فؤاد الصباغ
هذا الكتاب يقدم لمحة علمية متكاملة الأهداف والأبعاد حول طرق وآليات إدارة الحملات التسويقية علي وسائل التواصل الإجتماعي. فمما لا شك فيه أصبح كل متصفح على شبكة الإنترنت وخاصة منها داخل وسائل التواصل الإجتماعي مثل الفيسبوك يلاحظ العديد من الإعلانات الإلكترونية التي تظهر علي الجوانب أو علي الصفحة الرئيسية، مما جعل من تلك الوسائل الإجتماعية مساحة شاسعة للتسويق وللعمل عن بعد عبر بيع المنتجات أو الخدمات.
فاليوم يعتبر التسويق الإلكتروني علي شبكات التواصل الإجتماعي من خلال إدارة الحملات الترويجية لمنتج معين من أهم عمليات التسويق من أجل جذب وكسب ثقة الزوار لموقع إلكتروني معين أو لجلب عملاء لخدمات إلكترونية خاصة أوأيضا الترويج لبيع منتجات مقابل عمولة تعرف بالأفلييت.
كما ساهمت مواقع التواصل الإجتماعي علي مدار السنين الماضية بشكل إيجابي في إدارة عمليات التسويق والترويج وبيع مختلف المنتجات الإلكترونية من خلال إنشاء محتوي يجذب إنتباه القراء ويشجعهم علي المشاركة الفعالة والتفاعل معها بشكل مباشر داخل مختلف منصات التواصل الإجتماعي. فالتجارة الإلكترونية تمثل اليوم ثورة رقمية حقيقية في صلب العولمة العالمية وذلك من خلال توزيع وبيع منتجات الشركات العالمية عبر البوابة الإفتراضية المتمثلة في شبكة الإنترنت.
إذ تحولت شبكات التواصل الإجتماعي إلي ملتقي ترويجي وإشهار تسويقي عالمي قصد جلب أكبر عدد ممكن من العملاء بطريقة تلقائية بدون الحاجة إلي التسويق والترويج التقليدي الذي لم يعد في مجمله مواكب للتطورات وللمتغيرات العالمية الحالية بحيث أصبح مكلف جدا من جانب الطباعة للإعلانات أو أيضا لضعف جدواها في الترويج مقارنة بالتسويق الإلكتروني.
إن التسويق الإلكتروني علي شبكات التواصل الإجتماعي يعتبر من أحدث الوسائل الترويجية للمنتجات والتي أصبحت جميع الشركات العالمية تعتمدها داخل إداراتها وذلك بأقل تكلفة بكثير من التسويق الترويجي التقليدي. فالعالم اليوم تحول برمته من الفضاء الواقعي إلي الفضاء الإفتراضي بحيث أصبحت تلك الطرق التسويقية واقعا ملموسا وتحظي بإقبال هام وتجري داخلها معاملات مالية بالملايين من الدولارات يوميا.
إذ يعتبر ذلك النوع من إدارة الحملات أنجع وسيلة حديثة للتسويق من خلال مراقبة ومتابعة سلوكيات ورغبات الزبائن والمستخدمين والمستهلكين المستهدفين علي شبكة الإنترنت وذلك من خلال الإستماع لإنشغالاتهم ودراسة إحتياجاتهم وتحديد رغباتهم مع توفير المنتج المرغوب لإهتماماتهم.
إذ توفر المعلومات المتداولة عبر شبكات التواصل الإجتماعي القاعدة الأساسية لعمل الشركات والمروجين التي تبني عليها إدارة حملاتها من خلال تحديد الهدف وإهتمام كل شريحة معينة بمجال معين. إن تطور ذلك الأسلوب التسويقي مع مرور السنين وبالتحديد منذ بداية ظهور شبكة الإنترنت كوسيلة إتصال وتواصل إجتماعي بين الجميع وإنتشار إستخداماتها واسعة النطاق عالميا شهدت معها تكنولوجيات الإتصال الحديثة ثورة رقمية حقيقية في مجال التسويق والترويج والبيع للمنتجات العالمية إلكترونيا.
إذ أصبح العالم بمثابة قرية صغيرة وملايين الأشخاص والشركات العالمية علي إتصال يومي بين بعضهم البعض علي شبكة الإنترنت، إما للترويج التسويقي عبر إعلانات إلكترونية علي وسائل التواصل الإجتماعي أو لبيع تلك المنتجات عبر وسيط تجاري إلكتروني متمثلا في مروجين بعمولة تعرف بالأفلييت.
ففي هذا السياق إستغل المروجين والشركات العالمية ذلك الفضاء الإفتراضي الإلكتروني من أجل إدارة أعمالهم لتتحول بذلك شبكات التواصل الإجتماعي إلي منصات ترويج أومحلات تجارية إلكترونية ومساحات لنشر إعلانات إلكترونية قصد جلب أكبر عدد ممكن من الزبائن والتأثير عليهم لشراء المنتجات المروجة لها إلكترونيا.
إذ تم إستغلال تلك الشبكات الإجتماعية إستغلالا واسعا كونها تمثل أحدث الطرق التي تمكن من زيادة نسبة المبيعات وجلب العديد من العملاء والتواصل معهم مباشرة من أجل التأثير علي سلوكياتهم وتحفيزهم علي الشراء من داخل تلك المنصات. فيعتبر ذلك الأسلوب التسويقي الحديث من أنجح وأنجع الطرق العصرية للبيع وللترويج بالعمولة علي شبكة الإنترنت. فالزبائن أصبحوا بدورهم مندمجون في صلب منصة تبادل للآراء ومناقشة المنتجات أو الخدمات المروجة لها علي صفحتهم الرسمية علي شبكة التواصل الإجتماعي.
كما أصبح بإمكانهم التقييم، التعليق، الإعجاب، إبداء آرائهم والإنتقاد أو الشراء لذلك المنتج الإلكتروني المنشور على تلك الوسائل مثل الفيسبوك وتويتر والإنستغرام. يمثل التسويق الإلكتروني تجارة المستقبل الواعدة والصاعدة خاصة في البلدان المتقدمة ودول الخليج العربي بحيث نجد العديد من الزبائن التي تتوفر لهم الإمكانيات المادية وبطاقات الشراء الإئتمانية لتلك المنتجات علي وسائل التواصل الإجتماعي.
إلا أن ذلك النوع التسويقي يبقي محدود الإستخدامات في البلدان الفقيرة والسائرة في طريق النمو. إن التسويق وإدارة الحملات الترويجية عبر وسائل التواصل الإجتماعي تعتبر ذات تأثير كبير وإيجابي من أجل جلب أكبر عدد ممكن من الزبائن في أي مكان وزمان في العالم بحيث شهدت تلك الوسائل إقبالا متزايدا عليها خاصة لدي شرائح معينة في دول معينة تتوفر بها جميع الإمكانيات المادية والتسهيلات الإلكترونية.
* كاتب وباحث اقتصادي، هذا الكتاب متواجد بمكتبة النيل والفرات بيروت لبنان، صفحة 25 والجامعة الأمريكية في الإمارات.
Comments