bah منبر الإنسانية قلبها الصامت لاعقلها الثرثار - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

منبر الإنسانية قلبها الصامت لاعقلها الثرثار

05/01/2018 - 18:31 PM

Atlas New

 

بقلم: محمد زريق

قصتي اليوم فريدة من نوعها وليست مجرد كلمات، ربما يمكن وضعها تحت عنوان عريض اسمه "الإنسانية"، والعنوان الفرعي ستكون كلمات جبران خليل جبران "منبر الإنسانية قلبها الصامت لاعقلها الثرثار".

من منبر الانسانية ومن أعماق قلبي الذي صنعت منه جناحين للتحليق عالياً في سماء الأخلاق النبيلة، هكذا استطعت أن أرى المجتمع من فوق وجميع ما هو كبير ومادي في أعين البشر أصبح صغيراً ولا قيمة له عندي، لأنَّ العظمة تكمن داخل الروح المشتعلة والقلب النابض.

إنَّ الدقائق واللحظات التي مرّت في حياتي لا يمكن أن تختصر في كتاب أو كلمات، لأنَّ الكلمات في بعض الأحيان تكون عاجزة عن وصف المشاعر المتمازجة والأحداث المختلفة؛ فحياة الإنسان تشهد الكثير من المواقف والتجارب التي تبنى عليها أفكاره وتطلعاته المستقبلية وتجعل منه شخصاً مفيداً وفعالا في مجتمعه. أما إذا أردت أن أتطرق إلى حياتي الشخصية، فعلى الرغم من قصرها إلا أنها مليئة بالأحداث والمواقف.

حدث منذ سنتين أنني زرت جارنا المنفصل عن زوجته، وبعد أن شرح قضيته تبين لي أن كلا الطرفين مذنب ولا يمكن تبرئة طرف ولوم الآخر؛ لقد كانت قضية إنسانية صرف، لذلك قررت أن أكون ذلك الشخص الدبلوماسي الذي يحاول أن يوفّق بين الطرفين للوصول إلى حل مشترك. في اليوم التالي زرت زوجته وطرحت عليها الموضوع ولكنها كانت منزعجة وغاضبة في البداية، إلا أنني لم أفقد الأمل وقد اتجهت إلى تحكيم لغة القلب والعاطفة معها بدل العقل، لأن مثل هذه اللغة يمكن أن تكون فعالة معها أكثر كأم بالدرجة الأولى وربة منزل بالدرجة الثانية، ففي بحر الانسانية اللامتناهي جميع الماديات ستغرق ولن يكون لها أثر سوى القلب لأنهُ الوحيد القادر على الابحار والنجاة مهما كانت الأمواج عاتية.

بعد المساعي التي قمت بها من أخذٍ ورَد بين الطرفين، استطعتُ تقريب وجهات النظر إلى حد فتح صفحة جديدة وكسر الجليد الذي اشتدت سماكته مع مرور الزمن؛ هكهذا ومن خلال المسعى الدبلوماسي الذي انتهجته ترسخت في فكري قناعة أن القلب البشري يمكن أن يكون "أساس السعادة أو التعاسة"، لذلك فلنحسن التصرف مع الآخرين خصوصاً المقربين منّا وحذارِ من استخدام القلب البشري كأداة لقتل الآخرين لأنه لا البشرية ستسامحنا ولا الله سيغفر لنا.

بعد هذه التجربة المميزة شعرتُ بأنني حققتُ شيئاً نافعاً على أرض الواقع، ولربما هو من أعظم ما يمكن أن يقدمه الانسان للبشرية، من إصلاح ذات بين أو بلسمة الجراح. والعبرة هي أنَّ كل شخص بإمكانه خدمة البشرية وجعل هذا العالم مكاناً أفضل للعيش، وكلٌ على طريقته.

علموا أنفسكم وأولادكم على المحبة والمسامحة، لأنها حياة واحدة سوف نعيشها ولا محبة أو سلام من دون قلب طيب وعقل منفتح.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment