bah قطر تتعهد باستمرار وساطتها رغم “العربدة السياسية” للضربة الإسرائيلية على الدوحة - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

قطر تتعهد باستمرار وساطتها رغم “العربدة السياسية” للضربة الإسرائيلية على الدوحة

09/10/2025 - 14:43 PM

absolute collision

 

تحقيق سياسي - اخباري خاص لـ بيروت تايمز

++++++++++++++++++++++++++++++++

 

مصادر قطرية لـ "بيروت تايمز"
الضحية الاولى في الهجوم على قطر ربما ستكون انهيار جهود الوساطة القطرية واطالة أمد الحرب وزيادة معاناة المدنيين

 

مصادر دبلوماسية لـ "بيروت تايمز"
الهجوم ستكون له تداعياته الخطرة على المستويين الاقليمي والدولي

 

مصادر سياسية لـ "بيروت تايمز"
لبنان، الذي يحتضن بنية سياسية وأمنية هشة، قد يجد نفسه مجددًا عرضة لهزّات إقليمية تفوق قدرته على التحمل

 

مرجع سياسي اكد لـ "بيروت تايمز"
ان ما جرى هو اختراق لكل الأمن القومي العربي، وهو ما يفترض أن يبدأ بدعوات عربية عاجلة إلى قمة خليجية، وقمة عربية طارئة

 

مصادر دبلوماسية عربية لـ "بيروت تايمز"
ان اختيار الدوحة تحديداً، والتي لعبت دوراً مركزياً في الوساطات، حمل في طياته رسائل مزدوجة. 

 

الدوحة - منى حسن - بيروت تايمز 

 

لليوم الثاني على التوالي خطفت الأضواء الهجوم الجوي الإسرائيلي على الدوحة عاصمة قطر، الذي استهدف قيادة حركة "حماس"، وباء بالفشل، ليغتال مشروع وقف الحرب على غزة. وقد لاقى موجة استنكار كبرى محلية وعربية ودولية، خصوصاً انّه استهدف دولة قطر التي تتوسط ومصر في المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة وإسرائيل لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وإطلاق الاسرى الإسرائيليين لدى حركة "حماس"، مقابل إطلاق آلاف المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

 

القصف الإسرائيلي لقطر

أدانت دولة قطر بشدة القصف الإسرائيلي الذي استهدف، يوم الثلاثاء 9 أيلول، محيط المنطقة الدبلوماسية في العاصمة، حيث أسفر الانفجار عن اندلاع حريق محدود دون وقوع إصابات. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الهجوم يشكل "انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية" داعياً المجتمع الدولي إلى دعم قطر وحماية البعثات الدبلوماسية فيها.

وفي مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء، أكّد رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن الضربة لن "تثنيها عن مواصلة جهود الوساطة لوقف الحرب في غزة»، مشدداً على أن "الوساطة في الدبلوماسية القطرية هي جزء من الهوية وستستمر ولن يثنينا أي شيء عن هذا الدور".

ووصف الشيخ محمد بن عبد الرحمن الضربةَ بأنها "عربدة سياسية" تهدف إلى إفشال مبادرات السلام، مجدداً التأكيد على استضافة الدوحة لجولات تفاوضية بين أطراف الصراع في غزة وتقديمها كافة التسهيلات لضمان استمرار الحوار.

من جانبه، أعلنت وزارة الخارجية القطرية استدعاء القائم بأعمال سفارة إسرائيل في الدوحة لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية، وأبلغت مجلس الأمن الدولي خلال جلسة مغلقة بموقفها الرافض لأي تهديد للأراضي القطرية أو لمقرات البعثات الدبلوماسية فيها.

 

التصعيد الجديد

هذا التصعيد الجديد يضع المنطقة أمام واقع ميداني ودبلوماسي معقد، ما أثار موجة واسعة من التحليلات بشأن أهدافها، انعكاساتها على الوساطات العربية والدولية، ودور حماس في هذا المشهد.

العملية، التي ارتبطت بأحداث 7 أكتوبر، لم تقتصر آثارها على استهداف شخصيات بعينها، بل حملت رسائل سياسية واستراتيجية متعددة الاتجاهات، سواء لقطر أو مصر أو الولايات المتحدة، في وقت تتصاعد فيه التساؤلات حول مسار التفاوض مع إسرائيل وآفاق السلام في المنطقة.

 

العملية انتهاك صارخ للقانون الدولي

مصادر سياسية متابعة اكدت لـ "بيروت تايمز" ان الوضع الإقليمي معقد، ومشهد سياسي وأمني تتداخل فيه خطوط الحرب والتفاوض، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع تتجاوز حدود غزة وجنوب لبنان، وتمتد إلى العواصم التي كانت تعتبر حتى الامس خارج ساحة المواجهة المباشرة.

هذه التطورات، عكست تحوّلاً نوعياً في الاستراتيجية الإسرائيلية، وتوجهاً نحو سياسة «ملاحقة القيادة» في المنفى، كجزء من مسعى أوسع لإعادة بناء الردع بعد إخفاقات الحرب الأخيرة، 

 

لماذا الدوحة

كشفت مصادر دبلوماسية عربية لـ "بيروت تايمز" ان اختيار الدوحة تحديداً، والتي لعبت دوراً مركزياً في الوساطات، حمل في طياته رسائل مزدوجة: تحذير لقيادة حماس بأن "لا أحد في مأمن"، من جهة، وضغطًا على الدوحة للحد من دعمها السياسي والمالي للحركة، أو الاصح إعادة ضبط دورها الإقليمي بما يتلاءم مع شروط المرحلة المقبلة، من جهة أخرى.

مؤشرات لا يمكن قراءتها فقط في بعدها الأمني، بل لا بد من وضعها في سياق أوسع يشمل علاقات إسرائيل مع واشنطن، والتوازنات الخليجية، والتهدئة في المنطقة، ومسار التطبيع المتعثر مع السعودية، اذ إنّ توجيه البوصلة نحو الدوحة قد يشير إلى انسداد في الأفق السياسي، والذهاب نحو خيارات أكثر تصعيداً.

 

الدلالات السياسية 

توقفت المصادر عند الدلالات السياسية، وتداعياتها الاستراتيجية، وخلفياتها المرتبطة بإعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة، لاسيما مع تصاعد الحديث عن "صراع المحاور" ومرحلة ما بعد غزة، خصوصا ان الدوحة، وكشفت مصادر دبلوماسية غربية ان قطر تشهد محادثات "تحت الطاولة" بين الاطراف المعنية بالملف اللبناني والسوري، من داخلية وخارجية.

 

الدلالات الاستراتيجية 

واضح ان تنفيذ هذا العدوان على العاصمة القطرية، التي تعتبر حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة، يشكل تصعيداً خطيراً له تداعياته السياسية والأمنية الكبيرة، ودلالاته الاستراتيجية العميقة، التي يمكن تلخيص ابرزها، وفقا لمصادر سياسية، بالتالي:

– تغيير قواعد الاشتباك: اذ ستُشكل هذه العملية خرقاً واضحاً للسيادة القطرية، وهو ما يُعتبر تصعيداً غير مسبوق، ذلك ان استهداف قيادات حماس في قطاع غزة، أو حتى في لبنان وسوريا، يندرج ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها منذ سنوات، لكن نقل هذه العمليات إلى دولة أخرى، خصوصاً قطر، يُمثل تجاوزاً لهذه القواعد.

– توجيه رسالة قوية: تهدف إسرائيل من خلال هذا العمل إلى إرسال رسالة واضحة لحماس بأنها لا تُعتبر آمنة في أي مكان، وأنها لن تتهاون في ملاحقة قياداتها أينما كانوا، ما قد يكون له اثره في تقويض قدرتها على القيادة.

– إفشال جهود الوساطة، فما حصل سيُقوّض بشكل جذري جهود الوساطة التي تقودها قطر، والتي تعتبر قناة الاتصال الرئيسية مع حماس، فهي الوسيط الأبرز في مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وأي هجوم على أراضيها سيُعتبر تصويبا مباشرا عليها، مما قد يدفعها إلى التوقف عن هذا الدور.

 

تداعيات خطيرة 

ترى مصادر دبلوماسية لـ "بيروت تايمز"، ان الهجوم على قطر ستكون له تداعياته الخطيرة على المستويين الاقليمي والدولي، وفي مقدمتها:

تدهور العلاقات بشكل كبير بين إسرائيل وقطر، وربما قطع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل، حيث رات الخارجية القطرية في الهجوم "اعتداءً على سيادتها الوطنية وكرامتها، وهو ما لا يمكن أن تقبله".

 

انهيار الوساطة القطرية

 الضحية الاولى في الهجوم على قطر ستكون انهيار جهود الوساطة القطرية وبالتالي اطالة أمد الحرب وزيادة معاناة المدنيين.

تأثير على التحالفات الإقليمية، على المدى الطويل، مع اثارة المخاوف لدى بعض الدول العربية من إمكانية تنفيذ عمليات مشابهة على أراضيها، مما قد يدفعها إلى إعادة تقييم علاقاتها مع إسرائيل.

 

انتقادات دولية

وجهت انتقادات دولية واسعة لإسرائيل بسبب انتهاكها للسيادة القطرية وقوانين الحرب، ما قد يُؤدي إلى زيادة عزلتها الدولية ومطالبة المزيد من الدول بفرض عقوبات عليها.

 

ماذا عن لبنان؟

هذا التبدل المتسارع في قواعد الاشتباك الإقليمي، يشكل تحوّلاً نوعياً وخطيراً في مسار الصراع، يطرح تساؤلات عميقة حول المرحلة المقبلة من الصراع بين إسرائيل ومحور المقاومة، خصوصاً لجهة تداعياتها على لبنان، الذي يقف اليوم في قلب تقاطع ضغوط داخلية وخارجية.

فلبنان، الذي يحتضن بنية سياسية وأمنية هشة، حيث تعيش حكومته مخاضاً حساساً يرتبط بخطة "حصر السلاح بيد الدولة"، قد يجد نفسه مجدداً عرضة لهزّات إقليمية تفوق قدرته على التحمل.

مصادر سياسية نقلت عن زوار مرجعية غير رسمية، تشاؤمها وقلقها وعدم ارتياحها للتطورات، خلافا لما يعلنه ويروج له من مواقف وتصريحات، وهو ما يتقاطع مع معلومات السراي، المتخوفة مما قد تحمله الاسابيع القادمة من تطورات واحداث، قد تخرج معها الامور عن السيطرة، حيث يشير دبلوماسي عربي في بيروت، الى ان شهر تشرين الاول، قد يشهد بداية حماوة «متدحرجة»، على صعيد الملف اللبناني.

 

التوغل والواقع 

هذا التوغل والواقع القائم، بات يفرض على العالم العربي الإسراع في التفكير على نحو مختلف جذريا عن كل ما سبق، لحماية ما تبقى من حصانات تتمتع بها الدول العربية، ومصالحها ومجتمعاتها ومواردها، لأن ما جرى هو تجاوز لكل القوانين والمواثيق الدولية، ويزيد الشكوك بكل ما له علاقة بالحمايات الدولية. 

مرجع سياسي لـ "بيروت تايمز" ان ما جرى هو اختراق لكل الأمن القومي العربي. وهو ما يفترض أن يبدأ بدعوات عربية عاجلة إلى قمة خليجية، وقمة عربية طارئة، لإعادة النظر بكل السياسات العربية، على صعيد العلاقات البينية، أو على خط اتخاذ موقف واضح ضد كل ما يسمى اتفاقيات سلام، والبحث عن اتفاقيات دفاع مشترك، وحماية ما تبقى من استقلال في مواجهة هذا المشروع الاستعماري الذي يهدد الجغرافيا العربية كلها. إذ إن كل الكيانات التي نشأت بعد الحرب العالمية الأولى قد أصبحت اليوم مهددة. 

ونستطيع ان نقول ان الخطأ الذي ارتكبته اسرائيل سيكون وقعه مدويا، خصوصا عندما توجه "ضربة جراحية" غير ناجحة داخل دولة كقطر.

 

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment