bah عيد انتقال مريم وأبناء القيامة أنوار في آتون النار والتهديد - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

عيد انتقال مريم وأبناء القيامة أنوار في آتون النار والتهديد

08/04/2019 - 19:38 PM

Prestige Jewelry

 

الأب الدكتور نبيل مؤنس*

 

يسوع قال ولم يخطأ لا في النبوّة لأنه أعظم، لا في الكلمة لأنه" كلمة الله" "وعنده كلام الحياة": "من يحبني فليحمل صليبه ويتبعني. "(مرقس٨/ ٣٤). تابع وشدّد قائلا لتلاميذه: "ويبغضكم جميع الناس من اجل اسمي، والذي يثبت الى النهاية يخلص، وإذا طاردوكم في مدينة فاهربوا الى غيرها" (متى١٠/ ٢٢-٢٣).

في حياته أعلن موته وقيامته وإذا به فعليّا، واقعيّا، موضعيّا ووجوديّا: "الطريق والحق والحياة". مات وقام، ونحن شهود على ذلك بالكلمة، بالإيمان، بالموت والقيامة، بالحياة أينما وجدتنا او رمونا، أفي المشرق نحن هنا وهو معنا وقد حسبنا "غنما للذبح"، أفي المغرب اخوة يسوع هناك وهو معهم "ومن يفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة ام ضيق ام اضطهاد... ام خطر ام سيف؟ " (روما ٨/ ٣٥). أفي الجنوب محبي يسوع المتألم الجائع المتعطش هناك وهو فيهم، أفي الشمال الرب يرسل روحا جديدا روح يسوع المتواضع ليمسح الارض بمعمودية النار المقدسة.

كيفما نظرت، انه" روح الحق"." والحق وحده يحرر".

"طوبى لكم اذا شتموكم واضطهادكم وافتروا عليكم كل كلمة سوء من اجل اسمي افرحوا وابتهجوا، فهكذا اضطهدوا الأنبياء من قبلكم،" ( متى ه/ ١١).

النبي ايليا :

اخترته لكم أحباء الرب والحق والنور. أقرأه عربيا عليكم، لعلكم تفطنون. فتختارون النور الذي أرسل لكم من بدء الكون. من قبل الخلق، والتكوين وسفر التوراة والشريعة. انني احاول ان التقط الندى المتساقط في صحراء معرفتنا التي لم ترافق صعودنا نحو الارتقاء الفكري والروحي،

الله شاء لنا الحياة فكانت، الله أرسل ايليا ليرد شعبه الى عبادة الله الحق فلم يعقلوا، بل فضلوا بطونهم فتآمروا على نبّيه وأرادوا ان يقتلوه، أصبح ايليا مضطهدا من الداخل والخارج وحيدا واحدا مع الله الحق وفي كل المعمورة. تألم ساح صام صلى صرخ ونادى، جاء الى لبنان هاربا مصليا جائعا. لم يسقط في التجارب، صمد في الحق ومع الحق، فلم يخزله الرب، لم يكتب اي حرف لم يشرع لأحد، لكنه صلى بصمت وبصوت صارخ عند الحاجة والرب استجاب، أرادوا الموت له، لم يسقط قط ولم تمسه يد بشر ولم يدخل جسده اي مرض فلم تنهش عظامه الوحوش او الكوارث لا حتى حشرات الارض او دود الجسم المتعفن المائت. بكلمة واحدة. انه مار الياس الحي، انه لم يمت، كيف ذلك؟ لماذا؟ انها أسطورة من الماضي؟ انها احلام يفسرها العقل، لم نرها؟ يحلل المشكك.

الا ترى الطيور في رحيلها والشمس والقمر في شروقها وغروبها الم تسمع عن تحولات دودة القز الى فراشة.

ما بالك مغفل. من صدم نفسك وأسر روحك وقفل على قلبك كي لا ترى النور، اجل بمركبة نارية رفعه الله، أليس لنا صواريخ نارية نقذف بها بالموت على بعضنا البعض، لا شيء مستحيل على الرب، النور كان والنور يشرق في الظلمات ولن تدركه.

وأقول مع الحق: "... فلماذا لا تؤمنون؟ من كان من الله استمع الى كلام الله، فإذا كُنْتُمْ لا تستمعون اليه فلانكم لستم من الله." (يوحنا ٨/ ٤٧).

القديس شربل:

حتى هذه الساعة لم يزل هناك أناس لمسوا جسده الميت-الحي، الى هذه اللحظة وفي المعمورة كلها يطل على المرضى ويلمس أجسامهم الأسيرة الملوثة بطعم الموت والألم، انه العائد من وراء الموت، انه يحرر المؤمنين من مكان العذاب في أجسادهم وفي حياتهم في أربعة أقطار العالم ومن كل الأديان وحتى في المجتمعات الملحدة بنظامها في اقتصادها.

صدق كلام الرب،" لا يقتنعوا ولو قام واحد من الأموات" (لوقا ١٥/ ٣١).

شربل وايليا رجلا صلاة، أنبياء دون شرائع وكلمات، إنهما من قلب الشرق. أنوار ونار للمترددين، للضائعين للمستهزئين. علامات صارخة في التاريخ؛ حيّة مفحمة الى منتهى الدهر للضعفاء والأقوياء. نور شربل صعد من قبره، في غور الظلمة وزمن التجربة الكبرى زمن الذبح والقتل حتى التصفية، انتصر جسد شربل ونضح بدم الحياة وعرق المغفرة، لم يرحل، لم يمت، لم تطفأ شعلته. الله حي. يرى. معنا حتى منتهى الدهر.

يحيّ، يشفي، يسامح، يتألم مع المتألمين ويبكي مع الباكين. وهو قادر "على ان يخرج من هذه الحجارة أبناء لإبراهيم" ( متى ٣/ ٩).

زدنا يا رب إيمانا. ثباتا، صلاة ورجاء.

 

مريم ام يسوع

سيدة الأنبياء، السلطانة الوديعة، ملكة القلوب النقية، ممتلئة نعمة. قاهرة عدو البشر وقاتل الناس الكذاب ابو الكذب، الداعسة على رأس الشيطان ببراءتها وطهرها وطاعتها لله ومحبته لإنسان.

الارض أرضك، الدم دمك. الأطفال صراخهم لم يقف. اليوم كالأمس، ابنك "المشيحا" ملاء احشاءك

وعودا وعهدوا وفرحا أكبر من السماوات وأعلى من كل قببها، ابنك المصلوب الفادي صرخ في عمق الأعماق في عميق الأوجاع وأنين الآلام "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يفعلون". اهتزت الارض وشق الحجاب فتمت الولادة الجديدة وانتصرت الحقيقة فكانت ام الحياة.

من قلبك خرج نور العالم ومن قلبه خرجت القيامة. لقد تم، لن يُطفأ نور القيامة حتى نهاية العالم ولن يخطف أحد "السلام عليك يا مريم". هذه مشيئة الله. لندخل زمن البشارة،

في عيد انتقالها اخلص واذكر قول الرب: " الحق الحق أقول لكم: من يحفظ كلامي لا يرى الموت ابدا" (يوحنا ٨/ ٥١ ).

 

*خادم ارسالية مار شربل في ولاية ويسكانسن الاميركية

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment