bah السعودية تؤكد دعمها... وأميركا تعيد تموضعها: لبنان في قلب الاشتباك الإقليمي وقانون الانتخاب ودور المغتربين - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

السعودية تؤكد دعمها... وأميركا تعيد تموضعها: لبنان في قلب الاشتباك الإقليمي وقانون الانتخاب ودور المغتربين

09/18/2025 - 13:40 PM

Prestige Jewelry

 

 

مصادر دبلوماسية لـ "بيروت تايمز "

الأميركييون باتوا أكثر تمسكًا بتثبيت حضورهم في لبنان، ويعملون على ضبط إيقاع المعركة، بحيث تبقى أوراق الضغط فاعلة ولكن من دون أن تتحول إلى فوضى تتجاوز حدود السيطرة

 

مصادر سياسية متابعة للملف الأميركي لـ "بيروت تايمز " واشنطن تتعاطى مع لبنان كملف قابل للاستثمار الطويل الأمد

 

مصادر وزارية لـ "بيروت تايمز":
الانتخابات النيابية بالنسبة للأميركيين محطة أساسية لاختبار حجم نفوذ القوى المحلية، وفرصة لاستثمار المناخات السياسية التي جرى بناؤها في المرحلة السابقة

 

بيروت – منى حسن – بيروت تايمز

 

تلعب المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا هاماً في دعم استقرار لبنان وتعزيز التعاون الأمني بين البلدين، لا سيما في ملف مكافحة المخدرات الذي بات يشكل تهديدًا مشتركًا لأمن المجتمعين اللبناني والعربي. وفي هذا السياق، استقبل وزير الداخلية والبلديات، أحمد الحجار، في مكتبه، سفير المملكة لدى لبنان، وليد البخاري، حيث جرى بحث مستجدات الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية.

وخلال اللقاء، ثمّن السفير البخاري جهود وزارة الداخلية اللبنانية في التصدي لعمليات تهريب المخدرات، خصوصًا تلك التي تستهدف المملكة، مشيدًا بالتعاون الأمني القائم بين الأجهزة اللبنانية ونظيراتها السعودية. من جهته، أكد الوزير الحجار أن مكافحة المخدرات تُعدّ أولوية وطنية لحماية أمن لبنان والمنطقة، مشددًا على أهمية استمرار التنسيق في هذا الملف الحيوي.

وفي سياق التطورات السياسية، يشهد لبنان في المرحلة الراهنة سلسلة من التحولات الدقيقة التي تعكس حجم الاشتباك السياسي والإقليمي على ساحته الداخلية. فبعد عام تقريبًا من الضغوط المكثفة، أكدت مصادر دبلوماسية لـ بيروت تايمز أن الولايات المتحدة باتت أكثر تمسكًا بتثبيت حضورها في لبنان، ليس فقط عبر المبادرات الدبلوماسية والسياسية، بل أيضًا من خلال الاستثمار فيما تحقق خلال الأشهر الماضية.

وأوضحت المصادر أن التوجه الأميركي يُظهر حرص واشنطن على عدم الانزلاق نحو خيارات قد تهدد الاستقرار الداخلي، إذ بات واضحًا أن أي انفلات في الوضع اللبناني قد يرتد سلبًا على مصالحها. هذا الإدراك دفع الإدارة الأميركية إلى تهدئة وتيرة الضغط المباشر على "حزب الله"، والانتقال إلى مستوى جديد من المواجهة أقل حدّة وأكثر استراتيجية.

 

السياسة الأميركية في لبنان: استثمار طويل الأمد

المتابعون لمسار السياسة الأميركية في لبنان يرون أن ما تحقق مؤخرًا يُعدّ إنجازًا مهمًا من وجهة نظر واشنطن، سواء من حيث إضعاف بيئة الخصم سياسيًا وإعلاميًا، أو من حيث ترسيخ قنوات دعم لحلفاء محليين وإقليميين. لذلك، لا تبدو الولايات المتحدة مستعدة للتضحية بهذه المكاسب عبر خطوات متسرعة قد تفتح الباب أمام فوضى داخلية شاملة.

وتؤكد مصادر سياسية مطلعة على الملف الأميركي لـ بيروت تايمز أن واشنطن تتعامل مع لبنان كملف قابل للاستثمار طويل الأمد، وتبني استراتيجيتها على أساس معركة ممتدة مع "حزب الله"، لا مواجهة سريعة أو صدام مباشر.

 

مرحلة ستاتيكو سياسي

هذا التوجه الأميركي يعني على ما تؤكده المصادر أن لبنان مقبل على مرحلة من “الستاتيكو” السياسي والأمني، حيث ستبقى الضغوط حاضرة لكن بوتيرة محسوبة، تسمح بإبقاء الحزب تحت الضغط المستمر من دون تفجير الوضع بشكل كامل. وبذلك، يمكن القول إن الأميركيين يعملون على ضبط إيقاع المعركة، بحيث تبقى أوراق الضغط فاعلة ولكن من دون أن تتحول إلى فوضى تتجاوز حدود السيطرة.

من جهة أخرى، يبدو أن هذا الإيقاع سيظل قائمًا حتى موعد الاستحقاق الانتخابي المقبل، الذي تراهن واشنطن على أن يشكل فرصة جديدة لإعادة ترتيب التوازنات الداخلية عبر صناديق الاقتراع.

فالانتخابات بالنسبة للأميركيين محطة أساسية لاختبار حجم نفوذ القوى المحلية، وفرصة لاستثمار المناخات السياسية التي جرى بناؤها في المرحلة السابقة. وعليه، فإن لبنان اليوم يعيش على وقع معادلة أميركية جديدة: لا تراجع عن الحضور والاستثمار بما تحقق، ولا اندفاعة نحو مغامرات غير محسوبة قد تهدد الاستقرار. معركة طويلة مع حزب الله بوسائل سياسية وإعلامية واقتصادية، ولكن من دون الانزلاق إلى انفجار شامل. وهذا ما يجعل الأشهر المقبلة مرحلة مراوحة دقيقة، تُدار فيها اللعبة بانتظار الانتخابات، حيث سيُعاد رسم الخطوط العريضة للمواجهة المقبلة.

 

قانون الانتخاب ودور المغتربين

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، تتجه الأنظار نحو قانون الانتخاب كأحد أبرز الملفات المطروحة على الساحة اللبنانية، وسط ضغط دولي متزايد لضمان إجراء الاستحقاق في موعده وترجمة التوازنات السياسية داخل صناديق الاقتراع.

مصادر رسمية أكدت لـ بيروت تايمز أن خيار التمديد لمجلس النواب غير مطروح، وأن الانتخابات ستُجرى في موعدها دون أي عوائق. كما كشفت مصادر نيابية أن رئيس المجلس النيابي بصدد دعوة اللجان المختصة إلى جلسة لمناقشة قانون الانتخاب، والتي قد تشهد مواجهة سياسية بين الكتل النيابية حول شكل القانون وآلياته.

وفي هذا السياق، يبرز ملف مشاركة المغتربين اللبنانيين كأحد أبرز النقاط الخلافية، حيث يشكّلون شريحة واسعة من اللبنانيين المنتشرين حول العالم ويتمتعون بحق دستوري في التصويت، لكن تمثيلهم الفعلي لا يزال محدودًا ومحل جدل.

التحديات:

• ضعف البنية التحتية الإدارية في البعثات الدبلوماسية

• تباين في آليات التسجيل والتصويت

• مخاوف من تسييس أصوات المغتربين أو توجيهها

الفرص:

• تعزيز المشاركة الوطنية العابرة للحدود

• إعادة ربط المغتربين بالوطن الأم سياسيًا واقتصاديًا

• إحداث توازن ديموغرافي في التمثيل النيابي

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن قانون الانتخاب المقبل سيكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة النظام السياسي اللبناني على التحديث والانفتاح، لا سيما في ما يتعلق بإشراك المغتربين في صياغة مستقبل البلاد.

 

 الوضع في الجنوب اللبناني

على الرغم من أنّ التصعيد الإسرائيلي في الأيام القليلة الماضية لا يعَدّ غير مسبوق، وإن كان "نوعيًا" إلى حدّ بعيد، إلا أنّه في الوقت نفسه ليس مجرد جولة تصعيد عابرة، واكدت مصادر سياسية ان الاعتداءات الإسرائيلية ستكون محطة مفصلية قد تعيد رسم قواعد الاشتباك بين "حزب الله" وإسرائيل. وبين حسابات الردع ومخاطر الانزلاق إلى حرب شاملة، يقف لبنان مرّة أخرى عند منعطف دقيق، يريده أن يتجاوزه بأمان، حتى لا يكون فاتحة لمرحلة جديدة من المواجهة، لا أحد في لبنان يبدو جاهزًا لها! 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment