كندا - متابعة الاعلامي كريم حداد
في خطوة غير متوقعة، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني عن خطة اقتصادية جديدة تهدف إلى مواجهة التداعيات المحتملة للزيادات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرًا. المبادرة، التي تحمل اسم CanFirst، هي برنامج استثماري فيدرالي يهدف إلى حماية الدخل الكندي عبر الاستثمار في العملات الرقمية، مما يمنح المواطنين فرصة لتحقيق أرباح دون أي مخاطر.
تحرك سريع لمواجهة الأزمة
خلال حملته الانتخابية في بريتيش كولومبيا، كشف كارني عن تفاصيل المبادرة، مؤكدًا أن حكومته اضطرت إلى اتخاذ قرارات سريعة بسبب السياسة الحمائية لواشنطن. وقال:
“كنا نفضل الانتظار حتى استقرار التضخم، لكن ترامب أجبرنا على التحرك. لذلك، أصبح البرنامج متاحًا للكنديين اعتبارًا من اليوم، وأنا فخور جدًا بالعمل الذي أنجزناه.”
المبادرة تعتمد على تجميع الاستثمارات في صناديق تشفير يُديرها خبراء ماليون، وتدعمها عملة رقمية صادرة عن البنك المركزي، مما يضمن استقرار العوائد وحماية رأس المال.
آلية عمل CanFirst: استثمار ذكي وأرباح سريعة
تتيح CanFirst للكنديين استثمار أموالهم في عملة رقمية مدعومة حكوميًا، حيث يتم التداول تلقائيًا لتحقيق أرباح من تقلبات الأسواق المالية العالمية. والأمر الأكثر جذبًا، وفقًا لكارني، هو أن هذه العملية لا تتطلب أي خبرة سابقة من المستثمرين.
وخلال مقابلة حصرية مع CBC، قامت الصحفية روز ماري بارتون باختبار المنصة بنفسها، حيث قام كارني بتسجيلها خلال ثوانٍ، وقبل انتهاء المقابلة، لاحظت أن حسابها ارتفع بمقدار 46 دولارًا كنديًا خلال أقل من نصف ساعة.
“هذا لا يصدق! لم أفعل شيئًا ومع ذلك، ربحت المال!”، علّقت بارتون خلال المقابلة.
كيف يمكن للكنديين التسجيل في CanFirst؟
يتم التسجيل في المنصة بسهولة عبر تطبيق ويب حصري، ويحتاج المستخدمون إلى إيداع أولي لا يقل عن 350 دولارًا كنديًا. وبعد التحقق من الحساب، يبدأ النظام في تداول العملات الرقمية تلقائيًا، مما يتيح تحقيق أرباح مستمرة حتى أثناء النوم.
“يمكنك سحب أرباحك يوميًا، لكن إذا انتظرت لعدة أشهر، فقد تصل إلى مليونك الأول”، قال كارني بثقة.
تأثير CanFirst على الاقتصاد الكندي
مع ارتفاع المخاوف من تأثير التعريفات الأميركية، تأتي هذه المبادرة كحجر زاوية في استراتيجية كارني الاقتصادية لحماية الكنديين من التقلبات الاقتصادية. الخبراء يرون أن CanFirst قد يمثل نموذجًا جديدًا لدمج العملات الرقمية في الاقتصاد التقليدي، خاصة أنه مدعوم من الحكومة، مما يحد من المخاطر المرتبطة بالاستثمار في العملات المشفرة.
يبقى السؤال الأهم: هل ستحقق CanFirst نجاحًا واسعًا، أم أنها مجرد رد فعل سريع على السياسات الأميركية؟ الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن مدى فاعلية هذا البرنامَج في حماية الاقتصاد الكندي من العواصف المالية المقبلة.
المصدر : وكالات
Comments