كتب محمد زريق
أخبرتني أنها أغمضت عيناها
يوم صمَّ العالم أذناه
لقد كانت مشاعر فيروزية متوهّجة بالألوان
وأصبحت لا تشبه سوى حجر الصوان
أمامَ كُلِ شارع ومفترق قصة
وخلفَ الجدران والأسوار ضحية
مع غرورِ رجلٍ وتفاهةِ مجتمعٍ "شرقي"
كانت دائماً "هي" الضحية
لا تصدقي يا امرأة أنَّ الشرق سيتغير
وأنكِ ستتذوقينَ طعمَ الحريةِ يوماً
لا تصدقي ما تراهُ عيناكِ الحالمة
فوراءَ كُلِ جَميلٍ .. غرورُ رجلٍ وضحيةٌ على الطريق
راجعي كُتُبَ التاريخ يا امرأة
وتعلّمي أنَّ هذا العالم خُلِقَ لكِ
عالمٌ قوامُهُ عامودٌ واحد
وهذا العامود جُبِلَ بنونِ النسوة
جرائمُ شرفٍ وتسلطٌ وانتقام
إلى الكثيرِ من القمع والتعذيب والحرمان
عباراتُ جشعٍ وبؤسٍ وكلمات
تُخبركِ بأنَّ الوقت حان .. حان
كليشيهاتٌ ذكورية تملئ الساحات
في مجتمعٍ شرقي أنهكه الحرمان
وما عادَ يَجِدُ سبيلاً سوى القمعِ والإذلال
فصارت "هي" حكايةٌ أبشع من كلِ الحكايات
Comments