08/18/2025 - 22:44 PM
عدنان القاقون
في المحطات الاقليمية المفصلية تكون العاصمة الاردنية احدى محاور التنقيب عن الاستقرار وسط هذا البحر الهائج من المتغيرات.
في الثاني عشر من اب /اغسطس الماضي استضافت عمان اجتماعا ثلاثيا ضم وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي ونظيره السوري اسعد الشيباني والمبعوث الاميركي الى سوريا توم برّاك .خلص الاجتماع وهو الثاني من نوعه في الاردن ،الى جملة نتائج تترجم اولا نبل القيادة الهاشمية واصالتها في معالجة محنة جبل العرب الجار التاريخي ، وترسم محاور الخروج من نفق عقلية الالغاء التي تنتهجها بعض فصائل السلطة الجديدة في دمشق.ومن هذه النتائج حفظ حقوق ابناء السويداء واشراكهم في مسيرة اعادة بناء الدولة السورية،وفتح مسارات الاغاثة الانسانية الى عاصمة جبل العرب ،فضلا عن اشراك الامم المتحدة في مسار التحقيق بالانتهاكات والجرائم التي ارتُكبت في السويداء.
كما لحظ اجتماع عمان اهمية شروع الامم المتحدة في المصالحات السورية السورية ويمكن هنا طرح علامة استفهام كبيرة حول دور الموفد الدولي الى سوريا جير بيدرسون .وتشير اوساط سياسية الى ان تقاعس بيدرسون في عمله اضعف دور المنظمة الدولية واظهرها بدور العاجز عن القيام باي دور اغاثي او اجاماعي او سياسي .وقالت هذه الاوساط :اين هو بيدرسون مما يجري في سوريا ؟ هل اكتفى بدور المتفرج على ما يجري قكفي بلاد الاربعين حضارة؟
تحت عناوين نبيلة تتحرك المملكة الاردنية الهاشمية لمعالجة الاوضاع في سوريا وتحديدا السويداء عاصمة جبل سلطان باشا الاطرش التي شهدت جرائم انسانية تكاد تكون غير مسبوقة في تاريخها ،وتعاني حصارا يخنق اهلها منذ اسابيع.
تاريخ من الفروسية يجمع القيادة الهاشمية وابناء السويداء ،ومحطات العروبة تسجل كيف اخذ سلطان الاطرش من الاردن منطلقا للثورة العربية .التاريخ ايضا وايضا يروي يوم ارسل شيخ العقل احمد الهجري (عم الشيخ حكمت الهجري)وفدا من الفرسان المعممة لتهنئة الملك عبدالله بن الحسين بتولي العرش عام 1946 .ومن المواقف الراسخة في ذاكرة العلاقة انه مع دخول الفرسان باحة القصر وهم يرددون الحداء الشعري "سيوفنا من غمدها مسلولة ..نحمي بها عرش الهاشمي المعتلي".
وحين سأل الملك عبدالله ،طيب الله ثراه،من اصحاب هذا الحداء ؟فاجابه هزاع المجالي وقد كان احد مساعديه رحمه الله :"هؤلاء اخوانك الاحرار ،فوارس بني معروف بيض العمائم وارباب السيوف".
حينها حرص الملك عبدالله الاول على ملاقاة الوفد ،وترجل حمزة درويش قائد الفرسان شاهرا سيفه امام جلالته قائلا: هذه سيوف حماية العرش.
انطلاقا من هذا التاريخ ،وعلاقة الفروسية بين المملكة الهاشمية وجبل العرب ،فان مراجع عليا في طائفة الموحدين الدروز على يقين بان بوابة فك الحصار عن ابناء السويداء ستشرع عبر بوابة النشامى.وترى ان ثمة تطابقا في العناوين الاستراتيجية العريضة وفي طليعتها تمسك ابناء الجبل بوحدة سوريا وعمقهم العربي والاسلامي .ومع الدولة العادلة لجميع ابنائها وهو ما عبر عنه بيان الخارجية الاردنية بالقول ان هدف اجتماع عمان هو "تلبية طموحات الشعب السوري الشقيق وحفظ حقوق كل السوريين".
وتعّول المراجع العليا في طائفة الموحدين الدروز على حكمة العاهل الهاشمي الملك عبدالله الثاني في وقف الانتهاكات وحماية سيوف الكرامة السورية العربية الاسلامية في جبل احمد الهجري رحمه الله.
اجتماع عمان في 19 يوليو /تموز الماضي اوقف الحرب في السويداء ..والامل في ان يمهد اجتماع الثاني عشر من اغسطس لارضية وطنية سورية عربية صلبة لتصحيح الامور في سوريا ،والمضي في قطار اعادة ترميم العلاقة بين مكونات البلاد،وحينها ،حينها فقط تنطلق تلقائيا عجلة اعادة اعمار سوريا العربية الموحدة.
Comments