bah ليلى الحسيني لـ بيروت تايمز: "الإعلام العربي - الاميركي ليس مجرد مهنة... إنه رسالة ومسؤولية" - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

ليلى الحسيني لـ بيروت تايمز: "الإعلام العربي - الاميركي ليس مجرد مهنة... إنه رسالة ومسؤولية"

09/18/2025 - 12:26 PM

absolute collision

 

 

 

ديترويت - بيروت تايمز - تحقيق وحوار منى ابراهيم منصور

 

ليلى الحسيني، صحفية وإعلامية أمريكية من أصول عربية سورية، تمتلك خبرة أكاديمية ومهنية تزيد عن عشرين عامًا في مجال الإعلام والاتصال الدولي، إلى جانب الصحافة المطبوعة والإذاعية. وقدمت مساهمات فعالة في تطوير المحتوى الإعلامي المتعلق بالقضايا السياسية والاجتماعية والثقافية، مع تركيز خاص على تعزيز الحوار بين الثقافات.

حصلت الحسيني على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا للنجاح الذي حققته من خلال عملها كإعلامية ومقدمة ومنتجة برامج إذاعية، وذلك عبر مؤسسة US Arab Media، التي تشغل منصب الرئيس التنفيذي فيها. وتُعد هذه المؤسسة منبرًا إعلاميًا متميزًا، تقدم خدماتها عبر راديو وموقع إخباري يغطي أهم الأخبار التي تهم العرب الأمريكيين.

في عام 2025، تم ترشيحها لنيل جائزة الفرسان الدولية للصحافة، التي تمنحها منظمة المركز الدولي للصحفيين (ICFJ)، وهي جائزة تُعنى بتكريم الصحفيين والمبتكرين في مجال الإعلام من مختلف أنحاء العالم.

وفي أبريل 2023، اختارها المتحف الوطني الأمريكي العربي لإضافة قصة هجرتها إلى الولايات المتحدة ومقابلة السرد الشفهي التي تروي نجاحها إلى مجموعة المتحف بشكل دائم. كما تم اختيارها من قبل مجلة Marcom Weekly كواحدة من ستة أمريكيين عرب مؤثرين في مجال الإعلام.

وفي عام 2018، تم إبراز تجربتها في كتاب "101 قصة مسلم أمريكي"، الذي يعكس الصورة الحقيقية للمسلمين في أمريكا ويبرز التنوع داخل المجتمع المسلم، برعاية منظمة الإسلام الأمريكية. كما ظهرت ضمن سلسلة "قصتي" على قناة الحرة، حيث تم تسليط الضوء عليها كواحدة من 26 شخصية أمريكية عربية بارزة على مستوى الولايات المتحدة، وتم بث البرنامج على نطاق عالمي.

قصة نجاحها كانت أيضًا ضمن الشخصيات المؤثرة في بناء حاضر ومستقبل مدينة ديترويت، كما ورد في كتاب Detout Detroit. ونالت في مايو 2018 جائزة القيادة المجتمعية من منظمة الحياة للإغاثة والتنمية، إلى جانب جائزة سيدة الأعمال الأمريكية العربية لعام 2015. وقد تم ترشيحها كسفيرة للنوايا الحسنة في مجال الإعلام وحقوق المرأة من قبل الاتحاد البرلماني متعدد الأغراض لمنطقة الشرق الأوسط (TMIPU)، كما حصلت في مقاطعة ويست واين عام 2011 على جائزة نساء الإنجاز في مجال الاتصال والفنون من قبل منظمة YMCA.

في لقاء خاص مع صحيفة "بيروت تايمز"، فتحت الإعلامية البارزة ليلى الحسيني قلبها لتروي تفاصيل رحلتها الطويلة في عالم الصحافة، وتشارك التحديات التي واجهتها كامرأة عربية في المهجر، إلى جانب رؤيتها لدور الإعلام في بناء الجسور بين الثقافات.
من ميكروفون "صوت العرب من أمريكا"، مرورًا بقضايا الجالية العربية، كانت الحسيني دائمًا الصوت الذي لا يهدأ في الدفاع عن الحقيقة والهوية. وقد أكدت خلال اللقاء أن: "الإعلام العربي الأميركي ليس مجرد مهنة... إنه رسالة ومسؤولية."

 

* كيف كانت نشأتكِ وطفولتك؟

- ولدت ونشأت في سوريا، في بيتٍ جمع بين هيبة العدالة وعمق المعرفة. والدي- رحمه الله - كان قاضيًا ورئيس محكمة النقض، وكان رمزًا للنزاهة والصرامة في إحقاق الحق، أما والدتي- حفظها الله، فكانت أستاذة للتاريخ في الجامعة ومديرة مكتب محو الأمية.

تعلمت من والدي التمسك بالحق والدفاع عنه مهما كانت الظروف، وتعلمت أن الإنسان بلا مبادئ يفقد بوصلته في الحياة. ومن والدتي ورثت الإيمان بأن العلم رسالة، وأن الواجب الأكبر هو خدمة المجتمع وتمكين أفراده.

وبهذا الإرث، عشت طفولة هادئة لكنها ثرية بالمعاني، وفي شبابي، نضجت هذه القيم لتتحول إلى شغف بالعلم، وإصرار على أن تكون المعرفة وسيلة للتغيير.

 

* كيف أثّرت نشأتك على مسيرتكِ المهنية لاحقًا؟

- نشأتي بين قاضٍ يضع العدالة فوق كل اعتبار، وأستاذة تحمل همّ التنوير، جعلتني أؤمن أن الإعلام مسؤولية ورسالة أخلاقية قبل أن يكون مهنة. بالنسبة لي، الإعلام هو عدالة الكلمة، والقدرة على الدفاع عن المظلومين، وإعطاء صوت لمن لا صوت لهم.

عائلتي كانت الركيزة الأولى: من والدي تعلمت معنى العدالة والتمسك بالمبادئ، ومن والدتي تعلمت أن العلم قوة ورسالة، وأدركت قيمة الاستمرار في طريق تحقيق حلمي المهني والأكاديمي.

 

* أين تلقيتِ تعليمك؟ وما هو اختصاصكِ الأكاديمي؟

- بدأت مسيرتي التعليمية في دمشق حتى المرحلة الجامعية، ثم تابعت تحصيلي العلمي في الولايات المتحدة حيث حصلت على الماجستير والدكتوراه. فقد حصلت على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي عام 1989 من جامعة دمشق، وبعد الهجرة إلى أمريكا حصلت على الماجستير في الدراسات العربية من الجامعة الإسلامية في مينيسوتا، وأتابع حاليًا دراسة الدكتوراه في الإعلام والاتصال، وأستعد لمناقشة رسالتي قريبًا. ولا شك أن الجمع بين التجربتين — الجذور الأكاديمية في دمشق والانفتاح على المدارس الفكرية والعلمية الغربية — منحني رؤية واسعة وشمولية، تجمع بين الأصالة والانفتاح.

 

* وماذا عن بدايات عملك في مجال الإعلام؟

- بدأت العمل في مجال الإعلام مبكرًا، حيث كنت أعمل بشكل احترافي في العديد من وسائل الإعلام العربية والغربية في دمشق، مثل “Associated Press” و ” BBC World Service”، بالإضافة إلى الكتابة لصحيفة “البرهان” السورية.

 

* كان لديك مسيرة ناجحة، فلماذا فكرتِ في الهجرة؟

- بعد وفاة والدي كان لدي العديد من الحواجز على المستوى الشخصي و التي كانت تعوق مسيرتي وتحقيق حلمي كامرأة ناجحة، لذا فكرت في الهجرة للحصول على فرصتي في تحقيق حلمي، واعتقدت أنه بإمكاني القيام بذلك في أمريكا. وأتذكر أن عمري كان 26 عامًا عندما قررت أن أغادر منزلي في دمشق بسوريا في خريف عام 2000، للهجرة والبحث عن فرص جديدة في الولايات المتحدة.

 

* ولماذا اخترتِ أن تكون وجهة هجرتك إلى أمريكا بالتحديد؟

- كانت لي زيارة سابقة لأمريكا، فقد سافرت إليها لأول مرة وعمري 13 سنة لزيارة أقارب والدتي، الذين هاجروا بدورهم إلى الولايات المتحدة منذ زمن بعيد، في الخمسينات تقريبا، ومنذ ذلك الوقت ترسخ لدى الحلم الأميركي، وتمنيت أن أعود مجددًا إلى أمريكا لأدرس بها وأتخرج في جامعاتها. وظل هذا الحلم يرافقني لسنوات عديدة، ولا أعلم ما الذي شدني إليه، رغم أنني نشأت في أسرة منفتحة، ووالدي ووالدتي وأسرتي شجعوني على العلم، ومع ذلك ظل هذا الحلم يراودني ويرافقني إلى أن كبرت وأصبحت في سن الشباب، فحاولت أن آتي إلى أمريكا للدراسة، لكن بسبب عادات وتقاليد الأسرة العربية المحافظة، لم توافق الأسرة على أن تأتي فتاة عربية شابة بمفردها إلى الولايات المتحدة. وكانت هناك معارضة قوية لذلك، ليس من جانب والدي ووالدتي فحسب، ولكن من الأسرة بصفة عامة. ولهذا السبب لم تتح لي الفرصة لأن أكمل دراستي في أميركا.

 

* إذن كيف بدأت قصة الهجرة، وما هي أهم الصعوبات التي واجهتك؟

- ظللت وراء حلمي حتى تمكنت من تحقيقه بعد الحصول على تأشيرة سفر إلى أمريكا كصحفية، وكان ذلك عام 2001، ولسوء الحظ كان توقيتًا صعبًا جدًا، وذلك بسبب التداعيات المأساوية التي خَلّفتها أحداث 11 سبتمبر على صورة العرب والمسلمين في الغرب عمومًا، وفي الولايات المتحدة على وجه خاص. وهي التداعيات التي لا تزال موجودة حتى اليوم، ومن يقل غير هذا لا يرى الحقيقة كما هي.

ولم تكن بداية تجربتي في أرض الأحلام سهلة على الإطلاق، فقد كنت وقتها أمًا لطفلين صغيرين، هما أولادي (أريج ومجد) وكانا وقتتها في عمر صغير جدًا ويحتاجان لرعاية خاصة في مجتمع غريب علينا جميعًا، وأنا كنت أخطو خطواتي الأولى وأحاول أن أفهم المجتمع الجديد من حولي، لأعرف كيف سأتعامل معه لأحقق لي ولأسرتي الاستقرار.

وبصفة عامة لم يكن قرار الهجرة سهلًا، فترك الوطن، والأهل، والأصدقاء، ليس بالأمر البسيط. لكنني كنت أبحث عن أفق أوسع لتحقيق ذاتي، وأردت أن أختبر قدرتي على النجاح في بيئة مختلفة تمامًا. وعندما وصلت إلى أميركا، شعرت أنني ألقيت بنفسي في بحر واسع، لا شاطئ له. كل شيء كان جديدًا: اللغة، الثقافة، النظام الاجتماعي. وفي الأيام الأولى شعرت بالغربة القاسية، لكنني كنت أردد لنفسي دائمًا: "الرحلة لن تكون سهلة، لكن الحلم يستحق".

 

* كيف تمكنتِ من الاندماج في هذا المجتمع الجديد بعد وصولك؟

- بالتأكيد أحسست في البداية بمدى الغربة والعزلة التي يعانيها معظم أبناء الجالية العربية في هذا المجتمع. ولتخفيف الأمر على نفسي اخترت الإقامة في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان الاميركية، حيث تنشط الجالية العربية الأمريكية، وتحتل ولاية ميشيغان المركز الثاني من حيث عدد السكان العرب بين الولايات الأمريكية، وذلك بعد كاليفورنيا.

ودفعتني غريزة البقاء لأن أستكشف هذا المجتمع، وأن أتطلع إلى ما يجب أن أفعله أولاً من أجل أطفالي، فكان همي الأول هي رعايتهم، وحمايتهم وتأمين لقمة العيش لهم، وطبعًا تأمين وجودي بطريقة قانونية وشرعية، وهو أمر ليس سهلًا في أمريكا، ومعظم المهاجرين يواجهون صعوبة في هذا الموضوع، لأن الهوية الأمريكية هي حلم لكل مهاجر.

البداية لم تكن سهلة إطلاقًا، فالغربة قاسية والمسؤوليات كبيرة، وكنت مضطرة للانطلاق من الصفر، لكنني آمنت أن النجاح لن يأتي بسهولة، وأن لكل خطوة ثمنها.

 

* هل واجهتِ مشكلة مع التنوع الكبير في الثقافات والعادات والتقاليد في المجتمع الأمريكي؟

- التلون والتعدد في المجتمع الأمريكي يعني التنوع، وليس الاختلاف في الرأي، وهذا التنوع خلق نوعًا مميزًا من الانسجام الذي ساعد على تحقيقه قوة القانون واحترام دولة المؤسسات. وأعتقد أن كافة الاختلافات بين مواطني الولايات المتحدة قد تلاشت وتوحدت حول مؤسسات ومنظمات المجتمع.

المهاجر قد يشعر في البداية بنوع من الغربة والاختلاف، لكن بعد فترة من الزمن يعشق هذا المجتمع لما فيه من تنوع وحرية، لذا تجد من الصعوبة بمكان على المهاجرين خاصة العرب أن يعودوا إلى الوطن الأم مرة أخرى.

لكن للأسف لا تزال الانقسامات التي تشهدها بعض البلدان العربية تؤثر على وضع الجاليات العربية في مجتمعنا الأمريكي هنا، حيث يتحزب البعض إلى رأيه وطائفته، وتظهر انقسامات أحيانًا بين أبناء الجالية بسبب خلافات سياسية، لكننا نحرص على ألا تتسع هذه الخلافات ونحتويها بسرعة.

 

* ماذا عن بداية تجربتك الإعلامية في أمريكا؟

- عندما أتيت إلى أمريكا فوجئت بأن عددًا قليلاً من العرب الأميركيين يحتلون مناصب إعلامية في القنوات الإخبارية الأمريكية الرئيسية، لذلك تخليت عن هدف إيجاد وظيفة في وسيلة إعلامية كبرى، وبدلاً من ذلك التحقت بالعمل في قناة فضائية كانت قد انطلقت حديثًا في ذلك الوقت تحمل اسم “سلام TV”، وكان مقرها في مدينة ديربورن ، وتستهدف الجالية العربية الأمريكية الكبيرة التي تعيش في ميشيغان. ومن حسن حظي أنهم كانوا في هذه القناة يبحثون عن صحفي يمكنه التحدث باللهجة السورية بوضوح، لتعزيز ارتباط المحطة بالجالية السورية الأمريكية.. وقد أعجبهم العمل الذي قمت به أثناء وجودي في دمشق، حتى أنهم قاموا بدعم طلب الهجرة الخاص بي.

بعد ذلك بدأت بتقديم البرامج الحوارية والأخبار على شبكة الأقمار الصناعية الناشئة التي خدمت منطقة ديترويت. وبعد بضعة أشهر ازداد الطلب على أخبار العرب الأمريكيين والمسلمين على خلفية أحداث 11 سبتمبر، وأصبح “العرب في أمريكا” موضوعًا ساخنًا، وتم استضافتي في العديد من وسائل الإعلام المحلية والإقليمية الرئيسية للتحدث حول هذا الموضوع.

 

* هل كان الفضل في بدايتك الناجحة للحظ أم لقدراتك الإعلامية أم للفرص التي أتيحت لكِ؟

- يمكن القول إنني كنت أثق في قدراتي التي أهلتني لبدء العمل سريعًا، وبالطبع صادفت بعض التوفيق وليس الحظ، لكن المحصلة أن أمريكا التي هي "أرض الأحلام" لم تخذلني، وأمّنت لي حرية الاختيار والإبداع، وهيأت لي الفرصة لتحقيق أحلامي في مجال عملي، لأنطلق بموهبتي وقدراتي الإعلامية في فضاء أكثر حرية، وأستطيع تحقيق ذاتي مستعينة في ذلك بإمكانياتي وطموحي.

 

* هذا يقودنا إلى المرحلة الأهم في تجربتك الإعلامية بتأسيس "راديو صوت العرب"، كيف بدأت؟

- قمت بتأسيس راديو صوت العرب من أمريكا عام 2005، لكن الفكرة بدأت معي مبكرًا، وتحديدًا بعد شهور من مجيئي إلى أمريكا، فقد وقعت أحداث 11 سبتمبر 2001 التي كان لها تأثير كبير على صورة العرب والمسلمين في أمريكا والعالم كله. كما لاحظت نمو الطلب على المعلومات عن العرب في أمريكا على خلفية الأحداث، وهو ما جعلني أفكر في كيفية تلبية هذا الطلب في المعلومات بشكل يساهم في تحسين صورة العرب ودعم دورهم في المجتمع الأمريكي.

ومع مرور الوقت، لاحظت أن هناك نقصًا كبيرًا في الإعلام الموجَّه للعرب، خاصة باللغة العربية، وأن معظم الوسائل كانت إما محدودة التأثير أو لا تلامس قضايا الجالية الحقيقية. ومن هنا بدأت الفكرة تتشكل في ذهني: لماذا لا نؤسس وسيلة إعلامية تخاطب الجالية العربية مباشرة وتكون صوتًا لها؟

 

* يبدو أنكِ أدركت مبكرًا مدى حاجة العرب في أمريكا إلى وسيلة إعلام تعبر عنهم؟

- بالفعل، فعلى الرغم من أن بداية إقامة العرب في الولايات المتحدة تعود إلى منتصف القرن الثامن عشر، إلا أن المجموعات العرقية المختلفة في أمريكا تمكنت من تدشين وسائل إعلام عرقية قوية وحيوية تعبر عنها، باستثناء العرب الذين اكتفوا بإطلاق وسائل إعلام ضعيفة، تركز في الغالب على السياسة، ولا تقدم تقارير توثق من نحن وماذا نفعل، وتوثق انجازاتنا ونجاحاتنا كجالية عربية. وقد أردت تغيير ذلك وتقديم، ليس فقط تغطية سياسية وإخبارية عن الشرق الأوسط والجالية العربية الأمريكية، ولكن أيضًا تقديم معلومات حول ما نقوم به في هذا البلد من انجازات ونجاحات.

كما أن الأمريكيين العرب لا يجدون فرصة للتحدث ومشاركة آرائهم على وسائل الإعلام التقليدية في الولايات المتحدة، وهو ما دفعني للتفكير في إطلاق بث إذاعي حي في قلب المجتمع العربي باللغتين العربية والإنجليزية. كما كانت تسيطر على ذهني أيضًا فكرة خلق جسر بين العرب الموجودين في أمريكا وأوطانهم الأم في العالم العربي، وكذلك دعم أواصر الثقافة العربية الأصيلة في أعماق كل عربي أمريكي في المهجر.

وبالطبع كانت الطريقة الأفضل لتحقيق ذلك عبر إنشاء وسيلة إعلامية تتبنى هذه الأهداف وتقوم على تحقيقها، ولأن الأمر كان مكلفًا جدًا فقد فكرت في إنشاء وسيلة إعلامية أقل تكلفة وأسهل وصولًا للجمهور المستهدف. من هنا جاءت فكرة إنشاء راديو صوت العرب من أمريكا كمنصة إعلامية تساهم في التعريف بالجالية العربية الأمريكية، وتغيير الصورة النمطية عنها، ودعم هذه الجالية وتعزيز دورها في المجتمع الأمريكي، وفي نفس الوقت تحقيق التواصل بينها وبين ثقافتها العربية الأصيلة.

 

* ما هي التحديات التي واجهتكِ عند إطلاق راديو صوت العرب من أمريكا؟

- التحديات كانت كبيرة وكثيرة؛ لكنها أهمها التحدي المالي وتوفير التمويل اللازم للاستمرار، فإطلاق إذاعة في بيئة إعلامية تنافسية مثل أميركا يحتاج إلى موارد ضخمة. ثم جاء التحدي التقني من خلال مجاراة التطور السريع في أنظمة البث والإعلام الرقمي، من البث عبر الإنترنت إلى التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

إضافة إلى ذلك، كان هناك التحدي المجتمعي؛ وهو كيف نقنع الجالية بأهمية وجود وسيلة إعلامية مستقلة تدافع عنهم وتتبنى قضاياهم، وأن هذه الإذاعة تم إطلاقها لهم، وأن دعمهم شرط لاستمرارها، لأن البعض يظن أن الإعلام مجرد خدمة مجانية لا تحتاج إلى موارد.

كما كان هناك تحدي مهني يتمثل في توفير الكوادر المدربة، والقدرة على تقديم محتوى متميز وأن نثبت مصداقيتنا واحترافتينا أمام مجتمع لا يغفر الأخطاء، وصعوبة إثبات الحضور وسط منصات إعلامية أمريكية ضخمة. لكن بالإرادة، وبالإيمان برسالة هذه الإذاعة، استطعت و زملائي أن نتجاوز كل العقبات ونبني منبرًا محترمًا يخاطب الجالية العربية وينال ثقتها.

 

* كيف تغلبتِ على هذه العقبات وبدأتِ تنفيذ مشروعك الإعلامي؟

- تواصلت مع العرب الأمريكيين الأثرياء، وكان أغلبهم من المهنيين ورجال وسيدات الأعمال والأطباء، لمساعدتي على إطلاق برنامج إذاعي صباحي مباشر، يتيح للمستمعين من خلاله الاتصال وتبادل الآراء حول أهم الأخبار والأحداث، وبالفعل وجدت استجابة وتمكنت من إطلاق هذا البرنامج.

وكان البث في البداية كان يستمر لمدة ساعة واحدة، وبدأنا بتغطية منطقة ديترويت الكبرى، حيث كان العرب الموجودين فيها منخرطين بشكل كبير في النشاط المحلي وفي السياسة الأمريكية. ثم قررت شراء المزيد من الوقت بمالي الخاص، وسعيت لتغطية منطقة جغرافية أوسع شملت ولاية ميشيغان، ومدينة وندسور بكندا.

ثم قررت إطلاق شبكة الراديو الخاصة بي، وبالفعل تمكنت في عام 2005 من تدشين مؤسسة “يو إس أراب ميديا U.S. ARAB MEDIA”، في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، كمؤسسة للإعلام والتدريب، وأطلقت من خلالها راديو "صوت العرب من أمريكا".

 

* وهل وجدتِ صعوبة بعد ذلك في الاستمرار والتطور؟

- تمكنا بفضل الله وجهود فريق العمل من الاستمرار والتطور، وبحلول عام 2011 واندلاع ثورات الربيع العربي وزيادة الاهتمام بالشأن العربي، قمت بتوسيع شبكتي أكثر فأكثر لتغطي حاليًا نحو 11 ولاية من بينها واشنطن العاصمة وميريلاند، ونيويورك، وكونيتيكت وفرجينيا.

ومن خلال هذا الراديو استطعت التواصل مع قاعدة عريضة من العرب في أميركا وكندا وتقديم برامج سياسية واقتصادية واجتماعية متعددة، يتم بثها كل يوم الساعة 8 صباحًا، من الاثنين إلى الجمعة، على الهواء مباشرة من استوديوهات في ديربورن على الموجة WNZK AM 690.

 

* وما الذي ميّز إذاعتك عن غيرها في رأيك؟

- التميز كان في المصداقية والمهنية وفي القرب من الناس. نحن لم نكن مجرد إذاعة تبث أخبارًا عامة، بل كنا نغطي قضايا الهجرة، التعليم، الصحة، فرص العمل، ونهتم بقصص نجاح أبناء الجالية، ونمنحهم مساحة واسعة ليطرحوا مشاكلهم ويشاركون بآرائهم. كما أننا حاولنا ربط المستمعين بأوطانهم الأم عبر تغطية الأحداث المهمة في الشرق الأوسط، مع تقديمها بلغة مهنية تناسب القارئ الأمريكي أيضًا.

كما نتميز بوجود فريق عمل من ذوي الخبرات والمهارات العالية، يضم نخبة متنوعة المشارب والأصول، وخبرات أمريكية وعربية مختلفة، من سوريا ومصر إلى العراق إلى اليمن، ومن المغرب إلى فلسطين، ومن لبنان إلى الأردن وتونس والإمارات وغيرها من الدول العربية، لتحقيق تنوع ومزيج تجتمع فيه الخبرات العربية المختلفة، وتكون نابعة من دراية كافية بالمجتمع العربي وخصوصية الوطن الأمريكي.

 

* وكيف كان استقبال الجالية لهذا المشروع الإعلامي؟

- الاستقبال كان رائعًا، وهناك تجاوب كبير جدًا بين مؤسستنا الإعلامية وجمهورنا العربي، وهذا التجاوب يعود إلى سببين، أولاً: أننا في المؤسسة ندرس أهم القضايا المجتمعية التي تهم الجالية العربية قبل أن نتناولها صحفيًا، وثانيًا نتناول تلك القضايا بناء على آراء الجماهير، حيث نعتبر أن الجمهور المستهدف هو شريكنا في اختيار موضوعاتنا، وشريكنا في تحريرها وإبداء الآراء حولها أولا بأول. ونجحنا في خلق لون إذاعي جديد على العرب في المهجر، حيث أصبح المتلقي والمرسل يتبادلان الأدوار في بث الرسالة الإعلامية.

تلقيت مئات الرسائل الداعمة لنا من أبناء الجالية، وهذا الدعم والتشجيع هو ما جعل الإذاعة تنمو بسرعة، وتنتقل من مجرد بث محلي محدود إلى أن تصبح وسيلة إعلامية لها حضور واسع عبر الإنترنت، ويستمع إليها عرب من مختلف الولايات الأميركية، بل ومن خارج أمريكا أيضًا. وطوال السنوات الماضية ركز الرَّادْيو على دعم القضايا القانونية والثقافية والاقتصادية للعرب في المهجر، ودعم التواصل الدائم بينهم وبين موطنهم الأصلي، عن طريق برامج الراديو التي تبث باللغتين العربية والإنجليزية لأكثر من مليون مستمع.

 

* لا زالت خطة تطوير مشروعك الإعلامي مستمرة، وقد حققتِ نجاحات مهمة.. حدثينا عنها؟

- الحمد لله تطورت مؤسسة “يو إس أراب ميديا U.S. ARAB MEDIA” وأصبحت تهتم بتقديم العديد من الأنشطة الإعلامية ومن بينها:

1- راديو صوت العرب من أمريكا كخدمة إذاعية متميزة في الطرح والطموح.

2- موقع صحفي إليكتروني يوفر ساحة للرأي ويكمل رسالة الراديو في خدمة عرب المهجر، ونشر كل الأخبار التي تهمهم، ويحافظ على تواصلهم مع جذورهم العربية.

3- تقديم مساحة رحبة لتوحيد الجهود وتبادل الخبرات بين الإعلاميين العرب في أميركا، وبين الإعلاميين في كل العالم العربي.

4- التدريب والتطوير الإعلامي (حيث تقدم برامج للتخطيط والتدريب المهني الإعلامي المحترف داخل الولايات المتحدة وخارجها).

5- تتطلع مؤسستنا لتدشين قناة تليفزيونية ناطقة باللغة العربية جنبًا إلي جنب مع الراديو، لدعم جسور التواصل، ومناقشة قضايا العرب في الولايات المتحدة وتحسين الصورة الذهنية للعرب والمسلمين داخل وخارج أمريكا.

 

* هل حقق راديو صوت العرب من أمريكا أهدافه التي تأسس من أجلها؟

- بصفتي مديرة الراديو ورئيسة مؤسسة (U.S. ARAB MEDIA)، فأنا فخورة بالتقدم الذي حققه الراديو والمؤسسة حتى الآن، فقد عملنا على عدة اتجاهات مهمة حققنا فيهما نجاحًا كبيرًا.

الأول هو أن نعكس مشاكل وهموم وقضايا العرب الأمريكيين ونناقشها وندعمها ونبحث عن حلول فورية لها، والثاني هو تقديم المعلومات والإرشادات التي تساعد المهاجرين العرب الجدد إلى أمريكا ومن يرغبون في الهجرة إليها، والثالث أن نبرز قصص نجاح وإنجازات أبناء الجالية العربية ودورهم المهم في الولايات المتحدة.

أما الاتجاه الرابع فتمثل في تقديم الصورة الحقيقية المشرقة للعرب والمسلمين في أمريكا ودعمها وتصحيح الصورة الذهنية السلبية عنهم، فيما تمثل الاتجاه الخامس في خلق جسر بين العرب في المهجر وذويهم في الدول العربية، وتعريف كل طرف بما يهمه حول الطرف الآخر.

كما نستهدف الجمهور العربي خارج الولايات المتحدة، لنقدم له الصورة الذهنية الصحيحة للثقافة الأمريكية، وإظهار ما يتميز به المجتمع الأمريكي من حرية الرأي وتعددية الرؤى وتنوع الثقافات وكيفية تحقيق الاندماج الثقافي وقبول الآخر داخل هذا المجتمع.

وهذه الاتجاهات والأهداف عملنا عليها بجدية وحققنا فيها نجاًحا ملموسًا، ورغم إمكانياتنا المحدودة نجحنا في الوصول إلى أكبر عدد من المشاهدين داخل أمريكا وخارجها، وتلبية احتياجات جمهورنا من خلال إعلام أكثر حيادًا ومهنية.

 

* ما هي أبرز القضايا التي تهم الجالية العربية اليوم؟

- القضايا متشعبة، لكن أبرزها: قضايا الهجرة والإقامة وتعليم الأبناء والتحدي اللغوي، إضافة إلى قضايا الصحة والتأمين وفرص العمل. كما أن الكثيرين منشغلون بقضية الهوية الثقافية، وكيفية الاندماج في المجتمع الأمريكي دون فقدان الهوية العربية والإسلامية لأبنائهم، وتربية الجيل الجديد على الاعتزاز بأصوله. كما أن مسألة مواجهة الصورة النمطية عن العرب والمسلمين في الإعلام الأميركي تمثل هاجسًا دائمًا.

 

* وماذا عن إسهاماتك في مجال تحسين صورة العرب والمسلمين في الولايات المتحدة؟

- منذ بداية وجودي في أمريكا وأنا أؤمن أن وجود وسيلة إعلام عربية قوية يمكن أن يساعد في علاج هذه المشكلة، فنحن لدينا مجتمع عربي كبير ومتنوع في ديترويت، ونعطي من خلال برامجنا مساحات عادلة لهذا الجمهور المتنوع ونفتح له نافذة للتعبير عن رأيه وإبراز دوره وأهميته داخل المجتمع الأمريكي.

كما أن برامجنا المتنوعة تقدم الأخبار والمعلومات حول من هم العرب الأمريكيون ولماذا دورهم مهم، مع تفنيد المزاعم وتصحيح الصور السلبية التي تثار حولهم في قنوات إعلامية متطرفة هنا في الولايات المتحدة.

ونقوم بذلك بطريقة لم يتم طرحها في أي مكان آخر، حيث نقدم نماذج نجاح مشرفة من الجالية العربية الأمريكية، وهي نماذج محترمة وراقية، خطت طريقها نحو النجاح، ويجب أن نبرزها للمجتمع الأميركي، ليضعنا خارج هذه الصور المؤلمة والسلبية التي يتداولها الإعلام الأمريكي.

 

* ما هو الدور الذي يمكن أن يقوم به الإعلام من أجل حماية الهوية العربية في المهجر؟

- الإعلام أداة مهمة جدًا لتحقيق ذلك، وهو هو خط الدفاع الأول عن الهوية، لأنه يحفظ اللغة وينقل التراث ويوصل قيمنا للأجيال الجديدة. لكن هذا يتطلب أن يكون إعلامًا واعيًا وملتزمًا، فالهوية لا تُحفظ بالشعارات، بل بالممارسة اليومية: من خلال لغة البرامج، والمحتوى الثقافي والتعليمي، وتسليط الضوء على الأدب والفنون العربية، وربط الأجيال الجديدة بجذورها، وتعريفهم بتاريخهم ولغتهم. الإعلام له دور كبير في هذا المجال إذا أحسن استخدامه.

 

* كعرب في المهجر، كيف ترون دور اللغة العربية في الحفاظ على التواصل بين الأجيال؟

- اللغة العربية هي العمود الفقري لهويتنا، وإذا فقدناها، فقدنا الرابط الأهم مع تاريخنا وثقافتنا، والحفاظ عليها واجب لأنها هي جسر الذاكرة وهمزة الوصل بين الماضي والحاضر. ولذلك فنحن نحرص في راديو صوت العرب من أمريكا على تخصص مساحات واسعة لتعليم العربية وتعزيز حضورها بين أبناء الجالية، كما نحرص على تقديم محتوى بالعربية، مع بعض البرامج بالإنجليزية لتقريب الهوية لأبناء الجيل الثاني والثالث.

 

* هل ترين أن الإعلام العربي الأمريكي نجح في تمثيل الجالية العربية؟

- بصراحة، لا، أو لنقل ليس بالقدر المطلوب، فهناك جهود إعلامية صادقة، لكنها بحاجة إلى مزيد من الدعم المالي والمؤسسي والإمكانات التقنية لتكون أقوى وأكثر تأثيرًا. كما أن التشتت وكثرة المشاريع الإعلامية يضعف التأثير. ولو توحدت الطاقات الإعلامية في كيان أقوى، لكان الصوت العربي أكثر حضورًا وتأثيرًا في المشهد الأميركي. وبعض الوسائل الإعلامية تركز على الجانب التجاري أكثر من الرسالة، وهذا يضعف المحتوى والتأثير. ومع ذلك، هناك نماذج مشرفة أثبتت أن الإعلام العربي قادر على الحضور إذا وجد الدعم.

Image result for arab radio us

* كإعلامية صاحبة خبرة كبيرة.. كيف تتعاملين مع التنوع الثقافي والديني داخل الجالية؟

- أتعامل معه كمصدر قوة لا كعائق أو مصدر ضعف. فالجالية العربية متنوعة دينيًا ومذهبيًا وثقافيًا، ونحن في إذاعتنا ندرك أن تنوعنا يعكس ثراء حضارتنا، وأن دورنا أن نظهر هذا التنوع كجمال وثراء، لا كسبب للخلاف والانقسام. والإعلام دوره أن يجمع لا أن يفرق. ونحن نفتح منبرنا لكل الآراء ونحرص على أن يشعر الجميع بأنهم ممثلون في المحتوى الذي نقدمه، ونركز على القواسم المشتركة: اللغة، التراث، والهموم والقضايا المشتركة.

 

* بالمناسبة، هل يعاني المجتمع الأمريكي مشكلات بسبب هذا التنوع؟

- التلون والتعدد في المجتمع الأمريكي يعني التنوع، وليس الاختلاف في الرأي، وهذا التنوع خلق نوعًا مميزًا من الانسجام الذي ساعد على تحقيقه قوة القانون واحترام دولة المؤسسات. وأعتقد أن كافة الاختلافات بين مواطني الولايات المتحدة قد تلاشت وتوحدت حول مؤسسات ومنظمات المجتمع. والمهاجر قد يشعر في البداية بنوع من الغربة والاختلاف، لكن بعد فترة من الزمن يعشق هذا المجتمع لما فيه من تنوع وحرية، لذا تجد من الصعوبة بمكان على المهاجرين خاصة العرب أن يعودوا إلى الوطن الأم مرة أخرى.

لكن للأسف لا تزال الانقسامات التي تشهدها بعض البلدان العربية تؤثر على وضع الجاليات العربية في مجتمعنا الأمريكي هنا، حيث يتحزب البعض إلى رأيه وطائفته، وتظهر انقسامات أحيانًا بين أبناء الجالية بسبب خلافات سياسية، لكننا نحرص على ألا تتسع هذه الخلافات ونحتويها بسرعة.

 

* كيف تلبون الاحتياجات المختلفة لهذه الجالية المتنوعة من خلال برامجكم؟

- نحرص على أن تراعي خريطة برامجنا التنوع الثقافي في مجتمعنا الأمريكي، وأهم ما يميزنا هو الحياد والموضوعية، فرسالتنا الإعلامية متنوعة الآراء، وتوفر مساحات مختلفة لجمهورنا ما بين معارض ومؤيد، والمصداقية والمهنية هي أسمى أهداف رسالتنا الإعلامية والتي تساعدنا في الوصول لمستمعينا.

كما نُخاطب مجتمعا المتنوع برسالة أكثر تنوعًا، من خلال إعلاميين متنوعي الرؤى والثقافات، يستطيعون الوصول إلي جمهورنا المستهدف بسهولة، بالإضافة إلى تقديم مواد صحفية وبرامج إذاعية متنوعة، ما بين "صباح الخير ميشيغان"، و"سوا على الهواء"، إلي "راديو بلدي"، وصولا لـ"شخصيات صنعت تاريخًا" و"قصة نجاح"، و"مستشارك القانوني"، و"طبيبك الخاص"، وغيرها من البرامج والأبواب الصحفية المتخصصة عبر موقعنا الإلكتروني. كما سعينا لتقديم خدمات عديدة للجاليات العربية بالولايات المتحدة من خلال برامجنا، مثل خدمات السفر والسياحة والهجرة، وخدمات صحية واقتصادية وتعليمية، بالإضافة إلى الخدمات العامة وغيرها مما يحتاجها عرب المهجر، وأيضا نقدم مسابقات متنوعة تلقى إقبالا جماهيريًا كبيرًا من المستمعين.

 

* اختار مركز بيو الأمريكي برنامج "صباح الخير ميشيغان" كأفضل البرامج التي تهتم بقضايا العرب الأمريكيين، كيف ترين هذا الاختيار؟

- مركز بيو للأبحاث أجرى دراسة عن وسائل الإعلام العربية الأمريكية، ومن خلال هذه الدراسة تم اختيار برنامج "صباح الخير ميشيغان" و"راديو بلدي" براديو صوت العرب من أمريكا، كأفضل البرامج وأكثرها انتشارًا وتواصلًا مع العرب داخل أمريكا وخارجها في بعض الدول العربية.

وأشادت الدراسة ببرنامج "صباح الخير ميشيغان" وتنوع محتواه العربي، وإعطائه مساحات لمناقشة بعض القضايا العربية في أمريكا وخارجها، إلي جانب تقديم تقارير خاصة بالصحافة الاستقصائية والجماهيرية، علاوة على تقديمه استشارات قانونية وطبية، والعمل كجسر للتواصل بين الجماهير الناطقة بالعربية داخل أمريكا وبعض المؤسسات العربية والصحفية في منطقة الشرق الأوسط.

وهذا الاختيار جاء نتيجة جهد متميز من فريق العمل على مدى عدة سنوات، وكذلك بفضل دعم بعض المؤسسات الراعية للبرنامج، ونسعى دائمًا أن يصبح البرنامج منبرًا للرأي والرأي الآخر، لمناقشة كافة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخاصة بالمجتمع العربي الأمريكي.

 

* ما هو الفرق بين الإعلام العربي المحلي والإعلام العربي في المهجر؟

- الإعلام المحلي يركز غالبًا على أخبار البلد ويرتبط بقضايا الداخل، بينما إعلام المهجر يركز على قضايا الهوية، والاندماج، والتعليم، وهي قضايا لا تقل أهمية عن القضايا السياسية والاجتماعية في العالم العربي. كما أن الإعلام في المهجر له خصوصية مختلفة؛ إذ يجمع بين قضايا الجالية وتغطية المستجدات في الوطن الأم، إلى جانب ضرورة شرح هذه القضايا للمتلقي الأميركي. بمعنى آخر: الإعلام في المهجر هو جسر بين ثقافتين، ومسؤوليته مزدوجة. والإعلام العربي في الوطن الأم غالبًا ما يخضع لضغوط سياسية أو اقتصادية واضحة، بينما الإعلام العربي في المهجر يمتلك حرية أوسع، ومسؤولية أكبر في تمثيل مجتمعات متعددة.

 

* كيف ترين واقع الإعلام العربي في المهجر اليوم؟

- الإعلام العربي في المهجر يعاني من عدة مشكلات. أولها التمويل، فمعظم المؤسسات الإعلامية العربية هنا صغيرة وتعتمد على جهود فردية، وبالتالي يصعب عليها منافسة وسائل الإعلام الأميركية الضخمة. ثانيًا، التشتت؛ فبدل أن تتوحد الجهود في كيان قوي، نجد عشرات المشاريع المتفرقة التي قد تنطفئ سريعًا لغياب الاستمرارية. وثالثًا، غياب الكوادر المدربة؛ فالكثير من الإعلاميين في المهجر يدخلون المجال من باب الهواية لا التخصص، ما يؤثر أحيانًا على مستوى الأداء والمصداقية.

 

* ما مدى إدراك الجاليات العربية في الخارج لأهمية إعلام المهجر؟

- للأسف فإنه حتى الآن لا تعي الجالية العربية الأمريكية أهمية دور الإعلام، وحتى الآن يغيب الدعم الحقيقي من جانب جاليتنا العربية لإعلام المهجر، فليس هناك وعي كافٍ بأهمية هذا الدور، وأنا شخصيًا أشعر بالأسف عندما استمع إلى عشرات أو مئات الإذاعات بلغات مختلفة، ليس من بينها العربية، وللأسف في نيويورك مثلاً لا توجد إذاعة عربية واحدة. وهذا وضع مؤسف، لأن هناك جالية عربية كبيرة ومؤثرة ولديها الإمكانيات لكي تدعم الإعلام العربي في الولايات المتحدة، لكن لا بد أن يكون هذا الدعم حياديًا، بعيدًا عن أغراض التمويل، وبعيدًا عن أي أغراض أو انتماءات لهذه الدولة أو تلك.

ولا أعلم لماذا لا نستغل مساحة الحرية التي تمنحها لنا أميركا، ولماذا لا نسعى لأن يكون هناك إذاعة على الأقل تغطي أميركا كلها. فالموضوع لا يتعلق بأزمة تمويل أو استثمار، فهناك العديد من المستثمرين العرب الأمريكان الذين بإمكانهم الاتجاه للاستثمار في الإعلام، وهو مجال مربح جدًا بالمناسبة، ولكن ليس هناك وعي كافٍ لدى الجالية العربية بأهمية الاستثمار في الإعلام.

* كيف ترين مستقبل الإعلام العربي في المهجر خلال السنوات القادمة؟

- المستقبل واعد إذا استطعنا أن نطور أدواتنا ونستثمر في الشباب وفي كل جديد. فنحن بحاجة إلى إعلام رقمي قوي قادر على مخاطبة الأجيال الجديدة بلغتهم ووسائلهم. والمستقبل يتوقف على مدى قدرتنا على التعاون. فإذا استمرت الجهود مشتتة، سيظل تأثيرنا محدودًا. أما إذا توحدت الطاقات وتبنت التكنولوجيا بذكاء، فسنبني إعلامًا عربيًا أميركيًا مؤثرًا بحق. وإذا وُجدت مؤسسات عربية قوية تستثمر في الإعلام، يمكننا أن نخلق منصات تنافس على مستوى أميركي ودولي.

 

* كيف تنظرين للمحتوى الإعلامي العربي بصفة عامة، وهل في رأيك نستطيع المنافسة عالميًا

- الإعلام العربي تطور كثيرًا خلال الفترة الأخيرة، خاصة من حيث الإمكانات المادية، ولديه كوادر إعلامية ناجحة جدًا وتستطيع المنافسة عالميًا بالفعل، لكن هذا النجاح وهذه المنافسة لكي تتحقق لا بد من توافر عدة شروط أهمها دعم وتشجيع الإعلام الحر المستقل، الذي لا يخضع لتحكم السلطة أو رأس المال، وأن يكون إعلامًا مهنيًا وموضوعيًا يبتعد عن التحزب والتكتل وراء مصالح الجهات التي تموله أو تتحكم فيه.

 

* كيف تنظرين لدور المثقف العربي وتفاعله مع ما يطرحه الإعلام من قضايا؟

- في الحقيقة فإن دور المثقف العربي والنخبة العربية بشكل عام تراجع كثيرًا في الفترة الأخيرة، ولا يقارن بأي حال من الأحوال بما كنا نراه في الماضي، حيث كان دور مؤثر وله وزنه ويحسب له الجميع ألف حساب، لكن الآن بدأ المثقفون والنخبة في التخلي عن دورهم الحقيقي، والقيام بأدوار أخرى تخدم مصالحهم الشخصية أو مصالح الجهات التي توظفهم أو تستفيد منهم، إلا من رحم ربي، فرغم ذلك لا زالت هناك فئة من المثقفين والنخبة تناضل من أجل خلق دور فاعل ومؤثر لها، بعضها ينجح والبعض الآخر يواجه العديد من العقبات.

 

* ما هي الحلقة المفقودة بين الإعلامي والجمهور حاليًا؟

- الحلقة المفقودة بين الإعلامي والجمهور حاليًا هي الثقة، وأستطيع أن أقول من خلال تجربتي أن لدينا جمهور وفي للإعلامي الذي يثق فيه، لكن الجمهور لا يمنح هذه الثقة لأي أحد بسهولة، وهي لا تأتي إلا عبر تقديم إعلام هادف وموضوعي ومهني، والجمهور ليس تافهًا أو سطحيًا ويقبل أي شيء يتم تقديمه له كما يحاول أن يصوره البعض، لكنه جمهور واعي، ويستطيع أن يميز بين الغث والثمين، وبين المصداقية والكذب والخداع الذي يمارس ضده.

 

* كامرأة عربية في الإعلام الأميركي، ما هي التحديات التي واجهتها؟

- مسيرتي كمهاجرة في أمريكا لم تكن مفروشة بالورود. فلم أحمل همّ مسيرتي المهنية والأكاديمية فقط، بل تحملت أيضًا مسؤولية تربية طفلين في الغربة.. وكان علي أن أوازن بين دوري كإعلامية وأكاديمية، ودوري كأم. واليوم أشعر بالفخر لأن ابنتي أصبحت دكتورة صيدلانية وابني أصبح طبيبًا.

وهذا النجاح الأسري بالنسبة لي لا ينفصل عن رسالتي، بل هو امتداد لها. فانا أرى أن التربية جزء من صناعة التغيير، وأن نجاح أبنائي في المجال الطبي هو انعكاس للقيم التي حملتها من بيتي الأول في سوريا: العدالة، المسؤولية، والإيمان بأن خدمة الناس هي أعلى أشكال العطاء.

واليوم، أواصل مسيرتي الأكاديمية والإعلامية في الولايات المتحدة، وأحمل قناعة راسخة أن العدالة والمعرفة هما أساس أي تغيير، وأن الإعلام النزيه هو الساحة الأوسع لنشر هذه القيم، وبناء حوار حضاري يعبر القارات والحدود.

 

* هل ترين أن الإعلام يعطي المرأة العربية المساحة التي تستحقها؟

- ليس بالقدر الكافي. فما زالت المرأة العربية في الإعلام تُحصر أحيانًا في أدوار تقليدية. لكن هناك نماذج مشرفة كسرت هذه القوالب، وأتمنى أن يزيد حضور المرأة في مواقع القيادة الإعلامية. وبصفة عامة ما زال هناك تقصير، سواء في المهجر أو في العالم العربي. فالمرأة العربية لديها قصص وتجارب ملهمة، لكنها غالبًا لا تُروى كما ينبغي. وقد سعيت منذ البداية إلى تخصيص مساحة في برامجنا لإبراز دور المرأة، سواء كأم أو كقائدة أو كناشطة مجتمعية ومناقشة قضاياها ومشكلاتها. والمرأة العربية في المهجر لها حضور قوي، والإعلام يجب أن يعكس إنجازاتها وصوتها. وأنا أرى أن الإعلام العادل يجب أن ينصف المرأة ويمنحها حقها.

 

* ما رسالتك للجيل الجديد من الإعلاميات العربيات؟

أقول لهن: آمنّ بأنفسكن ولا تخفن من التحديات، ولا تستسلمن للصور النمطية. وأطالبهن بأن يتحلين بالشجاعة والمهنية، وألا يخشين من التعبير عن أصواتهن، وأن يواصلن حمل الرسالة بوعي ومهنية. فالإعلام ليس حكرًا على أحد، والمرأة العربية قادرة أن تكون قائدة للرأي وصانعة للتأثير.

الإعلام يحتاج إلى شجاعة ومهنية معًا. كوني صوتًا قويًا للحقيقة، وحافظي على قيمك وهويتك، وستجدين أن المجتمع يقدّر الصدق مهما كان مصدره.

 

* كإعلامية مؤثرة، كيف أثّر التحول الرقمي على طريقة تواصلك مع جمهورك؟

- غيّر كل شيء تقريبًا. أصبحنا أقرب للجمهور عبر المنصات الرقمية، ووصلنا إلى شرائح لم نكن نستطيع الوصول إليها من قبل. والبث الرقمي جعل صوتنا يصل إلى العالم كله، لا فقط إلى حدود أميركا. فلم نعد نعتمد فقط على موجات الراديو، بل أصبحنا نصل إلى جمهورنا عبر الإنترنت، البث المباشر، والبودكاست. هذا منحنا فرصة أكبر للوصول إلى الشباب والأجيال الجديدة التي لا تتابع الوسائل التقليدية كثيرًا.

 

* هل ترين أن منصات التواصل الاجتماعي تخدم الإعلام الجاد؟

- هذه المنصات مهمة لأنها نقلت المستمع من مجرد متلقٍ إلى أن يصبح شريكًا يتفاعل معنا، ولكن هي سلاح ذو حدين؛ فمن ناحية تساعدنا على الانتشار السريع والتفاعل، لكن في الوقت نفسه تعج بالمحتوى السطحي والمعلومات المضللة والشائعات. وعلينا كإعلاميين أن نستخدمها بحذر وحكمة، وألا تنسينا رغبتنا في سرعة الانتشار أن نركز على المصداقية وجودة المحتوى. وبمعنى أصح فإن الإعلامي الجاد يجب أن يستفيد منها دون أن ينجر وراء فوضاها.

 

* في رأيك هل ستكون وسائل الإعلام التكنولوجية سببًا في أفول نجم وسائل الإعلام التقليدية؟

- وسائل الإعلام التكنولوجية هي تطور طبيعي لمسار الإعلام عبر التاريخ، وكما أن كل شيء حولنا يتطور فالإعلام أيضًا يتطور، لكن هذا لا يعني أن ظهور نوع جديد من الإعلام يعني اختفاء أنواع أو وسائل إعلامية أخرى، بدليل أن الإذاعة لا زالت صامدة ولها جمهور معتبر حتى الآن.

ولنكن منصفين يمكن القول إن وسائل الإعلام التقليدية تأثرت تأثيرًا سلبيًا بظهور وسائل الإعلام التكنولوجية من حيث جذب نسبة كبيرة من الجمهور، وجزء كبير من الإعلانات والتمويل. لكن في نفس الوقت استفادت وسائل الإعلام التقليدية من الإعلام التكنولوجي الجديد، فما من صحيفة أو إذاعة أو قناة فضائية إلا ولها موقع إلكتروني خاص بها، وتستفيد كثيرًا من الإمكانيات التكنولوجية الحديثة التي وفرت لها الكثير من الوقت والجهد، ومكنتها من الظهور بشكل أفضل. وفي كل الأحوال يبقى استمرار أي وسيلة إعلامية مرهونًا بقدرتها على التطوير ومواكبة العصر والتطور الذي يحدث من حولها، والعمل على الاستفادة منه بدلًا من الاستسلام لتأثيراته السلبية عليها.

 

* ما القيم التي تحرصين على ترسيخها في عملك الإعلامي؟

- الصدق، والشفافية، واحترام عقل الجمهور، والالتزام بخدمة المجتمع، وعدم استغلال الإعلام لمصالح شخصية أو سياسية. هذه هي الأسس التي أؤمن أنها تجعل الإعلام وسيلة بناء لا هدم. كما أحرص في المحتوى الذي أقدمه على احترام التنوع، والدفاع عن العدالة، والالتزام بإنسانية الخطاب بعيدًا عن الكراهية أو التمييز. وبصفة عامة أؤمن أن الإعلامي مسؤول أمام الله وأمام الناس، وأن الكلمة أمانة.

 

* كيف توازنين بين المهنية الإعلامية والرسالة المجتمعية؟

- أعتبر المهنية خطًا أحمر، لكن لا يمكن أن نغفل عن رسالتنا المجتمعية تجاه الجالية. فنحن نمارس الإعلام بموضوعية، لكننا في الوقت نفسه نحرص أن نكون صوت الناس، نعرض مشاكلهم ونساهم في إيجاد حلول لها. وأنا أؤمن أن المهنية لا تتعارض مع الرسالة، فالإعلام ليس مجرد مرآة صامتة، بل وسيلة للتغيير الإيجابي. فالمهنية تقتضي أن ننقل الخبر كما هو بصدق وموضوعية، بينما الرسالة تدفعنا إلى تسليط الضوء على قضايا بعينها. وأعتقد أن الحل هو تحقيق التوازن، فنحن لا ننحاز سياسيًا، لكننا لا نقف على الحياد تجاه قضايا حقوق الإنسان أو التمييز أو العدالة الاجتماعية.

 

* هل لا زال لديك حلم تتطلعين لتحقيقه فيما يتعلق بمشروعك الإعلامي؟

- أحلامي لا تتوقف، وطموحي ليس له حدود، وطالما لدي قدرة على العمل والعطاء سأظل أتطلع للأفضل دائمًا، وفي الوقت الحالي أتطلع إلى أن يستمر بث الإذاعة على مدار اليوم، وأن أنجح مع غيري في تقديم الصورة الصحيحة للعرب والمسلمين عند الأمريكيين والغرب عمومًا، ولدي يقين أنهم سيعرفون يومًا ما من نحن حقًا، وسيدركون ثراء ثقافتنا، ويفهمون سياساتنا أفضل بكثير مما هم عليه اليوم. ولكن لازال الطريق أمامنا طويلاً، وسنكمله مهما كان الثمن. وسيظل حلمي الأكبر هو أن أرى دورًا مهمًا ومؤثرًا للجالية العربية في أمريكا، وأن يتمكن أبناء هذه الجالية من ممارسة حقهم الطبيعي في هذا البلد المليء بالحريات والفرص، وأن تعي الجالية العربية أهمية إعلام المهجر وتدعمه. وكإعلامية عربية الأصل لا زلت أحلم بأن أرى العالم العربي وهو يتمتع بالحرية المسؤولة، وأن يكون لديه القدرة على مناقشة القضايا الحساسة بعيدًا عن الغطاء الحكومي أو المصالح الخاصة، وأن يلتزم بالمهنية والحيادية.

 

* بعد هذه الرحلة الطويلة، ما الذي تطمحين إليه في المستقبل؟

- أحلم بإنشاء مؤسسة إعلامية عربية أميركية متكاملة، تضم إذاعة وتلفزيون ومنصات رقمية قوية، لتكون المرجع الإعلامي الأول للجالية. وأن أؤسس مركزًا أكاديميًا لتدريب الإعلاميين العرب في أميركا، لأن الجالية بحاجة إلى جيل جديد من الإعلاميين القادرين على حمل الرسالة وإكمال المهمة التي بدأناها.

 

* هل ترين أن هناك فرصًا حقيقية لتحقيق ذلك؟

- نعم، فرغم الصعوبات، الفرص متاحة. والتكنولوجيا خففت كثيرًا من العقبات. واليوم يمكن لشخص واحد أن يدير منصة إعلامية تصل إلى آلاف المتابعين. التحدي الأكبر هو الاستمرارية والقدرة على الحفاظ على المصداقية وسط ضجيج الإعلام التجاري.

 

* ماذا تقولين للجالية العربية في أميركا في هذه المرحلة؟

- أقول لهم: أنتم قوة كبيرة إذا توحدتم. الإعلام لا يعيش من فراغ، بل يحتاج إلى دعم جمهوره. إذا أردتم أن يكون لكم صوت مؤثر في المجتمع الأميركي، فعليكم دعم وسائل إعلامكم المستقلة، والمشاركة فيها، وعدم الاكتفاء بدور المتلقي.

 

* ما هي رسالتك التي تودين توجيهها للشباب من أصحاب الطموح في أمريكا والعالم العربي؟

- الشباب في أي مكان هم الأمل، والشباب الأمريكي من أصول عربية هو شباب واعد وطموح، ومسلح بالعلم والتكنولوجيا والحرية، ولديه كل أسباب النجاح التي تجعلنا نراهن عليه، لكي يقوم بدور كبير في مساعدة أوطانه الأم وجذوره. واو دان أقول لهم: "شبابنا الكرام، أنتم أيقونة العمل الإنساني، أنتم المحرك الرئيسي لمستقبل أفضل، مستقبل تعلو فيه قيم الحب والتسامح والتعايش بسلام، مستقبل تحملون على عاتقكم العمل الإنساني كرسالة وكهدف، لا تتخلوا عن طموحكم، وتمسكوا بأحلامكم، وتسلحوا بالعلم والعمل، وبالثقة في قدراتكم والإيمان بالله، وستحققون النجاح بإذن الله".

 

* كلمة من القلب إلى قرّاء بيروت تايمز، وإلى المستمعين لراديو صوت العرب في أميركا

- أقول لهم: أنتم مصدر قوتنا، وسبب وجودنا واستمرارنا. من أجلكم نعمل ونجتهد، وهدفنا أن نكون دائمًا صوتكم وصورتكم الحقيقية في أميركا، وأن نكون عند حسن ظنكم بنا.

 

Image result for راديو صوت العرب في أميركا

 

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment