بقلم: د. عامر ممدوح
كاتب وأكاديمي
( ١ )
(تجذبني) طريقة الغرب في إعمال العقل، لا أتحدث عن الغايات والنهايات والمرجعيات، إنما منهجية قراءة النص والفضاء الذي يوجدونه للعقل كي يمارس فاعليته، وكل ذلك بفتح آفاق التفكير وإطلاق سراحه بسهولة ويسر!.
وطريقة التعلم والتعليم هذه تثبت من المراحل الدراسية الأولى، وصولاً إلى المراتب المتقدمة وانتهاء بامتلاك العقلية المفكرة والناقدة والمبدعة في آنٍ واحد.
( 2 )
(يحزنني) أننا الا القلة من نمارس ذلك، وبطبيعة الحال الأشقاء في المغرب العربي العزيز يتصدرون المشهد.. ولعل حلت فيهم روح علماء الأندلس وإرثهم كما يقول أحد الأساتذة الكرام.
ان منهج الحفظ والتلقين والتسليم لن يوجد إلا عقلية جامدة مستسلمة وكسولة!
( 3 )
(يستدركني) تراث طويل من نموذجات عربية وإسلامية أطلق الدين القيم لعقلهم العِنان فتقدموا لهذا الميدان في ذلك الوقت مسجلين براءة أبداع مبكرة.. وطبعًا حدث هذا قبل ركود العقل العربي واستسلامه للجمع والترتيب.. والعزوف عن التفكير.
لذا.. ستبقى معارفنا راكدة، كلماتنا متحجرة، أطروحاتنا يعلوها الغبار، ما لم نبث فيها روح المعاصرة وذلك لن يكون إلا بإثارة الفكرة، وتفكيك النص، وتحدّيث المعنى، وإعلاء شأن السؤال!
مع ملاحظة ان تلك الثلاثية لا تعبر ـ دون شك ـ عن تعميم (منبهر) غربيًا و(ظالم) عربياً، ولكنه استقراء لواقع راهن، أما الاستثناء القليل الإيجابي فهو يعزز القاعدة ولا ينفيها.
Comments