا، مؤكدًا أن "الأمر حُسم، ولم يعد ثمة ما يُقال حولها، فقد رموا كرة نار في يد لبنان"، في إشارة إلى تداعيات المرحلة المقبلة التي باتت تتطلب مواجهة داخلية أكثر من انتظار الحلول الخارجية.
وبحسب مصادر أمنية مطلعة، فإن الخطر الذي يتهدد لبنان لم يعد محصورًا بالعوامل الخارجية، بل بات يتغلغل في الداخل، في ظل الانقسام الحاد بين مكوناته السياسية والاجتماعية، واستعداد بعض الأطراف – وفق المصادر – لإدخال البلاد في دوامة الفوضى، حتى لو تطلب الأمر الاستعانة بالخارج ضد شركائهم في الوطن.
وتأتي هذه التصريحات بعد سلسلة زيارات قام بها الموفد الأميركي توماس براك و مورغن اورتاغوس إلى بيروت، والتي حملت رسائل سياسية وأمنية متشابكة، أبرزها دعوة لبنان إلى النأي بالنفس عن الصراع الإيراني الإسرائيلي، وتحذيرات من ردود فعل عسكرية محتملة في حال تم استخدام الأراضي اللبنانية في أي مواجهة.
في ضوء هذه المعطيات، يبدو أن لبنان دخل مرحلة جديدة من التعقيد، حيث لم تعد المبادرات الدولية كافية لاحتواء التوتر، بل باتت الحاجة ملحّة إلى توافق داخلي يحصّن البلاد من الانهيار، ويمنع تحويلها إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.
وليد جنبلاط
قال الوزير السابق وليد جنبلاط إن الجيش قادر على تنفيذ خطته لنزع سلاح إذا اعتمدنا الإجراءات المناسبة وطريقة ذكية للحوار ورفضنا الإملاءات الإسرائيلية والإيرانية يمكن الوصول إلى نتيجة. أما الأسلوب العنيف والمواجهة العسكرية فلن يؤديان إلى شيء.
Comments