bah لبنان بين مفترق الطرق: نزع السلاح، الإصلاح القضائي، وتوازنات الداخل والخارج - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

لبنان بين مفترق الطرق: نزع السلاح، الإصلاح القضائي، وتوازنات الداخل والخارج

08/23/2025 - 13:05 PM

Bt adv

 

 

 

كتب جورج ديب

في ظل مشهد سياسي متقلب، يقف لبنان اليوم أمام تحديات مصيرية تتطلب حواراً وطنياً صادقاً وإرادة سياسية جامعة. فبعد انتخاب رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة، عاد الحديث بقوة عن ملف نزع سلاح حزب الله، الذي أثار ردود فعل متباينة بين القوى السياسية، وأعاد إلى الواجهة أسئلة السيادة، الأمن، والهوية الوطنية.

نزع السلاح: جدل السيادة والتهديدات الضمنية

تصريحات الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، التي رفض فيها نزع سلاح الحزب واعتبرها "تهديداً ضمنياً بحرب أهلية"، أثارت قلقاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية. رئيس الحكومة نواف سلام وصف هذه التصريحات بأنها "غير مقبولة"، مؤكداً أن "لا يجوز لأي طرف حمل السلاح خارج إطار الدولة اللبنانية".

في المقابل، يرى مراقبون أن الضغوط الأميركية والإسرائيلية لنزع السلاح تأتي ضمن استراتيجية أوسع لإعادة رسم الخارطة الأمنية في المنطقة، وسط محاولات لتقويض النفوذ الإيراني في لبنان.

الإصلاح القضائي: خطوة ناقصة نحو الاستقلال

في 31 تموز الماضي، أقر البرلمان اللبناني قانوناً جديداً لتنظيم القضاء، وصفته منظمة هيومن رايتس ووتش بأنه "إيجابي لكنه غير كافٍ" لتحقيق استقلال قضائي كامل. ورغم تعزيز الحوكمة الذاتية للقضاء، لا تزال هناك ثغرات تتيح التدخل السياسي في عمل المدعين العامين، ما يهدد نزاهة العدالة ويقوض ثقة المواطنين بالمؤسسات.

الموقف الدولي: دعم مشروط واستحقاقات قادمة

زيارة الموفد الأميركي توماس باراك إلى بيروت، ولقاؤه برئيس مجلس النواب نبيه بري، حملت إشارات واضحة إلى أن انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية وفق القرار 1701 هو "مدخل الاستقرار وفرصة لإعادة الإعمار". لكن هذا الاستقرار يظل مشروطاً بقدرة الدولة اللبنانية على ضبط السلاح، وتفعيل مؤسساتها بعيداً عن التجاذبات الإقليمية.

سيناريوهات المستقبل: بين الانفراج والتصعيد

تحليل المشهد السياسي يضع لبنان أمام أربعة سيناريوهات محتملة:

•          نزع السلاح الكامل مع انسحاب إسرائيلي وترسيم الحدود، ما قد يفتح باب الاستقرار.

•          تخفيض القدرة العسكرية لحزب الله مع دمج جزئي في الجيش اللبناني.

•          الجمود السياسي والأمني، وهو السيناريو الأخطر اقتصادياً واجتماعياً.

•          المواجهة الشاملة داخلياً أو مع إسرائيل، وهو سيناريو كارثي بكل المقاييس.

لبنان اليوم بحاجة إلى إرادة وطنية تتجاوز الحسابات الضيقة، وتعيد الاعتبار لمفهوم الدولة الجامعة. فبين ضغوط الخارج وتحديات الداخل، يبقى صوت العقل والحوار هو السبيل الوحيد لتفادي الانفجار، واستعادة الثقة بمستقبل الوطن.

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment