واشنطن – متابعة الإعلامي كريم حداد
أكد المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مصعب بولص، التزام واشنطن بدعم السلام والاستقرار في شرق إفريقيا، مشددًا على أهمية التوصل إلى حل للنزاع المتصاعد في جمهورية الكونغو الديمقراطية. جاءت هذه التصريحات خلال زيارته إلى رواندا يوم الثلاثاء، حيث التقى بالرئيس بول كاغامي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الأمنية في المنطقة.
تصاعد النزاع في شرق الكونغو
منطقة شرق الكونغو الديمقراطية تشهد تصعيدًا خطيرًا منذ يناير الماضي، عندما تمكنت حركة M23 المتمردة، التي يُقال إنها تحظى بدعم دولة رواندا، من السيطرة على مدينة غوما الاستراتيجية، قبل أن تتوسع نحو بلدة بوكافو في فبراير.
هذا التقدم العسكري فاقم الأزمة الإنسانية، حيث تحذر الأمم المتحدة من تزايد أعداد النازحين، مشيرةً إلى وجود نحو 4000 جندي رواندي يدعمون المتمردين في المنطقة، ما يزيد من حالة التوتر بين كيغالي وكينشاسا.
السلام أولوية لواشنطن
في تصريح للصحفيين عقب لقائه بالرئيس كاغامي في كيغالي، أكد بولص أن الإدارة الأميركية تضع تحقيق السلام كأولوية، مشيرًا إلى أن المباحثات التي أجراها مع القادة الإقليميين تعكس أهمية إيجاد حل دائم للصراع.
وقال بولص: "السلام ليس مجرد ضرورة إنسانية، بل هو مفتاح لإطلاق الإمكانيات الاقتصادية الهائلة التي تمتلكها المنطقة". كما شدد على التزام الولايات المتحدة بدعم حل دبلوماسي يعزز الاستقرار ويحترم سيادة الحدود بين الدول، مؤكدًا أن تحقيق السلام سيؤدي إلى بناء اقتصاد إقليمي أكثر استقرارًا وازدهارًا.
ترامب وسياسة السلام
رداً على سؤال حول الدور الأميركي في دعم الحلول الميدانية، أوضح بولص أن الرئيس ترامب يركز على الدبلوماسية في معالجة النزاعات الدولية، مستشهدًا بجهوده في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
وأضاف: "الرئيس ترامب رجل يؤمن بالسلام. منذ لحظة انتخابه، انخرط في جهود لإرساء الاستقرار، سواء في الشرق الأوسط أو في أوروبا".
الجدل حول انسحاب المتمردين من واليكالي
فيما يتعلق بالانسحاب الأخير لمقاتلي حركة M23 من منطقة واليكالي، حيث تدير شركة Alphamin Resources منجمًا رئيسيًا للقصدير، نفى بولص مزاعم بأن واشنطن مارست ضغوطًا على رواندا أو المتمردين للتراجع.
وأكد أن الانسحاب جاء نتيجة حوار مباشر بين الأطراف المتنازعة، وليس بسبب أي تدخل أميركي، مشددًا على ضرورة تفعيل الحلول المحلية للأزمات الإفريقية.
وأعرب بولص عن أسفه لتعليق عمليات المنجم، الذي يوفر فرص عمل لآلاف الأشخاص في المنطقة، معتبرًا أن ذلك أدى إلى ارتفاع أسعار القصدير عالميًا.
وقال: "نأمل أن تستأنف الشركة عملياتها قريبًا، لما لذلك من تأثير إيجابي على الاقتصاد المحلي والدولي".
واشنطن ورؤيتها للمنطقة
تعكس زيارة بولص إلى رواندا اهتمام إدارة ترامب بتعزيز الدور الأميركي في إفريقيا، خصوصًا في ظل تصاعد النفوذ الصيني والروسي في القارة. وبينما تسعى واشنطن إلى إعادة ضبط استراتيجيتها الإفريقية، يبقى السؤال: هل ستنجح الجهود الدبلوماسية الأميركية في احتواء الأزمة في شرق الكونغو، أم أن التوترات ستستمر في التصاعد؟
وكالات
Comments