bah كي لا يتكرر مشهد نزوح الغزاويين في لبنان - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

كي لا يتكرر مشهد نزوح الغزاويين في لبنان

09/16/2025 - 16:15 PM

Prestige Jewelry

 

 

 

بقلم: ناجي علي امهز

 

أقف أمام مشهد نزوح عشرات الآلاف من الغزّاويين جنوبًا، تحت القصف والنيران، يحملون جراحهم وأجساد أحبّتهم. يحدث هذا بعد أقل من يوم على قمة عربية إسلامية، وكأن مؤتمرات الكلام تُعقد على أطلال أمة تلفظ أنفاسها. عندها يتجلّى لي المشهد لا كحدث سياسي، بل كصورة كونية لموت وفناء مليار ونصف إنسان.

لقد عرفتُ هذا النظام العالمي عن قرب، وواجهتُ نُخَبه في حوارات طويلة. وحين كنت أشرح لهم معاناة شعوبنا، كانوا ينظرون إلينا وكأننا شعوب بدائية، عالقة في بداوتها الأولى، لا مكان لها على الأرض.

أسأل نفسي: لماذا نحن من يختار أن يُعري موتَهُ على العلن؟ لماذا تكون الإعدامات عندنا مشهدًا جماهيريًا، والذبح التكفيري عرضًا على شاشات الدم؟ أهي نزعة وحشية عشّشت في صورتنا أمام العالم، أم أننا أدمنا استعراض الألم؟

كيف لإنسان عربي أن يبقى على حاله رغم مئات التريليونات من الدولارات التي تدفقت عبر عقود؟ لماذا لم نغيّر أسلوب حياتنا ولا خطابنا ولا أدواتنا؟ لماذا الحروب هي قدرنا المستمر منذ ستين عامًا؟ ولماذا، بينما تتضاعف قوة إسرائيل وتتسع مساحتها، نقف نحن، الأكثر عددًا وثروة، عاجزين عن صياغة معادلة حياة؟

أشعر أحيانًا أن المشكلة ليست فقط في دعم أميركا والغرب لإسرائيل، بل في سلوكياتنا نحن، في مجتمعاتنا التي تستهلك كل شيء، حتى موتها.

مع أن عدد مستوطني الكيان الإسرائيل لا يشكّل سوى جزء ضئيل أمام حجم الدول العربية المحيطة بها، يكفي أن نذكر أن عدد سكان مصر وحدها يفوق عدد اليهود في المنطقة بما يقارب عشرين مرة. وعلى مستوى أوسع، فإن مجموع الشعوب العربية يزيد على عدد اليهود بأكثر من مئة ضعف. وإذا ما توسعنا إلى العالم الإسلامي كلّه، فإن المقارنة تصبح صاعقة: مليار ونصف مسلم يقابلهم نحو أربعة عشر مليون يهودي فقط في العالم. وبينما تتراكم لدى العرب والمسلمين ثروات واحتياطات مالية هائلة، تفوق بمئات بل آلاف المرات الناتج القومي للكيان الإسرائيلي، يبقى الكيان الاسرائيلي قادرًا على فرض معادلاته، فيما تتشتت أمة بأعدادها وثرواتها وإرثها الحضاري.

أكتب الآن لا لأوقظ العرب ولا المسلمين، بل لأهمس في أذن الطائفة التي أنتمي إليها: أخرجوا من الشعبوية قبل أن تصلكم النيران. صدقًا، تعبت ثلاثين عامًا وأنا أشرح وأدافع وأبرر… ولم أغير حرفا واحدا.

ان كنتم انتم لا تهتمون بتطوركم لن يقدم لكم احد اسباب التطور، والانطلاق في هذا العالم الكبير، واثبات وجودكم والحفاظ على مصالحكم ومكاسبكم ودوركم تحت الشمس.

فما يحصل من تهجير للغزاويين سيكون غدا لاهل الضفة اما الشيعة اللبنانيين الله وحده قادر ان يصور مشاهد نزوحنا، ولا شيء يعول عليه الا الاعتماد على انفسنا والاستفادة من الوقت.

العالم لا يُدار كما يعتقد غالبية الشيعة خاصة في السياسة والاعلام. فالعالم غير مهتم لروايتنا التاريخية، ولا يسمع صراخنا من شدة الالم، ولا يرى دموعنا. العالم يحتاج من يغيّر، من يتحرّك، من يعيد صياغة وجوده وتجدده ودوره.

الرجا… الى طائفتي... يجب التوجه الى النخب.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment