bah أبعاد الضربة الإسرائيلية على الدوحة ( نهاية السلام من البوابة الإبراهيمية ) - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

أبعاد الضربة الإسرائيلية على الدوحة ( نهاية السلام من البوابة الإبراهيمية )

09/10/2025 - 17:12 PM

absolute collision

 

 

 

د. عبد الحفيظ عبد الرحيم محبوب *

 

لم يعجب الإسرائيليون علاقة ترمب الاقتصادية الوثيقة مع دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك دول إقليمية كثيرة، وشكلا وجود القاعدة الأمريكية العديد وقادة حماس لدولة قطر مشكلة، باعتبارها دولة صغيرة الحجم، وإن ظنت أن أمريكا تحميها من أي استهداف، لكن هناك تجارب عديدة أثبتت أن أمريكا لا تورط نفسها.

فإيران قامت بضربة رمزية لقاعدة العديد الأمريكية في قطر في 23 يونيو 2025، تأتي الضربة الإسرائيلية لقادة حماس في الدوحة بحجة أنهم قادة ارهابيون في 9 سبتمبر 2025، تجعل قطر تعيد النظر في دورها الخارجي بما يتواءم مع إمكاناتها وقدراتها، فما عليها سوى أن تنكفئ نحو التنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي في إطار تكاملي، الذي يتطلب إعادة تشكيل القوى في الخليج.

اصطدم نتنياهو بالعرب عندما أعلن عن مشروع إسرائيل الكبرى، كانت البداية بضم الضفة الغربية، لكنه اصطدم خصوصا مع السعودية ومصر، رغم ان الضغوط السعودية نجحت في وقف إسرائيل عن ضم الضفة الغربية، لكن لا يزال نتنياهو يشعر بفائض القوة الردعية التي حصل عليها من الولايات المتحدة جعلته يتجاوز الخطوط الحمراء في الصراع.

 كانت البداية باغتيال إسماعيل هنية في طهران، والآن استهدفت إسرائيل قادة حماس في الدوحة، وهي لا تراعي دور الوسيط، بل وسعت دائرة الغضب العالمي بعد ان اكتسبت تعاطفا دوليا بعد طوفان الأقصى في أكتوبر 2023 حقها في الدفاع عن نفسها، لكنها تجاوزت كل الخطوط الحمراء وبدأت تنتهج نهجها دمويا وإبادة جماعية لكل ما هو حيوي بحجة استهداف مقاتلي حماس، واتجهت إلى التجويع والتهجير والحصار، بل أثار الهجوم على الدوحة تضامن خليجي عربي دولي وهو بمثابة نهاية السلام من البوابة الإبراهيمية.

رغم هذه الضربة التي قام بها نتنياهو والتي كانت فاشلة نتيجة نجاح مخابرات إقليمية جعلت عملية نتنياهو الذي يتفاخر بقوة استخباراته في استهداف المواقع الخارجية بأنه فشل في تحقيق أهداف هذه العملية في الدوحة، بل تحولت إلى أكبر فضيحة لنتنياهو خصوصا بعدما فضحت عدد من الصحف منها صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية بأن هناك استخبارات إقليمية أرسلت تحذير مباشرة لقيادات الحركة في قطر قبل ساعات من العملية، وهي بمثابة صفعة سياسية وأمنية لإسرائيل، وإحباط إسرائيلي من نتائج هجوم الدوحة على قيادات حماس، وإن كارولين المتحدثة باسم البيت الأبيض بعد ظهر الثلاثاء للصحفيين أن ترمب وجه المبعوث الخاص ويتكوف فورا لإبلاغ القطريين بالهجوم الوشيك وهو ما فعله، لكن قطر قالت بعد وقت قصير من بيانها إنها لم تكن على علم مسبق بالغارة.

لكن نشر ترامب لاحقا بيانا محدثًا على منصة تروث سوشيال أشار فيه إلى أن مكالمة ويتكوف مع القطريين كانت للأسف متأخرة جدا لوقف الهجوم، كما حرص على توضيح ان قرار شن الضربة اتخذه رئيس الوزراء نتنياهو وأنه ليس قراري، وهذه ليست المرة الأولى التي يفاجأ فيها ترامب ويغضبه تصرف إسرائيل خارج حدودها، فقد فوجئ بالمثل في يوليو 2025 عندما شنت إسرائيل ضربات على العاصمة السورية دمشق، وكذلك على الكنيسة المسيحية في غزة.

كان هدف إسرائيل الرئيسي ضرب علاقة دول الخليج بترمب، الذي فرض على إسرائيل إنهاء الحرب في غزة نتيجة الضغط السعودي العربي عليه، ليس هذا فحسب بل هناك ضغط شعبي عالمي ودولي أيضا، بل هناك أيضا غضب داخل البيت الأبيض من آثار الضربة الإسرائيلية للدوحة، وحينما سئل ترمب من قبل أحد الصحفيين رد عليه لست سعيدا بالوضع برمته إنه ليس جيدا، لكنني سأقول هذا نريد عودة الرهائن، لكننا لسنا سعداء بالطريق التي سارت بها الأمور.

ووفق مبادئ طالب فيها ترمب إطلاق حماس 48 رهينة في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، وأن تجمد إسرائيل هجومها على غزة، وبموجب الاقتراح ستبدأ إسرائيل وحماس مفاوضات فورية لإنهاء شامل للحرب، ولن يستأنف القتال ما دامت المفاوضات مستمرة، وسيضمن الرئيس ترمب استمرار وقف إطلاق النار.

 وسبق أن قدمت مصر وقطر مقترح لوقف إطلاق النار قبلته حماس لوقف النار لمدة 60 يوما مقابل إطلاق سراح 10 أسرى أحياء و18 رهينة متوفين، وفي المقابل ستفرج إسرائيل عن عدد من السجناء الفلسطينيين، لكن إسرائيل أصرت على أنها لن تقبل إلا باتفاق جزئي يسمح لها بمواصلة الحرب، فجأة طالب نتينياهو باتفاق شامل يلبي مطالبه القصوى، كانت حماس تطالب بضمان مسبق بانتهاء الحرب بعد قرابة عامين من الصراع.

 

* أستاذ الجغرافيا السياسية والاقتصادية بجامعة ام القرى سابقا

   Dr_mahboob1@hotmail.com

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment