bah تحالف سعودي مصري تضطر إسرائيل التعامل معه - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

تحالف سعودي مصري تضطر إسرائيل التعامل معه

08/23/2025 - 17:04 PM

Bt adv

 

 

 

د. عبد الحفيظ عبد الرحيم محبوب *

ظلت إسرائيل تتابع المشهد العربي، وبشكل خاص بين السعودية ومصر، مؤكد أن هناك ملفات متعددة، وكل دولة تنظر إلى تلك الملفات برؤية خاصة بها، لكن العلاقات بين الجانبين استراتيجية لا يمكن لأحد المساس بها، خصوصا في مواجهة التحديات المشتركة التي تستهدف الأمن العربي، وهي ملفات كثيرة تتعلق بملف أمن البحر الأحمر وملف غزة ولبنان وسوريا واليمن وهي ملفات بحاجة إلى التعاطي معها بجهود مشتركة.

 لذلك صدمت إسرائيل وعدد من المتربصين باجتماع الزعيمان في نيوم الرئيس عبد الفتاح السيسي وسمو الأمير محمد بن سلمان الذي كان في استقباله في المطار، أثبتا للعالم بأن العلاقات السعودية المصرية لا تتزعزع، وهي زيارة تأتي في إطار العلاقات التاريخية الراسخة التي تجمع البلدين، وهما العمود الفقري في التضامن العربي، تؤكد ذلك الزيارات ال8 التي قام بها الأمير محمد بن سلمان إلى مصر منذ الزيارة الأولى في أبريل 2015، والزيارات ال11 للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السعودية حرص القيادتين على تطوير العمل المشترك وفتح آفاق الشراكة والتعاون في مختلف المجالات، خصوصا في أوقات الشدة، تجسيدا لحرص القيادتين على أهمية استقرار دول المنطقة والحفاظ على وحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية، وضمانة للأمن والاستقرار ومواجهة التحديات الجسيمة التي تهدد أمن المنطقة، لا سيما في ظل المحاولات لفرض متغيرات عليها، وعلى القضية الفلسطينية على وجه التحديد.

ترفض إسرائيل إقامة الدولة الفلسطينية التي حشدت لها السعودية العالم بل هناك إجماع عالمي على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ولأول مرة منذ حرب 1948 هناك شراكة أوروبية عربية في المطالبة بإقامة الدولة الفلسطينية، وقادت السعودية وفرنسا تحشيد العالم لتحقيق هذه الرؤية، فيما تود إسرائيل ان تكون شريك اقتصادي مع الهند عبر السعودية ودول الخليج بالشراكة مع الولايات المتحدة لمناطحة الصين، لكنها تصطدم بالسعودية التي ترفض أي شراكة مع إسرائيل إلا بعد إقامة الدولة الفلسطينية، فبدأت إسرائيل تتعنت في غزة وتلعب في الساحتين السورية واللبنانية وفي البحر الأحمر.

ليس هذا فحسب بل تتعمد القوات الإسرائيلية تدمير أكبر قدر ممكن من المناطق في غزة، بل إسرائيل تهدد بفتح أبواب الجحيم في مدينة غزة، ونتنياهو يريد مفاوضات تحت النار ويتمسك بإطلاق الرهائن، وشروط إسرائيل تعقد هدنة غزة وتضع الوسطاء في اختبار صعب، لذلك لن يقفا البلدان تجاه ما يحدث وترك إسرائيل تحقق ما تريد من تصفية القضية في غزة، سبق للسعودية في عام 1995 عندما كانت البوسنة محاصرة قدمت دعمها للبوسنة المحاصرة بالسلاح حتى وافق الصرب على توقيع اتفاق وفك الحصار، كذلك هناك سبل متعددة في غزة إذا واصلت إسرائيل محاولاتها تصفية القضية في غزة مدعومة بسياسات مؤيدة لإسرائيل في وزارة الخارجية الأمريكية وإقالة شاهد قريشي إثر خلاف حول كيفية توصيف سياسات إدارة الرئيس دونالد ترمب بشان خطط إسرائيل لترحيل الفلسطينيين من غزة، فيما يعده البعض تطهيرا عرقيا، وكشفت الواشنطن بوست عن إقالة قريشي حول بيان كتبه مضمنا إياه جملة نحن لا ندعم التهجير القسري للفلسطينيين في غزة، معتمدا على تصريحات سابقة للرئيس ترمب والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف اللذين قالا في فبراير 2025 إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى خطة إخلاء لغزة لكن رفض مسؤولون كبار في وزار الخارجية استخدام هذه الجملة.

بعد تصريح نتنياهو بقوله نقترب من نهاية حرب الجبهات السبع لمواجهة معضلة شديدة داخل إسرائيل لاحتلال غزة وسيشارك في العملية وقت ذروتها نحو 130 ألف جندي احتياط وخمس فرق نظامية، إلى جانب عدت 21 دولة في بيان مشترك خطة الاستيطان في الضفة الغربية انتهاكا للقانون الدولي.

أول مرة تنكر إسرائيل حدوث مجاعة في غزة بعد إعلان اممي رسمي أن المجاعة منتشرة في غزة، من أجل الضغط لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ورأت السعودية أنه سيظل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، وفي مقدمته الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ما لم يسارع إلى التدخل الفوري لإنهاء المجاعة، ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غورتيرش في بيان أن المجاعة في غزة هي كارثة من صنع الإنسان، ووصمة عار أخلاقية وإخفاق للإنسانية نفسها، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن كل الرهائن، والسماح بدخول المساعدات دون أي عوائق.

 

* أستاذ الجغرافيا السياسية والاقتصادية بجامعة أم القرى سابقا

               Dr_mahboob1@hotmail.com

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment