وكالات الأنباء - يحتفل العالم اليوم بعيد ميلاد المؤلف الموسيقي الألماني، ربما الأشهر على الإطلاق، لودفيغ فان بيتهوفن (1770-1827)، وذلك على أعتاب الذكرى 250 لمولده العام القادم.
وسوف تخصص فعاليات كثيرة في أماكن عدة حول العالم خلال العام المقبل، الذي سوف يحمل اسم "عام بيتهوفن" في الأوساط الموسيقية حول العالم. بينما يدور الحديث الآن عن إعادة "كتابة" السيمفونية العاشرة التي سيكشف عنها العام المقبل، والتي استخدم فيها الخبراء برامج حاسوبية، واستعانوا بمخطوطات تركها بيتهوفن.
لودفيغ فان بيتهوفن (1770-1827)
ظهر بيتهوفن، في النصف الثاني من القرن الـ 18، في مدينة فيينا، مؤلفا شابا مؤمنا بأفكار الثورة الفرنسية (1799-1789)، وهو يقترب من أفكار حركة فايمر كلاسيك (1772-1805)، المدرسة الأدبية الكلاسيكية التي كانت تضم غوته وشيللر وفيلاند، وتبحث في تلك الآونة عن قيم إنسانية جديدة، تربط الأفكار الرومانسية والكلاسيكية والتنويرية. إنها أفكار الثورة، ورائحة الثورة، بل وأيضا إحباطات الثورة التي دفعت بيتهوفن دفعا نحو تغيير الشكل الموسيقي وكسر القوالب الموسيقية (في حدود المعروف والمتاح وقتها) لصالح المضمون.
لهذا السبب كان اللحن عند بيتهوفن أبعد من كونه لحنا، بل كان فكرة، فالفكرة هي ما يصنع اللحن وليس العكس.. وهو ما يجعل موسيقاه صالحة لجميع الصياغات والآلات والتصورات، بل وصالحة لكل زمان ومكان، ولا ترتبط بالآلة ارتباطها بالآلة عند من تلاه.
الموسيقى عند بيتهوفن فكرة مجردة، هي التي تخلق الموسيقى، وتفجر النص الموسيقي من الداخل، من الجوهر. فكرة كمكعبات الأطفال وناطحات السحاب والطاقة الذرية التي تعتمد بشكل أساسي على فكرة/وحدة بسيطة تتكرر مئات وآلاف المرات لتكوّن مبنىً ضخما أو صناعة ضخمة لا سقف لتمددها، كذلك تكمن ثورية بيتهوفن في نزوعه نحو الداخل، داخل الوحدة الموسيقية، بحثا عن الواحد الصحيح، عن الجوهر، عن الحلول الفنية في ذلك اللانهائي بداخل الوحدة.
Comments